«الجوهر».. أقدم وأندر السيوف وعمره يتجاوز 250 عاما

  • 10/18/2023
  • 02:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تصوير‭: ‬محمود‭ ‬بابا‭ ‬ سيف‭ ‬الجوهر،‭ ‬أقدم‭ ‬وأندر‭ ‬السيوف‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تصنيعها‭ ‬في‭ ‬الزمن‭ ‬الماضي،‭ ‬توقف‭ ‬تصنيعها‭ ‬قبل‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬250‭ ‬عاما،‭ ‬لتتحول‭ ‬إلى‭ ‬صناعة‭ ‬مندثرة‭ ‬في‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭.‬ وتقول‭ ‬المصممة‭ ‬بمصنع‭ ‬ديباج‭ ‬زهور‭ ‬شاكر‭ ‬الصائغ‭ ‬إن‭ ‬صناعة‭ ‬تلك‭ ‬السيوف‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬معدن‭ ‬الجوهر‭ ‬الثمين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يرفع‭ ‬من‭ ‬أسعارها‭ ‬خلال‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬المعدن‭ ‬نفسه،‭ ‬ولندرته‭ ‬وقدمه،‭ ‬إذ‭ ‬تصل‭ ‬أسعارها‭ ‬إلى‭ ‬آلاف‭ ‬الدنانير‭. ‬يهتم‭ ‬مصنع‭ ‬ديباج‭ ‬بتصنيع‭ ‬السيوف‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ويمتلك‭ ‬سيوفا‭ ‬قديمة‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬الجوهر‭ ‬أيضا،‭ ‬عمرها‭ ‬الزمني‭ ‬يتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬200‭ ‬و250‭ ‬عاما‭. ‬ وأضافت‭ ‬المصممة‭ ‬زهور‭: ‬‮«‬تنتشر‭ ‬في‭ ‬النصل‭ -‬حديدة‭ ‬السيف‭ ‬دون‭ ‬قائم‭- ‬تعريجات‭ ‬واضحة،‭ ‬ويتم‭ ‬تحديد‭ ‬عمر‭ ‬النصل‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬التعريجات‮»‬‭. ‬وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬نصول‭ ‬تلك‭ ‬السيوف‭ ‬يتم‭ ‬نقعها‭ ‬في‭ ‬سم‭ ‬الأفعى‭ ‬حتى‭ ‬تقتل‭ ‬العدو‭ ‬بعد‭ ‬ضربه‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬الجرح‭ ‬غائرا‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬غائر؛‭ ‬فالفارس‭ ‬ليس‭ ‬مضطرا‭ ‬إلى‭ ‬قطع‭ ‬رقبة‭ ‬العدو‭ ‬أو‭ ‬ضربه‭ ‬بقوة،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬احداث‭ ‬جرح‭ ‬بسيط‭ ‬يكفي‭ ‬ليتوفى‭ ‬بعد‭ ‬دقائق‭.‬ وأكدت‭ ‬أن‭ ‬النصل‭ ‬ينقع‭ ‬في‭ ‬سم‭ ‬الأفعى‭ ‬أياما‭ ‬أو‭ ‬أسابيع‭ ‬حتى‭ ‬يتشربه‭ ‬ويبقى‭ ‬فيه‭ ‬سنين‭ ‬طويلة‭. ‬ويتميز‭ ‬معدن‭ ‬الجوهر‭ ‬بقوته‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬تجعله‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬اختراق‭ ‬أي‭ ‬معدن‭ ‬آخر،‭ ‬كما‭ ‬يمر‭ ‬السكين‭ ‬الحاد‭ ‬في‭ ‬قطعة‭ ‬جبن،‭ ‬وهو‭ ‬أيضا‭ ‬المعدن‭ ‬الوحيد‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬امتصاص‭ ‬السوائل،‭ ‬لذا‭ ‬كانت‭ ‬الأسلحة‭ ‬المصنوعة‭ ‬منه‭ ‬أكثر‭ ‬فتكاً‭.‬ ولفتت‭ ‬زهور‭ ‬الصائغ‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السيوف‭ ‬القديمة‭ ‬كانت‭ ‬تصنع‭ ‬وفقا‭ ‬لقياسات‭ ‬محددة‭ ‬تناسب‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬يقتنيها،‭ ‬وتعتمد‭ ‬على‭ ‬حجم‭ ‬يده‭ ‬وطول‭ ‬ذراعه‭ ‬وزنده‭ ‬وقامته‭ ‬وخصره‭.‬ الغدارة تقول‭ ‬زهور‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الغدارة‭ ‬أو‭ ‬الكتارة‭ ‬هو‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬السيوف‭ ‬أو‭ ‬الخناجر‭ ‬القديمة،‭ ‬أطلق‭ ‬عليها‭ ‬هذه‭ ‬التسمية‭ ‬بسبب‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬قتل‭ ‬الشخص‭ ‬غدرا‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬حامل‭ ‬السلاح‮»‬‭. ‬وتبين‭: ‬‮«‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬الأسلحة‭ ‬تنقع‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬سم‭ ‬الأفعى،‭ ‬لتتحول‭ ‬إلى‭ ‬نصول‭ (‬جوهر‭) ‬أيضا‮»‬‭.‬ يحتفظ‭ ‬بالغدارة‭ ‬على‭ ‬بطن‭ ‬الحامل،‭ ‬وتتميز‭ ‬بقبضتها‭ ‬اليدوية‭ ‬الأفقية‭ ‬الطويلة،‭ ‬ويكون‭ ‬نصلها‭ ‬أطول‭ ‬من‭ ‬بقية‭ ‬الخناجر‭ ‬الصغيرة‭ ‬وأقصر‭ ‬من‭ ‬نصول‭ ‬السيوف‭.‬ جدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬أصل‭ ‬صناعة‭ ‬سيوف‭ ‬الجوهر‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬تدعى‭ ‬‮«‬الدكن‮»‬‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬الهند‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬تعرف‭ ‬حاليا‭ ‬بـ‮«‬حيدر‭ ‬آباد‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬انتقل‭ ‬بعدها‭ ‬إلى‭ ‬الدولة‭ ‬الصفوية‭ ‬ثم‭ ‬امتد‭ ‬وقتها‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬دمشق‭ ‬السورية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬حاليا‭ ‬عند‭ ‬الغرب‭ ‬بالمعدن‭ ‬الدمشقي‭.‬ كان‭ ‬لتلك‭ ‬السيوف‭ ‬دور‭ ‬حاسم‭ ‬في‭ ‬انتصار‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬الغرب‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬الصليبية‭. ‬وصناع‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬اخذوا‭ ‬في‭ ‬التناقص‭ ‬مع‭ ‬الوقت،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬خلال‭ ‬الهجوم‭ ‬التتاري‭ ‬المغولي‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬جنكيز‭ ‬خان‭ ‬بجمع‭ ‬كل‭ ‬صناع‭ ‬الجوهر‭ ‬ووضعهم‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬المخيم‭ ‬أو‭ ‬المعسكر،‭ ‬ومنع‭ ‬اختلاطهم‭ ‬بالناس‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتسرب‭ ‬أسرار‭ ‬هذه‭ ‬الصناعة‭ ‬المهمة‭.‬

مشاركة :