تصوير: محمود بابا سيف الجوهر، أقدم وأندر السيوف التي يتم تصنيعها في الزمن الماضي، توقف تصنيعها قبل ما يقرب من 250 عاما، لتتحول إلى صناعة مندثرة في يومنا هذا. وتقول المصممة بمصنع ديباج زهور شاكر الصائغ إن صناعة تلك السيوف تعتمد على معدن الجوهر الثمين، وهو ما يرفع من أسعارها خلال يومنا هذا، نظرا إلى ارتفاع سعر المعدن نفسه، ولندرته وقدمه، إذ تصل أسعارها إلى آلاف الدنانير. يهتم مصنع ديباج بتصنيع السيوف في البحرين، ويمتلك سيوفا قديمة تحمل اسم الجوهر أيضا، عمرها الزمني يتراوح ما بين 200 و250 عاما. وأضافت المصممة زهور: «تنتشر في النصل -حديدة السيف دون قائم- تعريجات واضحة، ويتم تحديد عمر النصل بناءً على تلك التعريجات». وأوضحت أن نصول تلك السيوف يتم نقعها في سم الأفعى حتى تقتل العدو بعد ضربه سواء كان الجرح غائرا أو غير غائر؛ فالفارس ليس مضطرا إلى قطع رقبة العدو أو ضربه بقوة، بل إن احداث جرح بسيط يكفي ليتوفى بعد دقائق. وأكدت أن النصل ينقع في سم الأفعى أياما أو أسابيع حتى يتشربه ويبقى فيه سنين طويلة. ويتميز معدن الجوهر بقوته إلى درجة تجعله قادراً على اختراق أي معدن آخر، كما يمر السكين الحاد في قطعة جبن، وهو أيضا المعدن الوحيد القادر على امتصاص السوائل، لذا كانت الأسلحة المصنوعة منه أكثر فتكاً. ولفتت زهور الصائغ إلى أن السيوف القديمة كانت تصنع وفقا لقياسات محددة تناسب كل شخص يقتنيها، وتعتمد على حجم يده وطول ذراعه وزنده وقامته وخصره. الغدارة تقول زهور إن «الغدارة أو الكتارة هو نوع من أنواع السيوف أو الخناجر القديمة، أطلق عليها هذه التسمية بسبب قدرتها على قتل الشخص غدرا على مسافة قريبة من حامل السلاح». وتبين: «كانت تلك الأسلحة تنقع أيضا في سم الأفعى، لتتحول إلى نصول (جوهر) أيضا». يحتفظ بالغدارة على بطن الحامل، وتتميز بقبضتها اليدوية الأفقية الطويلة، ويكون نصلها أطول من بقية الخناجر الصغيرة وأقصر من نصول السيوف. جدير بالذكر أن أصل صناعة سيوف الجوهر تعود إلى منطقة تدعى «الدكن» في بلاد الهند أو ما تعرف حاليا بـ«حيدر آباد»، حيث انتقل بعدها إلى الدولة الصفوية ثم امتد وقتها إلى الدول العربية بداية من مدينة دمشق السورية وهو ما يعرف حاليا عند الغرب بالمعدن الدمشقي. كان لتلك السيوف دور حاسم في انتصار العرب على الغرب في الحروب الصليبية. وصناع هذا النوع من الأسلحة اخذوا في التناقص مع الوقت، وخصوصاً خلال الهجوم التتاري المغولي على المنطقة العربية، حيث قام جنكيز خان بجمع كل صناع الجوهر ووضعهم في ما يشبه المخيم أو المعسكر، ومنع اختلاطهم بالناس حتى لا تتسرب أسرار هذه الصناعة المهمة.
مشاركة :