كنا على الدوام متأكدين أن النبض الكويتي نبض عربي، وان قيادة وشعب الكويت لا ترضى مطلقا الاساءة للمملكة، وان ما اقدم عليه مجلس الامة الكويتي من نزع الحصانة عن أحد نوابه الموتورين والمشبع بالطائفية البغيضة، يؤكد أن الشعب الكويتي ومؤسساته وقيادته الحكيمة لا ترضى ابدا الاساءة للشقيقة الكبرى، باعتبارها العمق الاستراتيجي لدول الخليج العربي، في ظل حالة التغول الاقليمية، على السيادة والامن والثروات العربية. إن أي إساءة للسعودية أو دول الخليج هي إساءة لي، وأي جرح يجرح الدول الشقيقة في الخليج هو جرح للكويت ولصاحب السمو هذا ما نقله رئيس مجلس الأمة الكويتي ابن الخليج البار مرزوق الغانم، عن صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، والذي اعلن فيه للعالم أجمع عدم رضا الكويتيين، عن اساءات المدعو دشتي التي تأتي بتحريض وبطلب ايراني واضح، لتساهم في تفريق مجتمعاتنا والاساءة لوحدتنا ومواقفنا الوطنية والعربية. ان الحزم أصبح ظاهرة عربية، بعدما دشن طريقه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -يحفظه الله- فلم تعد هناك مساحة للعملاء في دولنا ومجتمعاتنا، وإن الذين عاثوا في بلادنا فسادنا وخرابا، وحاولوا الاساءة للامن العربي والخليجي، عن طريق التعاون مع الآخر، وتنفيذ اجنداته التي تتناقض ومشروعنا العربي والخليجي، أصبح من اللازم والواجب التعامل مع هذه الظواهر الغريبة بحزم وبقوة، كما فعلها رجالات مجلس الامة الكويتي، بكشف هؤلاء امام الشعب الكويتي، بدلا من استفادتهم من خيراتنا وثرواتنا وامننا واستقرارنا، ليكونوا أداة طيعة في تنفيذ المشروع الفارسي في المنطقة. إن الديمقراطية حتما لا تعني شرعنة العمل والحصانة للمأجورين والعملاء، ولا تعني الاساءة للامن العربي والخليجي، ولا تعني الاساءة للعلاقات والوشائج الانسانية بين الدول والشعوب، او لتهريب السلاح وادوات الموت والدمار والفتنة، ولا تعني الانفلات والصفاقة بحق الشقيقة الكبرى، التي ترتبط بالكويت قيادة وشعبا بعرى ووشائج لا تنفصم ابدا. إن ظاهرة دشتي لا تنسجم وتاريخنا العربي، ولا ومسؤولياتنا الوطنية، ولا هي من قيم الكرامة والشهامة العربية، ولا تعبر عن اهلنا وشعبنا في الكويت العزيزة، وندرك أن الكويتيين قيادة وشعبا، أغضبتهم هذه الظاهرة النكرة، فنحن -وكما قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح- أثناء الشدة والرخاء شعبان نساند بعضنا البعض. إن رسالة مجلس الامة الكويتي هي رسالة من رسائل الحزم والوطنية، وهي من رسائل الاحترام والوفاء الذي نقدره ونعتز به، وان على المتطاول ان يعلم أن أفعاله هذه ستلقى العقاب اللازم، نظرا لإساءته لوشائج القربى والعلاقة الوثيقة بين شعبينا، ولتطاوله على القضاء ومؤسسة العدالة الكويتية، وإساءته لمملكة البحرين الشقيقة، وجمعه الاموال لصالح تنظيمات ارهابية، واساءته للمؤسسة التشريعية الكويتية. ان ظاهرة دشتي تؤكد أننا امام تحديات وطنية جديدة، لا يمكن معها قبول الغمغمة السياسية، ولا المهادنة، فنحن في دول ومجتمعات الخليج في مركب أمني واحد، وان علينا ان نقطع دابر المحرضين والادوات التي تنخر بأمننا واستقرارنا، بسياسة واضحة وشفافة، فالأمن الخليجي حالة متكاملة وعضوية. وبالنسبة لنا في المملكة، فإن أمن الكويت وأمن الخليج هو جزء لا يتجزأ من أمن المملكة، وإن من يعبثون بالأمن الخليجي نؤكد لهم أننا سنبقى دائما وأبدا الظهير والسند لكل العرب، ولكل دول ومجتمعات الخليج.
مشاركة :