للأسبوع الثاني على التوالي، تستمر الآلة العسكرية الإسرائيلية في تدمير غزة، وفرض المزيد من الحصار على القطاع، فيما أعلن مكتب رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اليوم (الاثنين) أنه لا اتفاق لوقف إطلاق النار في جنوب غزة، على رغم التقارير الإعلامية التي تحدثت عن هدنة إنسانية تبدأ من الساعة الـ9 صباحا بالتزامن مع عبور المواطنين الأجانب إلى معبر رفح. وقال الخبير الاستراتيجي المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية بالقاهرة اللواء نصر سالم إن إسرائيل تحاول بكل قوة إجهاض القضية الفلسطينية وتصفيتها لصالحها، مستغلة عملية «طوفان الأقصى»، وهي العملية التي كانت بمثابة صدمة لكل الأجهزة الأمنية للكيان الإسرائيلي، موضحاً أن ما تقوم به تل أبيب من عمليات قصف جوي على قطاع غزة لم تشهده من قبل، والهدف منها محاولة تهجير أبناء القطاع لسيناء. وأشار إلى أن الغرب يدعم فكرة الاحتلال في التهجير القسري لأبناء غزة على رغم أن هذه الفكرة مرفوضة جملة وتفصيلا من قبل الفلسطينيين والعرب بشكل عام، مؤكداً أن المجتمع الدولي الذي يؤمن بالحقوق والحريات يجب أن يرفضها كونها جريمة. وأضاف سالم لـ«عكاظ» أن الأوضاع في غزة بهذا التصعيد الخطير ستؤدي لا محالة إلى تصاعد الصراع وتهديد أمن المنطقة العربية والشرق الأوسط، في ظل رفض الحكومة الإسرائيلية الهدنة والاستمرار في حربها على غزة والشعب الفلسطيني، مشدداً على أن الحكومة المصرية من حقها تشديد إجراءاتها الأمنية على حدودها الشرقية لمنع التسلل والدخول بطرق غير مشروعة والسيادة على أرضها «كوننا أمام مؤامرة إسرائيلية خطيرة». ولفت إلى أنه خلال حوار القاهرة مع الجانب الأمريكي حملت مصر إسرائيل مسؤولية التصعيد الأخير، الناتج عن ممارسات الاحتلال بحق الفلسطينيين سواء في الضفة الغربية أو القدس المحتلة أو ممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين في غزة من حصار وتجويع. ولفت الخبير الاستراتيجي إلى أن ثوابت مصر تجاه القضية الفلسطينية والصراع المحتدم بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل تمثل خطوطا حمراء لا تفاوض بشأنها ولا مساومات عليها، ولا تصفية أو إجهاض لقضية العرب الأولى، وهو ما دفعها إلى المطالبة بعقد قمة إقليمية دولية لدفع كل طرف بأن يتحمل مسؤولياته.
مشاركة :