العاهل الأردني يحذر من سقوط المنطقة في الهاوية مع توسع الصراع

  • 10/17/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

برلين - حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الثلاثاء من وضع خطير جدا في منطقة الشرق الأوسط إذا توسعت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس إلى دول أخرى، معربا عن رفض عمان ودول المنطقة لتهجير الفلسطينيين رفضا قاطعا. وقال الملك بعد لقائه المستشار الألماني أولاف شولتس وخلال مؤتمر صحافي مشترك في برلين "المنطقة برمتها على شفا السقوط في الهاوية التي تدفعنا إليها هذه الدوامة الجديدة من الموت والدمار". ويخشى الأردن مع تنامي العنف ضد المدنيين في غزة، من امتداد الحرب إلى الضفة الغربية والقدس وحتى المناطق داخل الخط الأخضر وفي الإقليم، ما يثير مخاوف مستقبلية من حدوث موجات تهجير إلى الأردن، وانهيار مسار العملية السياسية بالكامل. وأضاف العاهل الأردني أن "خطر توسع الحرب على غزة حقيقي، وستكون عواقب ذلك وخيمة علينا جميعا"، مؤكدا "ضرورة بذل الجهود للتأكد من أن الأمور لن تتفاقم إلى هذا الحد". ويقول محللون أن تطورات الحرب على غزة اليوم هي محل نقاش في كل مستويات القرار الأردني وكل الإدارات العامة في البلاد، وأن خيارات الأردن في الدفاع عن مصالحه وأمنه واستقراره مفتوحة. من جهته، حذّر شولتس الذي سيسافر إلى إسرائيل في وقت لاحق الثلاثاء، من التصعيد. وأضاف "لدينا هدف مشترك وهو منع اشتعال المنطقة". وسيكون شولتس أول رئيس حكومة يزور إسرائيل منذ أن شنت حماس الأسبوع الماضي هجوما غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية الممتد لـ75 عاما. وقال "مرة أخرى أحذر صراحة حزب الله وإيران من التدخل في هذا الصراع". وأعلنت إسرائيل الأحد الماضي أنها في حرب غداة اختراق مقاتلي حركة حماس أجزاء من السياج الحدودي الشائك وتنفيذهم هجمات على مقرات عسكرية وبلدات مجاورة خلفت أكثر من 1400 قتيل، غالبيتهم مدنيون، وفق مسؤولين إسرائيليين. وقامت بتشديد الحصار على القطاع وبقصف متواصل منذ السابع تشرين الأول/أكتوبر أدى إلى تسوية أحياء بالأرض ومقتل ما لا يقل عن 2750 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة في القطاع. كما حشدت إسرائيل آلافا من الجنود النظاميين والاحتياطيين على الحدود تحضيرا لغزو محتمل. وفي ظل القصف الإسرائيلي ودعوات الجيش لإخلاء شمال غزة، نزح أكثر من مليون شخص خلال أسبوع في القطاع المحاصر الذي تبلغ مساحته 362 كيلومترا مربعا ويقطنه 2.4 مليون شخص، بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا). وتجمّع مئات من الفلسطينيين الذين يحملون جوازات سفر أجنبية الإثنين جنوب قطاع غزة آملين بفتح معبر رفح الحدودي مع مصر، المنفذ الوحيد الى الخارج غير الخاضع لسيطرة إسرائيل في قطاع غزة. وأكد العاهل الأردني أنه "لا يمكن استقبال اللاجئين في الأردن، ولا في مصر جراء الحرب على غزة، وهذا خط أحمر يمكنني أن اتحدث بقوة ليس فقط باسم الأردن ولكن أيضا عن الأشقاء في مصر". وأضاف "هذا الوضع له أبعاد إنسانية يجب التعامل معها داخل غزة والضفة الغربية، ولا يمكن محاولة الدفع بهذا الوضع المرتبط بمستقبل الفلسطينيين على دول أخرى". وشدد الملك عبد الله على أهمية المساعدات الإنسانية، مؤكدا ضرورة حماية المدنيين في الصراع، بغض النظر عن دينهم أو جنسيتهم. ولم تتوقف اتصالات العاهل الأردني مع قادة دول عربية وغربية للدعوة إلى "وقف التصعيد" والعودة إلى المسار السياسي، قبل زيارة من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى عمّان، للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. كما أكد رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة الأحد، أن الأردن يرفض بشكل قاطع أيَّ إجراءات أو خطوات تقود إلى التَّهجير القسري للفلسطينيين في غزَّة وفي الضفَّة الغربيَّة أو أيٍّ من المدن والقُرى الفلسطينيَّة. وحذر الخصاونة في تصريحات نشرها موقع رئاسة الوزراء الأردني عبر منصة "إكس"، تويتر سابقا، من أن أي تهجير للفلسطينيين "خطٌّ أحمر سيدفع المنطقة برمَّتها إلى صراع أعمق وأوسع". وقال إنه "يتعين على المجتمع الدَّولي أن يتعامل مع الحرب على قطاع غزَّة وفق معايير محدَّدة، يُدين من خلالها قتل المدنيين الفلسطينيين مثلما قام بإدانة قتل المدنيين الإسرائيليين؛ لأنَّ الضحايا المدنيين في المحصِّلة النهائية هم ضحاياً أيَّاً كانت هويتهم، أو جنسيتهم، أو عرقهم، أو دينهم".  

مشاركة :