رحلة سمعية بصرية موجزة عن الموسيقى الشعبية في المملكة نظّمها «مركز فناء الأول» الثقافي خلال الفترة من 18 سبتمبر وحتى 12 أكتوبر الجاري، في مقر المركز بحي السفارات في الرياض؛ وذلك عبر استعراض مجموعة موسيقية فريدة تعود إلى حقبة الخمسينات الميلادية وصولاً إلى بداية الألفية الثانية، وضم معرض «فناء فون» مجموعة متنوّعة من المقتنيات الموسيقية من أشرطة (كاسيتات)، وتسجيلات قديمة، وملصقات خاصة لبعض الفنانين، بالإضافة لمجموعة من الصور النادرة، كما قدم لزوّاره تجربة استثنائية لاستكشاف الجوانب الثقافية المختلفة من التراث الموسيقي السعودي، والتعرّف على تطوّر الموسيقى الشعبية واستذكار أهمّ روّادها، ومعرفة دورها في بناء المشهد الثقافي المعاصر. ودعا معرض «فناء فون» زوّاره إلى التأمّل في تطوّر الموسيقى الأدائية التقليدية السعودية عبر التاريخ، ومعرفة دورها في بناء المشهد الثقافي المعاصر؛ ليكشف عن كنز دفين من المقتنيات القيّمة والفريدة، جمعها الفنان السعودي الدكتور سعد الهويدي خلال العقد الماضي، بعضُها يعود إلى الخمسينيات وما بعدها؛ وقد جال بنا في أروقته المتناغمة على ألحان الموسيقى الشعبية السعودية لنسبر نشأة هذا اللون الموسيقي وأسباب رواجه المستمر. وخاطب المعرض زوّاره من خلال خمسة أقسام مختارة تطلّ على القطع المعروضة من عدسات مختلفة. واستعرض القسم الأول: «من الموسيقى الأدائية التقليدية إلى الموسيقى الرائجة» أولى تجليات الموسيقى السعودية وتحوّلاتها؛ وتناول القسم الثاني: «التحوّل من الداخل» وتناول التحوّلات في المشهد الموسيقي؛ ثم يصحَب قسم «إلى العالمية» الزوّار في جولة على تجارب مُثرية للمشهد الموسيقي الإقليمي والعالمي، بينما يعرّج القسم الرابع: «الموسيقى الشعبية صوتًا وصورة»، على تأثير الصحافة المطبوعة ودورها الرائد في الترويج للفعاليات الموسيقية. وأخيرًا، ينقل القسم الخامس «أصوات من الحاضر» زوّاره إلى واقع الموسيقى في الحقبة المعاصرة. يُذكر أن معرض «فناء فون» يُعدّ وقفة مهمة لاستذكار روّاد الفن، ومراحل تطوّر الموسيقى، وذلك بهدف تعزيز الوعي الثقافي حول الموسيقى السعودية الشعبية لدى الجمهور المحلي والدولي من المختصين والمهتمين بـسحر فن الماضي الجميل، كما يُعد استمراراً لسلسلة المعارض الفنية التي يقيمها مركز الفناء الأول بهدف تعزيز المشاركة الثقافية.
مشاركة :