3 آلاف عملية بتقنية «القلب النابض» بمركز الملك فهد لأمراض القلب

  • 3/17/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد مدير مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب في المدينة الطبية بجامعة الملك سعود البروفسور محمد بن علي فودة أن المركز يعتبر رائدا على مستوى منطقة الشرق الأوسط، في مجال جراحة القلب النابض حيث أجرى أكثر من 3000 عملية في هذا المجال. وأوضح الدكتور فودة في حوار مع «اليوم» أن المركز يجمع بين أفضل الممارسات الطبية والأكاديمية في جميع أقسامه ليصبح المركز الصحي الأكاديمي الريادي المتكامل في الشرق الأوسط، لافتاً أن مريض مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب لا يحتاج أن يخرج نهائياً لعمل أي نوع من الأشعة أو الفحوصات.. وتاليا تفاصيل الحوار: • بداية حدثنا عن مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب في المدينة الطبية بجامعة الملك سعود؟ خدمات القلب التي يقدمها مستشفى الملك خالد الجامعي كانت عبارة عن وحدات متفرقة ومنفصلة تتبع وحدة أمراض القلب لقسم الباطنة، ووحدة جراحة القلب تتبع لقسم الجراحة، وهكذا بقية الوحدات. وفي عام 1420هـ صدر الأمر السامي الكريم بضم هذه الخدمات تحت مسمى مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب وبسعة سريرية تبلغ (160) سريراً وتحت مظلة مستشفى الملك خالد الجامعي، ونحن كمسؤولين كان هدفنا آنذاك بناء مركز مستقل بذاته، ويتمتع جغرافياً بمكان يسمح له أن يرتقي بخدماته إلى حجم المسمى حيث كان عدد الأسرة محدوداً. ولكن تأخر التنفيذ وبناء المركز بسبب تغير طرأ في طريقة تنفيذ المشاريع بصفة عامة في جامعة الملك سعود، ليأتي التنفيذ في عهد الادارة السابقة للجامعة بقيادة الدكتور عبدالله العثمان حيث تم جمع مشاريع المدينة الطبية في مشروع واحد سمي (المشاريع الاستراتيجية) للجامعة تضمنت مشروع توسعة المدينة الطبية والذي شمل إنشاء مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب، وقد اكتمل بناء المباني وهو الآن في طور التشطيب النهائي حيث تم الانتهاء من التشطيب الخارجي فيما ينتهي من الداخل خلال شهرين من الآن. • ما المساحة الكلية للمركز؟.. وكم يبلغ عدد الأسرة؟ يعتبر مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب أكبر مركز قلب على مستوى منطقة الشرق الأوسط حيث يقع في (7) طوابق، تقع في قبو وخمسة طوابق تبلغ مساحة الطابق الواحد (12000) متر مربع. وتبلغ السعة السريرية الإجمالية للمركز (160) سريراً. وقد يرى البعض أن عدد الأسرة يعد قليلاً مقارنة بحجم المركز، ولكن المركز يعتبر منشأة مختلفة عن أمثاله في المملكة والعالم حيث يعتبر مستشفى متكاملا للقلب، يضم أقساما للإسعاف، المعامل والمختبرات، العيادات الخارجية، لذلك كانت الأسرة قليلة، ومن النادر أن تجد مركز قلب توجد به هذه الأقسام، بل تعتمد مراكز القلب في خدماتها على المستشفى الذي تقع داخله. ومريض مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب لا يحتاج أن يخرج نهائياً لعمل أي نوع من الأشعة أو الفحوصات، سواء كانت أشعة أو معامل للقلب أو غير القلب، حيث إن المريض في مراكز القلب الأخرى يضطر للذهاب لقسم الأشعة العام في المستشفى فيما يضم مركز الملك فهد قسم الأشعات بأكملها، والمعامل بأكملها، وبنك دم خاصا به، كما يوجد به قسم تأهيل للمرضى بعد العمليات. وتعتبر خدمة الإسعاف من الخدمات النوعية والمتميزة التي يقدمها المركز للمرضى، حيث تتمثل الأهمية العادية للإسعاف لدى مراكز القلب في استقبال الحالات عن طريق قسم الطوارئ بالمستشفى، وتجرى له الفحوصات الأولية، ويستدعى طبيب القلب من المركز إلى طوارئ المستشفى، أو إحالتها للاسعاف الداخلي، وتعطى الأولوية للحالات الطارئة، فيما تنتظر الحالات الأخرى دورها حسب أولوية الحضور وهذا هو المتعارف عليه في مراكز القلب بالمملكة وكافة دول العالم. • كيف ترون حجم مشكلة أمراض القلب في المملكة؟ وهل هناك أرقام تعكس واقع المرض؟ للأسف الشديد أصبحنا في الوقت الحاضر نرى حالات مختلفة لأمراض القلب حيث نجد شابا في الثلاثينيات مصابا بآلام في الصدر، وقد يصل هذا المريض للمستشفى بحالة متأخرة، وربما توقفت نبضات قلبه بسبب الروتين في إسعاف واستقبال الحالات وتأخر الطبيب، أو أن المريض يعلم مسبقاً أنه قد يتعرض للانتظار فيتكاسل عن الحضور للمستشفى. ونسمع في وقتنا هذا عن وفاة شباب في مقتبل العمر بسبب أمراض وتوقف القلب، ولو نظرنا سنجد أن 90% ممن أصيبوا بآلام في الصدر، لم يبادروا، لمراجعة الاطباء، أو يتابعوا بطريقة جيدة. فمركز قلب بهذا الحجم وبهذه النوعية يجب أن تكون خدمته متميزة لمساعدة المرضى بالحضور وإسعافهم في وقت وجيز لا يتعدى ساعتين لمعرفة ما إذا كان يعاني من مشكلة في القلب، وأن هذه الآلام خطرة أم لا، وذلك من خلال إنشاء وتخصيص غرفة للإسعاف والطوارئ بمسمى (غرفة آلام الصدر) وسيتم الإعلان عنها بمواقع التواصل الاجتماعي لخدمة المرضى وتعريفهم بأن مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب لديه القدرة على مساعدتهم في معرفة إن كان أحدهم يحتاج إلى تشخيص وعلاج خلال ساعتين، وذلك بما يملكه من أجهزة متخصصة تغني عن القسطرة بنسبة 95%، حيث تعطي صورة واضحة بعد إدخال المريض في جهاز خلال ثوان معدودة، وتبين إن كان المريض يعاني من مشكلة في الشرايين أم لا. وفي حال اتضح أنه لا يعاني من مشكلة يذهب لمنزله ويعطى مواعيد للمتابعة خلال 3–6 أشهر، فيما يحول إلى قسم القسطرة ويفتح له ملف للمتابعة إذا تبين انه يعاني آلاما حادة وشديدة في القلب. وإذا وصلنا إلى هذه المرحلة من التقنية فستكون خطوة غير مسبوقة في الشرق الأوسط وقليلة في العالم. • ما أسباب ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض القلب؟ وما الشريحة الأكثر عرضة للإصابة بالمرض؟ يعتبر مرض السكري في المملكة عامل الخطورة الأول للإصابة بآلام الصدر وانسداد الشرايين، حيث ان 30% من السكان مصابون بداء السكري، إضافة إلى عوامل خطورة أخرى تتمثل في التوتر، قلة النشاط الرياضي، ضغط الدم، والتدخين وهي عوامل معروفة لدى الجميع، إلا ان السكري يتصدرها لانتشاره بالمملكة وقد أثبتت الدراسات المحلية أن 90% ممن أجريت لهم عمليات قلب مفتوح يعانون مرض السكري. • ماذا عن دور المركز وتميزه من الناحية البحثية؟ ـ يعتبر مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب المركز الأكاديمي الأول والوحيد في المملكة، وشعاره أن العلوم الأكاديمية تأتي جنباً إلى جنب مع تقنية علاج أمراض القلب، حيث ان الأبحاث التي يجريها المركز نوعان اساسيان، أولهما الأبحاث التي تجرى على المرضى وهذه تجرى في كافة مراكز القلب في العالم وتتفوق فيها مراكز القلب بالمملكة، أما النوع الثاني فهي ابحاث علوم القلب الأساسية والتي يقصد بها أبحاث الجينات، وأن معظم الأطباء لا يستطيعون إجراء عمليات في هذا المجال، بل يجريها علماء، ولا يوجد تخصص لأبحاث الخلايا الجذعية وجينات القلب فقط، وفي الأغلب يكون عاما لكل الجينات (القلب، الكبد، العيون وغيرها) ومن النادر ان تجد مركز قلب في العالم يوجد به علماء متخصصون في الخلايا الجذعية وجينات القلب فقط، وهذا هو التحدي بالنسبة لنا في المركز. ونحن نهدف ونعي بل ولدينا يقين بأن علوم وأبحاث القلب الأساسية هي التي يكون فيها العلاج في المستقبل، وأن العلاج مستقبلاً لن يكون مقصوراً على علاج المرض عند الإصابة، ولكن بتحديد الجينات المسؤولة عن المرض أولاً، كالجينات المسؤولة عن مرض السكري، أو الجينات المسؤولة عن أمراض القلب، حيث إننا نستطيع أن نتلاعب بالجينات أثناء الحمل، ونحن نعتبر أن ذلك جزء أساسي من التقدم الأكاديمي لأي مركز أكاديمي في العالم، حيث يتعاظم الاهتمام والأمر بالنسبة لمركز الملك فهد، ونحن نسعى أن نكون في المرتبة الأولى في العالم، إذ لا يوجد مركز قلب في العالم به علوم أبحاث لعلوم القلب الأساسية. وفي هذا الإطار تم توفير مقر لقسم الأبحاث، ويوجد لدينا (8) معامل أبحاث لعلوم القلب الأساسية بالإضافة إلى طابق كامل من الفصول الدراسية لإجراء أكبر عدد من ورش العمل. • هل تتوافر لديكم الكوادر المتخصصة في هذا المجال؟ تعد الكوادر العاملة في هذا المجال تخصص علوم أبحاث علوم القلب الأساسية، ونسعى لأن تكون الكوادر من السعوديين حيث ان التخصص في علوم القلب الأساسية يحتاج إلى عشرات السنين، وهي أن تفترض نظرية معينة في العلاج، كأن تفترض أنه إذا غيرت في الكروموسوم لمريض ما فإنه لا يصاب بهذا المرض الذي يتعالج منه خلال مدة تصل 7 سنوات، لذلك يتطلب الأمر متابعة المريض لمدة 7 سنوات وفي فشل الافتراض تحتاج إلى إعادة التجربة. ولذلك حرصنا أن تكون الكوادر من السعوديين. ونحن منذ عام 2008م قمنا بابتعاث (8) عالمات إلى جامعة امبريال في لندن والتي تعتبر الثانية في العالم بعد هارفرد، وهن ليس أطباء، ولكن من كلية العلوم (علماء) ولكن يتبعون للمركز، وقد وصلت مؤخراً أول عالمة بعد حصولها على الدكتوراه في علوم القلب الأساسية فيما تصل الأخريات خلال هذا العام. ويكن بذلك أول عالمات في علوم القلب يعملن في مركز خدمي للقلب، وحرصنا أن يكون مركز الأبحاث بجوار غرفة العناية المركزة للتأكيد على العلماء أن عملهم مرتبط بالمرضى، وان يتعلموا كيف يعالجوا المرضى. • ما مستوى التنسيق بين المركز ومراكز القلب في المملكة؟ إن مركز الملك فهد لطب وجراحة القلب لا يقوم بعلاج أمراض القلب فقط، حيث يوجد لديه إحصائيات القلب، ويعتبر الوحيد على مستوى المملكة ودول الخليج، ويتولى رئيس جمعية القلب السعودية الدكتور خالد الحبيب مسؤولية الأبحاث الإحصائية على مستوى المملكة حيث تصدر عن المركز جميع الإحصائيات، مثل عدد مرضى القلب، وأسباب الإصابة، وهذا ما يتطلب الدمج ما بين مراكز القلب في المملكة. وهناك أبحاث مشتركة تجرى على المرضى، حيث تتطلب الأبحاث الإكلينيكية التعاون لإجراء تجربة معينة وجهاز معين في جراحة القلب، ويخرج من هذه الدراسة ورقة عمل تشمل هذه المراكز والأقسام. كما يوجد لدينا برنامج تدريب (برنامج زمالة جراحة القلب) و(وزمالة امراض القلب) حيث يوجد عدد كبير من أطباء القلب يتدربون في المركز بالتنسيق مع الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وذلك لاعتباره أقوى المراكز العلمية الأكاديمية في المملكة. كما يوجد تدريب على مستوى الاستشاريين إذ يعتبر المركز رائدا في تقنية القلب النابض وعلى مستوى العالم حيث تم إجراء ما يقارب (3000) حالة لجراحة القلب النابض وهي تعني إجراء عملية جراحية في القلب دون توقف نبضاته، وهي جراحة صعبة وتستخدم في حالات معينة وتحتاج تدريبا باستمرار، والمركز يدرب الاستشاريين من داخل وخارج المملكة. كما يتفوق المركز في علوم القلب الكهربائية، وهناك كثير من الأطباء يتدربون على كهرباء القلب بطرق مختلفة لعلاج ضربات القلب. والتعاون قائم مع المراكز داخل وخارج المملكة سواء من الناحية التقنية أو البحثية حيث يجرى يومياً نشاط أكاديمي. • نعود مرة أخرى لموضوع الكوادر.. ما حجم ونوع الكوادر بالمركز؟ اهتمام المملكة بالطب بصفة عامة ومراكز القلب بصفة خاصة منذ زمن قديم، وانه من البديهي أن المريض السعودي لا يرغب أن تجرى له عملية في القلب إلا بواسطة طبيب سعودي، وهذه الثقة بين المريض والطبيب السعودي لم تكن عفوية ووليدة صدفة، بل جاءت بسبب تعاطي المريض مع الطبيب السعودي الذي اثبت الكفاءة. حيث قامت المملكة ومنذ سنوات طويلة بتدريب اعداد ضخمة من الأطباء، ومارسوا العمل، وأثبتوا كفاءتهم وأنفسهم وبالتالي تعززت الثقة، وان المواطنين أصبحوا لا يسافرون لإجراء عمليات قلب في الخارج. والآن الدول من حولنا تعاني انعدام الأمن الصحي، وان ما وصلت إليه المملكة من تقدم في مجال الطب لم يأت من فراغ بل من خلال التخطيط للمستقبل والصرف على تدريب الأطباء السعوديين. ولذلك إن التخطيط في المركز يرتكز على تدريب الكوادر السعودية. ويوجد لدينا حالياً (30) استشاريا سعوديا، ويوجد أكثر من (40) مبتعثا، ونتوقع ان يكتمل عقد الكوادر خلال 3/4 سنوات بواقع (80) استشاريا سعوديا، ونسبة السعودة لدينا 90% وسوف تصل خلال ثلاث سنوات إلى 100% من ناحية الكوادر. • هل هناك أسباب معينة لحدوث وفيات للشباب في عمر 30–40 سنة بسبب أمراض القلب؟ أسباب الوفيات بهذه الأمراض متعددة مثل تغير نمط الحياة، قلة النشاط البدني، التدخين، إلا أن أمراض السكري تعتبر من عوامل الخطورة الأساسية، ولابد من دراسة عوامل الخطورة عند معاينة مريض شاب، لمعرفة الأسباب والتعامل مع آلام الصدر منذ البداية. وازدياد الوفيات بأمراض القلب خلال الثلاث السنوات الماضية بسبب ان العوامل الخطرة أصبحت كبيرة مثل التوتر، اهمال تنويع الغذاء، وقلة ممارسة الرياضة حيث ان هذه العوامل تؤدي إلى تناقص العمر. وننصح بعدم التساهل مع المؤشر (آلام الصدر) ويجب على كل فرد المتابعة والمراجعة باستمرار، حتى ولو لم يعان من شيء وخصوصاً لو لديه عامل وراثي بضغط الدم، أو السكري، أو تاريخ مرضي بالقلب أو إجراء عمليات قلب، التدخين،، وكلما اجتمعت عوامل الخطورة زادت نسبة الاصابة بأمراض الشرايين والتي تشكل 90% من أمراض القلب لدى الشباب. ويجب التعامل مع عوامل الخطورة أولاً بأول، والعمل بالوقاية، كما يجب الاهتمام بالتوعية بعوامل الخطورة، ومراجعة الطبيب. مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب

مشاركة :