«رباط صليبي» تختصر الحياة!

  • 3/17/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

«كرة القدم هي اللعبة التي تختصر الحياة بكل تعقيداتها وقوانينها» بهذا الاقتباس من جان بول سارتر قدّم سعيد الأحمد روايته "رباط صليبي" للقارئ، التي صدرت حديثاً عن دار مدارك، وجاءت في (118) صفحة. الأحمد قسّم روايته إلى (20) فصلاً، جاءت عناوينها بمثابة القنطرة التي تأخذ القارئ ليكون جزءًا من أحداث الرواية، يتنقل عبر ديناميكية سردية من كونه عضواً في فريق الحارة، إلى مدرب، فحارس مرمى محاط بهدير المدرجات ينتظر لحظة الانقضاض على المهاجم المنفرد بالكرة، ومن العناوين التي حملتها فصول الرواية: حالة انفراد، الوصول إلى الهدف لا يتم بمهارة فردية، ولادة خفافيش الليل، ابن الحدود، صدمة الزجاج، محور الشر، موجات التمرير، اللقيط، مسارح الغضب، العودة إلى معكال سائحًا، الذاكرة لعبة الإنسان ولعبته المشتهاة. نقرأ من الرواية: "كان لابد للعفريت الصغير أن يموت بهذا الشكل.. سالم رحمة الفنان، اللقيط الموهوب الذي أدهش صرامة جسار خلال عشرين دقيقة مران فقط، سالم العفريت العاشق الذي يداعب الكرة برقة ولذة معاشرة حبيبته، كان قدراً حتمياً له أن يموت على صدر العشب، كجندي عاشق لتراب الأرض، أو كفلاح يمنح رفاته بعد الفناء سمادا للشجيرات التي غرسها بقدميه قبل غروبه، كان لابد له أن يموت بعدوى مرض (التبقع القصديري) كفلاح روسي قبّل شفاة السنابل بولهٍ تام، فدست حمى قمحها بجبينه العريض كوطنٍ أسمر؛ تماما كما رحل طلال مداح على خشبة المسرح قبل شهرين، وكان لابد للجزار، القفل، القشاش، المطرقة عبيد جمعة أن يبتلع لسانه كي يصمت للأبد! قرأت خبر وفاة طلال مداح على خشبة مسرح المفتاحة وأنا على سرير العلاج بمشفى لندني، طلال الذي علمني بلتغته العذبة أن حدود الوطن أبعد بكثير من حدود الشميسي غرباً، والديرة شرقاً، وعتيقة جنوباً، وحي المربع الفخم شمالا، وأنّ الوطن أكبر من مجرد معارك صبيانية تافهة بين أبناء حارتنا و(عيال) حي معكال الفقير مادياً وعرفياً، ولا الطابور الخامس المضطرب داخل حارتنا، طلال الذي زرع الوطن بصدري كعشق دائم منذ أن عرفني عليه عبدالله حسان، والد حسن خيري، عن طريق السماعة السوداء الخلفية لسيارته الشفر. سعيد الأحمد نشرت له عدة ترجمات لنصوص نثرية وشعرية من اللغة الإنجليزية للعربية، كما نشرت له مجموعة من المقالات النقدية والفنية والثقافية في الصحافة المحلية والعربية، وصدر له كتاب بعنوان "عسس" ومجموعة من النصوص في كتب مشتركة مع كتاب آخرين، أحدها باللغة الإنجليزية (sand birds).

مشاركة :