واشنطن/القاهرة – (رويترز): تعزز الولايات المتحدة قوتها العسكرية في الشرق الأوسط لمنع انتشار الصراع بين حركة حماس وإسرائيل ولردع إيران عن التدخل مع تزايد المخاوف الدولية من حرب إقليمية أوسع نطاقا. وتوجد أحدث حاملة طائرات أمريكية -والأكبر في العالم – بالفعل في شرق البحر المتوسط. ومن المقرر أن تنضم إليها حاملة طائرات أمريكية ثانية في الأيام العشرة المقبلة. وبينما يقول البيت الأبيض إن «لا توجد خطط أو نوايا» لاستخدامهما، فإن ذلك يعني أن القطع العسكرية الأمريكية ستبقى لتقديم الدعم الجوي من أجل حماية مصالح الأمن القومي الأمريكي إذا لزم الأمر. ولدى الولايات المتحدة أيضا عدة قواعد في الشرق الأوسط تضم قوات وطائرات مقاتلة وسفنا حربية. وقال مسؤول أمريكي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته «يتم بذل كل الجهود لمنع تحول ما يجري إلى صراع إقليمي. إذا حدث ذلك، سوف يستنزف الموارد الأمريكية بشكل كبير». وأضاف «لا أريد التكهن بشأن المساعدة التي يمكن تقديمها إذا اندلع صراع أوسع نطاقا، هذه القرارات لم تُتخذ بعد». ووجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في تصريحات بالقاهرة الأحد بعد جولة دبلوماسية مكوكية لأيام في الشرق الأوسط، رسالة صريحة وتحذيرا ضمنيا لإيران قائلا «عندما يتعلق الأمر بأمن إسرائيل، فإننا سنحمي إسرائيل». وقال إن نشر مجموعتين من حاملات الطائرات «ليس لاستفزاز أحد، بل فقط لتوجيه رسالة ردع واضحة للغاية مفادها أنه لا ينبغي لأي كان أن يفعل أي شيء من شأنه توسيع هذا الصراع بأي شكل، أو يعزز العدوان على إسرائيل من أي اتجاه آخر». وحذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الاحد قائلا «أيدي جميع الأطراف في المنطقة ستكون على الزناد»، فيما قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك إن القوات المسلحة الإيرانية لن تتدخل عسكريا ما لم تهاجم إسرائيل إيران أو مصالحها أو مواطنيها. وتوعدت إسرائيل بالقضاء على حماس بعد أن اقتحم مقاتلو الحركة بلدات إسرائيلية يوم السبت قبل الماضي، مما أسفر عن مقتل 1300 شخص واحتجاز رهائن في أسوأ هجوم في تاريخ إسرائيل. ركزت الجهود الدبلوماسية الدولية على منع اتساع نطاق الصراع وخاصة إلى لبنان. وبينما قصفت إسرائيل غزة بشكل مكثف خلال الأسبوع الماضي وتستعد لهجوم بري، اشتبك الجيش الإسرائيلي أيضا على الحدود اللبنانية مع جماعة حزب الله في أكثر المواجهات إراقة للدماء منذ حرب بين الجانبين استمرت شهرا في عام2006. وردا على سؤال ما إذا كان من الممكن أن تقدم الولايات المتحدة دعما جويا في شمال إسرائيل، قال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي «لا توجد خطط أو نوايا في الوقت الحالي». وأضاف كيربي «مع ذلك فإننا نتعامل مع مصالح أمننا القومي على محمل الجد ولدينا قوة عسكرية كافية في المنطقة لحماية هذه المصالح والدفاع عنها حسبما يقتضي الأمر». ولن يصدر أي قرار بشن عمل عسكري في الشرق الأوسط إلا من الرئيس الأمريكي جو بايدن المنتمي للحزب الديمقراطي. وتحظى مثل هذه الخطوة بالفعل ببعض الدعم من الجمهوريين. وقال السناتور ليندسي جراهام، وهو صوت جمهوري مؤثر في شؤون الأمن القومي، لرويترز الأحد إنه سيقترح أن يأذن الكونجرس بشن هجوم أمريكي على قطاع النفط الإيراني إذا «جرى فتح جبهة ثانية في شمال» إسرائيل. وأضاف «إذا حاول حزب الله شن هجوم كبير على إسرائيل، فيجب أن يدفع الإيرانيون ثمنا باهظا لذلك... أي تصعيد من جانب إيران – بإثارة حزب الله أو قتل الرهائن – يجب أن يضعها في مرمى النيران».
مشاركة :