والمشتبه به محمد موغوشكوف (20 عاما) روسي الجنسية ويتحدر من إنغوشيا الواقعة في شمال القوقاز، وهو مدرج على قائمة التطرف لدى الأجهزة الأمنية الفرنسية. من المقرر أن يمثل موغوشكوف أمام قاضي تحقيق متخصص في مكافحة الإرهاب الثلاثاء، بعد أربعة أيام من هجومه الذي أثار مجددا المخاوف من تجدد الهجمات الجهادية في فرنسا، وقد أعقبه هجوم آخر مساء الاثنين في بروكسل خلف قتيلين. وأعلن المشتبه به مسؤوليته عن الهجوم باسم تنظيم الدولة الإسلامية في مقطع فيديو نشر قبل الاعتداء، حسب ما أفاد الثلاثاء مصدر مطّلع على الملف. وأوضح المصدر أنه أشار في الفيديو بشكل "هامشي للغاية" إلى النزاع الجاري بين حماس وإسرائيل. صباح الجمعة، توجه موغوشكوف متسلحا بسكين إلى المعهد الذي درس به في أراس حيث طعن دومينيك برنار، أستاذ اللغة الفرنسية البالغ 57 عاما، ثم أصاب ثلاثة أشخاص آخرين قبل أن تعتقله الشرطة. وكانت المديرية العامة للأمن الداخلي (الاستخبارات الداخلية) تتابع محمد موغوشكوف "منذ نهاية تموز/يوليو" من خلال إجراءات التنصت والمراقبة الجسدية، بحسب وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكان قد تم فحصه الخميس قبل يوم من الاعتداء "من دون أن يتسنى إثبات ارتكابه أي جرم"، بحسب مصدر استخباراتي. وقال مصدر في الشرطة إنه "لم يقدم تفسيرات" أثناء احتجازه على ذمة التحقيق. هذا الهجوم الذي وقع بعد ثلاث سنوات من مقتل الأستاذ صامويل باتي في كونفلان سانت-أونورين بضواحي باريس على يد متطرف إسلامي، أثار الخوف مرة أخرى خاصة بين المعلمين. وقد أعلنت الحكومة اثر الاعتداء رفع التأهب الأمني إلى أعلى مستوى. وقال الرئيس إيمانويل ماكرون الثلاثاء إن "جميع الدول الأوروبية معرضة للخطر" في مواجهة عودة "الإرهاب الإسلامي". وتخشى دول أخرى وقوع هجمات، خاصة في ظل الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية. في الأثناء، قُتل سويديان مساء الاثنين في أحد شوارع بروكسل في هجوم أردت الشرطة الثلاثاء منفذه المفترض، وهو تونسي متطرف يقيم بشكل غير قانوني في بلجيكا. وتحوم الشبهة أيضا حول شقيق محمد موغوشكوف الأصغر (16 عاما) والذي كان قرب مدرسة أخرى في البلدة ولكن بدون سلاح، ويشتبه المدعي العام في أنه "قدم بعض الدعم له". كما تطال الشبهة شقيقه الأكبر المسجون حاليا والذي حُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات عام 2023، بعد إدانته بتشجيع الإرهاب. وطلب المدعي العام أيضا توجيه تهم لابن عم له يبلغ 15 عاما يشتبه في أنه "تم إبلاغه بمخطط إجرامي محتمل" و"لم يفعل شيئا لمنع وقوعه". وصل محمد موغوشكوف، المولود في جمهورية إنغوشيا الروسية ذات الغالبية المسلمة، إلى فرنسا عام 2008. وكان خاضعا للمراقبة من الاستخبارات بسبب صلاته بأخيه الأكبر. وكان والد المشتبه به الذي تم ترحيله عام 2018، مدرجا في سجلات الشرطة على أنه "من مؤيدي الإسلام المتطرف"، بحسب وزير الداخلية. "عنيف" قال محامي المشتبه به ميكائيل بنيلوش لوكالة فرانس برس إن شقيقة محمد موغوشكوف، التي أفرجت عنها الشرطة الاثنين، "مرعوبة من تصرفات أشقائها" وإنها "لا تفهم لماذا هاجم شقيقها المعهد". وأكدت للمحققين أنها "رأت شقيقها محمد يصبح أكثر تشددا في ممارساته الدينية" وصوّرته على أنه "عنيف"، بحسب محاميها. الجمعة، بعد الأحداث مباشرة، فتح مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب تحقيقا في جريمة اغتيال ومحاولة اغتيال على صلة بمخطط إرهابي ووفاق إرهابي إجرامي. وتعهّد الرئيس إيمانويل ماكرون الاثنين بأن تظل المؤسسات التعليمية "حصنا ضد الظلامية". وقال الثلاثاء إنه لا يلحظ أي "إخفاقات" لأجهزة الأمن الفرنسية. وسيحضر رئيس الجمهورية جنازة دومينيك برنار في كاتدرائية أراس الخميس.
مشاركة :