هكذا بدأها عراب الرؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إيجاز بليغ يظهر عمق الرؤية الطموحة والقيادة الشامخة، همة طويق برزت، دروس جديدة في فن القيادة والتخطيط، صراحة في الطرح ودقة في الوصف، قوة الفكر وواقعية المنطق، لغة القوة الاستثمار والنمو. كل هذا وأكثر ظهر في لقاء سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على "فوكس نيوز"، فمن سندالة تلك الجزيرة الحالمة ومن أمام البحر الأحمر والذي اتسعت معه طموحاتنا وبالزي السعودي الأصيل الذي يعكس أصالتنا جاء ذلك اللقاء المنتظر والذي تابعه الملايين وعكس الصورة الحقيقية للمملكة العربية السعودية بين الأمس واليوم والمستقبل القادم. اللقاء الذي استمعت إليه عشرات المرات وفي كل مرة أسجل إعجابا مختلفا فهو منهج للارتقاء نحو المجد والتقدم في ظل مجموعة من الدروس استعرضها هنا للفائدة ومنها: قيادة الفريق نهج القيادة الشابة الطموحة، كان يؤكد هذا القائد الطموح في كل مرة يجيب فيها، جهود الفريق ويسلط الضوء على مشاركة الأفكار ومن ذلك "نحن لا نعمل بمفردنا، ليس كل ما فعلته بل كل ما قمنا به، أنا واحد من الشعب، الجميع عليه المساهمة في ذلك". دروس في القيم ترددت على مسامعنا حين قال سموه: لا نتدخل في شؤون الآخرين، ليس لدينا الوقت الكافي لمتابعة سيرهم، لا يعنينا من يترأس أي دولة، وهو جانب مشرق يعلمنا أن أعظم انشغال هو مراقبة أنفسنا. دروس في الاستثمار والنمو تحدث سموه عن الفرص الضائعة وهي ما نملكه ولا نجيد استخدامه، وكيف تكون القرارات رشيدة في ضوء العرض والطلب، وكأن سموه يوجه لنا رسالة كأشخاص بأننا نملك الكثير من الفرص التي يمكن استثمارها، فقط علينا البحث. إضاءة أخرى نتعلم منها وهي قوة الرد المبني على المنطق عندما سئل سموه عن وثيقة التعاون بين المملكة وأمريكا، وكانت إجابته تمثل معطيات حقيقية لاستمرارية هذا التعاون فالعلاقات الدولية تحكمها المصالح المشتركة، فهو طريق واضح ومحدد لا مجال فيه للخسارة، والدعم المشترك يحقق الأفضلية للجميع؛ لأن المنطق يقول إن الوعي بالمصالح الاقتصادية المشتركة يخلق مساحة من التركيز. لغة البيانات والأرقام، علينا أن نفهمها؛ لأنها الواقعية المطلقة لأي طموح، انطلق حديث سموه عن النتائج الحقيقة بلغة لا تقبل الاختلاف منها: الناتج المحلي، ترتيب المملكة، المسار الصحيح، مجموعة العشرين، معدلات النمو والمؤشرات، ليقدم لنا نهج المسار الصحيح للتقدم، فالطموحات تبقى أحلاما إذا لم تقس. وفي ردود هذا القائد الإنسان يظهر جانب الإنسانية والترابط عندما أجاب بمواقف المملكة المشرفة تجاه أشقائها والدعم المستمر الذي تقدمه المملكة لأشقائها في غاية الأهمية، كما أن جهود المملكة مستمرة لتحصل هذا الشعوب على الحياة الكريمة، ليذكرنا جميعا أن الإنسان هو إنسان قبل كل شيء. كما أن تسمية الأمور بمسمياتها الصحيحة وعدم الخلط مهارة أبرزت قوة سموه في النظر للأمور في وضعها الصحيح، فالإرهاب يبقى صورة شاذة لا تعبر ولا تمثل الإسلام ولا يمكن الخلط بينهما، واستقرار المنطقة يمكن الوصول إليه من خلال المضي قدما نحو التقدم وترك المنازعات لذلك علينا أن نفهم أن الإجرام لغة واضحة لا تحتمل مسميات أخرى ولا تنتسب لأي ديانات. وننتقل لمدرسة أخرى تمثلت في حكمة هذا القائد، فعندما سئل سموه عن مواقف بعض الدول من بعضها، والحروب القائمة أجاب "لا يمكن القول إنها خطوة سيئة أو جيدة" وإن "الحرب في أي بلد أمر سيئ ومؤسف" ثم أرجع ذلك إلى المعنين بالأمر، لننهل من تفكير هذا القائد الحكمة والنظرة الشاملة للأمور. وعندما تجتمع الثقافة مع الفكر ستسير الأمور وفق مسارها الصحيح وتزيح كل العقبات التي تعترضها، كان سموه حاضر البديهة حول سؤال بريت باير عن السمعة والغسيل الرياضي كما سماه أثناء المقابلة، فرد سموه بثقافة الفكر "لدينا نسبة نمو 1% في الناتج المحلي من الرياضة ونطمح للمزيد فإذا كان الغسيل الرياضي يزيد من الناتج المحلي فسوف أستمر، وقولوا عنا ما تريدون"، وقدم لنا درسا آخر تعلمنا من خلاله أن التعصب لا محل له بيننا، وأن الوقت قد حان للعمل. أما المنظور الحقيقي للتغيير هو ما رسمه سمو الأمير محمد بن سلمان حيث ذكر أنه قائم على احتياجاتنا، واحتياجات الناس واحتياجات الاقتصاد لدينا، والقاعدة الأساسية للوصول هي عدم الاهتمام بنظرتهم إلينا، وكان ردا واقعيا لسؤال بريت باير: هل تعتقد أن النظرة تجاه السعودية سوف تتغير؟ وللقصة بقية مع هذا القائد الطموح، وأي قصة ستكون؟! حتما سيشهد التاريخ أن السعودية هي المستقبل القادم وأن أبناءها هم الثروة التي ستحقق الكثير وأن قيادتها هم صناع هذه القصة العظيمة وأن العالم بانتظارها.
مشاركة :