فيما واصل المجتمع الدولي انحيازه الفاضح مع العدوان الإسرائيلي، ورفض أعضاء مجلس الأمن مشروع قرار روسي يدين استخدام العنف ضد المدنيين، قال توثيق حقوقي أمس، إن 100 طفل يستشهدون يوميا في قطاع غزة، جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع والضربات الجوية التي لا تتوقف. وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه وثق مقتل 1046 طفلا فلسطينيا حتى أمس، فيما يقدر بوجود 167 آخرين تحت أنقاض المباني السكنية المدمرة بفعل هجمات إسرائيل، وتعذر انتشالهم حتى الآن، وأشار إلى أنه وثق إصابة 3250 طفلا آخرين بجروح مختلفة، بينهم ما لا يقل عن 1240 جراحهم تحتاج إلى رعاية طبية متخصصة، يعانون مرارة الألم والفقد وسطوة الجراح بفعل هجمات إسرائيل المكثفة على أحياء سكنية ومقرات مدنية في انتهاك صارخ لقواعد حماية الأطفال المكفولة بموجب القانون الدولي والإنساني. مذبحة جماعية وقال المرصد إن أطفال غزة تأذوا بشكل حاد منذ بدء الهجوم الإسرائيلي الحالي، وظهروا كهدف أول لـ»المذبحة الجماعية» المتواصلة ضد الفلسطينيين، حيث أزهقت الأرواح وتمزقت الأسر ولحقت آثار مدمرة بالأطفال. وذكر أن من نجا من القتل من أطفال غزة نجد أنهم فقدوا أحد الوالدين أو كلاهما أو دمرت أو تضررت منازلهم أو أجبروا على النزوح مع عوائلهم هربا من هجمات إسرائيل أو خشية من إنذارات الإخلاء القسري. ونبه إلى توثيق مئات الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر تهشما لرؤوس الصغار وشظايا تخترق البطون والقلوب الصغيرة، في وقت حطم الركام المتناثر من البنايات السكنية التي دمرت فوق رؤوس قاطنيها أجساد مئات الأطفال الصغار. وأضاف أن النسبة الأكبر من الأطفال الجرحى في غزة تركوا يعانون من حروق مروعة وجروح بالقذائف وفقدان أطراف، فضلا عن معدلات قياسية من التأثير النفسي والرعب بينما يتركون مع عوائلهم من دون أي ملجأ آمن. أصغر شهيدة وتعد الطفلة «نبيلة نوفل»، أصغر شهيدة في قطاع غزة، إذ ولدت يوم السابع من أكتوبر الحالي، الذي شهد بدء جولة القتال الحالية وقتلت بعد أسبوع فقط في غارة إسرائيلية على غزة بعد أن اخترقت شظية جسدها الغض. وقال «المرصد الأورومتوسطي» إن التأثير على العائلات والأطفال لا يتمثل فقط في أعداد الشهداء والمصابين، وإنما كذلك في التأثير النفسي الحاد، وتأثرهم بانقطاع الإمدادات الإنسانية من كهرباء وماء وغيرها من الخدمات الأساسية. وأوضح أن ما يجرى لأطفال غزة، الذين يمثلون أكثر من 45% من المجتمع المحلي، يهددهم بأعراض نفسية قوية مثل الفزع الليلي والهلاوس والوساوس القاهرة والهلع الزائد والخوف الشديد وصعوبة شديدة في النوم في ظل استهداف المناطق السكنية. ثمن باهظ وأكد أن أطفال غزة يدفعون ثمنا باهظا لتداعيات هجمات إسرائيل العشوائية بشكل مضاعف، ليس فقط لأنهم عرضة للقتل والإصابات البالغة ولكن للآثار والرواسب النفسية المؤذية التي قد تلازمهم بقية حياتهم. وأشار إلى مخاطر الارتفاع الشديد في معدلات الاكتئاب للأطفال في غزة، لا سيما في حالة مقتل أحد من عائلته أو أقاربه أمامه، أو يصابون إصابات بالغة أو يتهدم منزلهم وتتبعثر محتوياته، وبعضهم قد يفقد النطق من فرط الرعب. ولفت إلى أن هذه المضاعفات النفسية تهدد حاليا عشرات الآلاف الأطفال في غزة ممن أجبروا على النزوح القسري وباتوا مشردين عند أقارب لهم أو في مراكز إيواء أو حتى ممن أجبروا على البقاء في العراء. انحياز فاضح وفي انحياز فاضح للعدوان الإسرائيلي على غزة، صوت أعضاء مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة مساء أمس الأول ضد مشروع قرار روسي بشأن غزة، والذي يدين استخدام العنف ضد المدنيين. وصوت 5 أعضاء لصالح مشروع القرار ورفضه 4 مع امتناع 6 عن التصويت، وذكرت وكالة تاس للأنباء أن الأصوات الخمسة التي صوتت لصالح مشروع القرار ليست كافية لتمريره. ووصف المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا مجلس الأمن عقب التصويت بأنه رهينة لطموحات الدول الغربية. وقال «هذا هو السبب الوحيد لفشله في إرسال إشارة جماعية واضحة وقوية تهدف إلى تهدئة الوضع». مليون نازح وقالت الأمم المتحدة أمس إن نصف سكان قطاع غزة تقريبا نزحوا من أماكن سكنهم بفعل عدوان إسرائيل المتواصل على القطاع لليوم الحادي عشر على التوالي. وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» في بيان، أنه في أعقاب الأمر الإسرائيلي بإخلاء الجزء الشمالي من قطاع غزة في 13 من الشهر الحالي، قد يصل عدد النازحين داخليا منذ بدء جولة القتال إلى مليون شخص. وأوضح البيان أن هؤلاء حوالي 333 ألف نازح يقيمون في مدارس لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في وسط وجنوب قطاع غزة، في ظل ظروف مزرية على نحو متزايد. نائمون بالعراء وتشهد مرافق الأونروا التعليمية في المناطق الوسطى والجنوبية اكتظاظا شديدا، مما يجبر عددا من النازحين على النوم في العراء، ويشمل ذلك الأطفال وكبار السن والمحتاجين إلى رعاية طبية وذوي الإعاقة والنساء الحوامل. وأورد البيان أن الموارد الأساسية مثل المياه والغذاء والدواء تعاني من نقص شديد، مما يؤدي إلى تزايد الإحباط والتوترات بين النازحين. ومع تزايد عدد النازحين فإن وصول عدد منهم إلى الغذاء محدود، إذ إن المخابز المحلية غير قادرة على العمل بسبب النقص في المواد الأساسية، وخاصة دقيق القمح، والذي من المتوقع أن ينفد خلال أقل من أسبوع. علاوة على ذلك، هناك مصنع واحد فقط من بين كل 5 مصانع يعمل، وهناك شح في المياه والوقود، كما أعاقت مشكلات الاتصال عمليات المستودعات، بينما يواجه موردو الجملة صعوبات. انهيار كامل وحسب البيان، تشهد غزة انقطاعا كاملا للكهرباء، وأصبحت المستشفيات على شفا الانهيار، حيث تم استنفاد احتياطيات الوقود المستخدمة لتشغيل المولدات الاحتياطية بالكامل تقريبا، مما يعرض حياة الآلاف من المرضى للخطر. ويعمل 20 مستشفى حكوميا ومنظمات غير حكومية من أصل 23 مستشفى بشكل جزئي، ويستمر في علاج ما متوسطه 1000 جريح يوميا، وهو ما يتجاوز طاقته بكثير. ومن غير المتوقع أن يستمر احتياطي الوقود في المستشفيات لأكثر من بضع ساعات، ولذلك، خفضت بعض المستشفيات الخدمات الأساسية، مثل غسيل الكلى، لتظل عاملة. موت وشيك ونظرا لانهيار جميع خدمات المياه والصرف الصحي في غزة تقريبا، ذكرت مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية التي تقودها اليونيسف أن السكان «معرضون لخطر الموت الوشيك أو تفشي الأمراض المعدية إذا لم يتم السماح للمياه والوقود على الفور بدخول القطاع. ومن شأن إغلاق المولدات الاحتياطية أن يعرض حياة الآلاف من المرضى لخطر مباشر، وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن المستشفيات في غزة تواجه خطر التحول إلى المشارح دون كهرباء. واستشهد أكثر من 2800 فلسطيني بما يتجاوز إجمالي عدد الشهداء خلال تصعيد عام 2014، والذي استمر لأكثر من 50 يوما (2251 شهيدا فلسطينيا). وفقا لوزارة الصحة في غزة، استشهدت 47 عائلة بأكملها، أي ما يعادل حوالي 500 شخص، إضافة إلى ذلك تشير التقديرات إلى أن مئات الأفراد ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض، مما يثير مخاوف إنسانية وبيئية، بما في ذلك ما يتعلق بتحلل الجثث تحت المباني المنهارة. تطورات غزة: انتشل عمال إنقاذ جثث 25 شهيدا على الأقل جراء هجمات على 4 منازل متجاورة في شرق خان يونس. تحرك أسطول يقدر بـ150 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية وطبية بشكل مفاجئ من مدينه العريش المصرية نحو معبر رفح. يتوجه الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل اليوم، ثم يذهب للأردن للقاء الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. قالت اليابان إنها ستقدم مساعدات بقيمة 10 ملايين دولار لقطاع غزة. تركيا تطرح فكرة نظام سلام يكون فيه ضامنون للأطراف من أجل إحلال السلام الدائم. ناقش قادة الاتحاد الأوروبي عبر تقنية الفيديو كونفرانس الصراع الدائر في الشرق الأوسط. طالبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بتقديم مساعدات سريعة لسكان قطاع غزة في ظل تدهور الوضع الإنساني. لبنان يطالب قوات الطوارئ الدولية (يونيفيل) بالمساعدة في تهدئة الأوضاع على الحدود الجنوبية. ضحايا غزة حسب المرصد الأورومتوسطي: 1046 طفلا شهيدا 2900 شهيد 11,500 شهيد. 47 عائلة استشهدت بأكملها 167 طفلا تحت الأنقاض 100 طفل يستشهدون يوميا 3250 مصابا من الأطفال 1240 إصابتهم خطيرة
مشاركة :