"الحزام والطريق" الأخضر والتعاون الصيني- العربي في مجال الطاقة الجديدة

  • 10/18/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في الرابع عشر من مايو عام 2017،طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ في الكلمة الرئيسية بمراسم افتتاح منتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي، المفهوم الجديد للتنمية الخضراء، لتعزيز التعاون لحماية البيئة وبناء الحضارة الإيكولوجية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، واقترح إنشاء التحالف الدولي للتنمية الخضراء لمبادرة "الحزام والطريق". أثار مفهوم التنمية الخضراء الذي قدمته الصين لمواجهة تحديات التنمية العالمية وتغير المناخ، استجابة قوية في المجتمع الدولي بشكل عام والدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق" بشكل خاص. في الثالث والعشرين من يونيو عام 2021، على هامش مؤتمر "الحزام والطريق" الرفيع المستوى للتعاون الدولي لآسيا والمحيط الهادئ، أطلقت الصين والسعودية وغيرهما من 29 دولة مبادرة شراكة التنمية الخضراء لـ"الحزام والطريق"، مقترحة تعزيز التعاون التقني الصديق للبيئة، ورفع قدرة الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق" على حماية البيئة ومكافحة التلوث وتغير المناخ، وتحسين التبادل والتحول التقني بشأن التنمية الخضراء وخفض انبعاث الكربون، سعيا لدفع تنمية المنشآت الخضراء والاستثمار والتجارة الخضراء. مضمون "الحزام والطريق" الأخضر قدمت الصين مفهوم بناء "الحزام والطريق" الأخضر، للتشارك مع الدول المعنية في حماية البيئة والابتكار والتعاون بشأن التنمية المستدامة. وتدعم الصين تلك الدول والدول النامية الأخرى، لشق طريق التنمية المستدامة الجديد الذي يتفق مع الظروف المحلية. كلمة "الأخضر" صفة بارزة في عبارة بناء "الحزام والطريق"، حيث تتطلب الالتزام بـ"الصداقة للبيئة" في تنمية الاقتصاد، وإجراء التعاون والتبادلات الثقافية والإنتاج والتجارة والابتكار التقني، إلخ. يجب على الدول المعنية الاهتمام بالتكاليف والفوائد الاقتصادية والاجتماعية، والقدرة الاستيعابية للبيئة والقدرة المحدودة للموارد الطبيعية. يعد بناء "الحزام والطريق" الأخضر تجربة مهمة للصين للمشاركة في الحوكمة العالمية ودفع التنمية الخضراء العالمية والتنمية المستدامة الإقليمية. كانت الصين ولا تزال تلتزم بمبادئ التنمية الصديقة للبيئة، وتعزز التنسيق والتعاون مع الدول المعنية في البنية التحتية، وتواصل دعمها لحل المشكلات الملحة المتعلقة بالبنية التحتية من خلال توسيع نطاق التعاون المالي، وبناء منصات الابتكار التكنولوجي الصديقة للبيئة، وتطوير السلاسل الصناعية الخضراء. كل هذا من أجل تحقيق التنمية المستدامة، والتحديث لتلك الدول. يعتبر بناء "الحزام والطريق" الأخضر مثالا مهما لتنفيذ مفهوم بناء الحضارة الإيكولوجية، إذ تعمل الصين مع الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق" لتشكيل آلية تعاون بالوعة الكربون، لمواجهة تغير المناخ وحوكمة المناخ العالمي وتعزيز التنمية العالمية المنخفضة الكربون. هكذا، تحولت الصين من طرف مشارك إلى طرف رائد في حوكمة البيئة العالمية. في ظل التغيرات الكبيرة غير المسبوقة منذ قرن من الزمان، ومع تعزيز تشكيل نمط جديد للتنمية في العالم اليوم،وباتباع المصالح الأساسية للمجتمع الدولي، يعمل مفهوم بناء "الحزام الطريق" الأخضر على بناء منصة تعاون للتنمية العالمية الخضراء، واستكشاف طرق جديدة لحوكمة البيئة العالمية، سعيا لزيادة الرخاء المشترك للبشر جميعا، وتحسين بيئة حياتهم، وتقديم الخبرة المهمة لتحول نمط التنمية وإنعاش الاقتصاد العالمي. التعاون الصيني- العربي في مجال الطاقة الجديدة يدعم بناء "الحزام والطريق" الأخضر تعتبر الدول العربية، وخاصة دول الخليج العربية، مصادر رئيسية للطاقة في العالم، وتعمل في السنوات الأخيرة على تعزيز التنمية المستدامة المتعددة من أجل التحول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة وتخفيض الاعتماد على النفط والغاز الطبيعي وغيرهما من الطاقة الأحفورية لمواجهة لتغير المناخ وتحديات البيئة الإيكولوجية. على سبيل المثال، حددت السعودية في "روية 2030" أن نسبة الصادرات غير النفطية سترتفع إلى 50% على الأقل من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي بحلول عام 2030؛ أشارت "إستراتيجية الإمارات للطاقة 2050" إلى زيادة حصة الطاقة النظيفة ضمن إجمالي مزيج الطاقة إلى 50% في عام 2050؛ وضعت مصر خطة الارتقاء بمعدل توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة إلى 40% بحلول عام 2035 في "رؤية 2035". قالت منظمة"global energy monitor" إن الدول العربية ستطلق مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بقدرة 73 غيغاوات من المنشآت العامة بحلول عام 2030 بزيادة أكثر من خمسة أضعاف مقارنة بالحجم الحالي. كل من الصين والدول العربية لديها ظروف مؤاتية لتطوير واستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة النووية. لقد قام الجانبان بتوقيع مجموعة من اتفاقيات التعاون، وصياغة سلسلة من السياسات لحماية البيئة وعقد المؤتمرات والمنتديات والندوات لمدة أكثر من عشرين مرة كل عام، لتوسيع دائرة الصداقة لمواجهة التحديات في تطوير واستخدام الطاقة الجديدة، وتعزيز تحسين الجودة الإيكولوجية الإقليمية والانتعاش المرن للتنمية الاقتصادية بين الصين والدول العربية. وفيما يتعلق بالتعاون الصيني- العربي الجديد في مجال الطاقة، أجرى تشانغ جيان هوا، مدير الإدارة الوطنية للطاقة في الصين، تبادلا معمقا لوجهات النظر مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر حول التعاون الصيني- العربي في مجالات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الكهروضوئية والهيدروجين والطاقة النووية، وتم التوصل إلى توافق بشأن تعزيز الحوار بين الجانبين في مجال الطاقة، وتعزيز التعاون العملي في مجالات النفط والغاز وطاقة الهيدروجين والطاقة النووية للاستخدامات المدنية. ويعزز التعاون الصيني- العربي في مجال الطاقة الجديدة التآزر بين الجانبين في الحد من الكربون والحد من الفقر وتحسين البيئة الإيكولوجية وتغير المناخ، وتزويد المجتمع الدولي بممارسة حية للتنمية المستدامة وزيادة تعزيز التوافق الأخضر في "الحزام والطريق". تعاونت الصين والدول العربية في مشروعات عديدة في مجالات الطاقة النظيفة والطاقة المتجددة، وحقق الجانبان نتائج مثمرة في السنوات الأخيرة، مما يعزز المنافع المتبادلة والفوز المشترك. تم إنشاء مركز التدريب الصيني- العربي للطاقة النظيفة، المعمل الصيني- المصري المشترك للطاقة المتجددة، محطة الطاقة الكهروضوئية "الخرسعة" في قطر، مجمع بنبان للطاقة الشمسية في مصر، وغيرها. فضلا عن ذلك، أنشأت شركة صينية محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في الإمارات، وهي أكبر محطة مستقلة للطاقة الكهروضوئية في العالم، ومن المتوقع أن تسهم في تخفيض الانبعاثات الكربونية في أبو ظبي بأكثر من 4ر2 مليون طن سنويا، وتلعب دورا كبيرا في التنمية المستدامة هناك. توقعات لـ"الحزام والطريق" الأخضر ترتبط التغيرات في هيكل وسوق الطاقة في الدول العربية ارتباطا مباشرا بالهيكل التجاري وآفاق التعاون بين الصين والدول العربية، وكيف يمكن للصين والدول العربية بناء "الحزام والطريق" الأخضر بشكل مشترك. قدمت دول الخليج العربية كثيرا من الإستراتيجيات للتنمية الخضراء ووضعت خطط حوكمة العمل المناخي، وتحول الطاقة، وحققت إنجازات في المشروعات المعنية لتحقيق أهداف التنويع الاقتصادي وأخذ زمام المبادرة في التنافس الدولي. لكن، نظرا للتخلف التكنولوجي ونمط التنمية التقليدي للطاقة الأحفورية وأزمة أوكرانيا التي استمرت لفترة طويلة، تواجه الدول العربية تحديات كبيرة في مسيرتها للتنمية الخضراء. على الرغم من ذلك، مع التيار العالمي الرئيسي لتنمية الطاقة الخضراء والمنخفضة الكربون، وتحسن الأوضاع السياسية والاقتصادية في دول الخليج العربية وإمكانيات التنمية الخضراء في ظل أزمة أوكرانيا، تمتلك الدول العربية فرصا كبيرة في مسيرة التنمية الخضراء. وعلى أساس التعاون المثمر والصداقة العميقة بين الصين والدول العربية، من المتوقع أن يعزز الجانبان الاستثمار في البنية التحتية في مجالات النقل والمواصلات، الكهرباء والطاقة، وفي بناء العلامات التجارية الممتازة في التنمية الخضراء. كل هذا من أجل تقديم مزيد من الفوائد للشعب الصيني والشعوب العربية، بل ولشعوب الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق". تتميز الدول العربية بالموارد الطبيعية الوافرة، وتمتلك الصين التكنولوجيا المتقدمة في مجالات طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية. لذلك،تشترك الصين والدول العربية في بناء ومشاركة البنية التحتية الخضراء والمنخفضة الكربون ومنصات اتصال الشبكات، وإفساح المجال للمزايا التكاملية في نفس الاتجاه، وتعزيز بناء المنصات، والبناء المشترك لنظام التعاون في مجال الطاقة النظيفة والمنخفضة الكربون والآمنة والفعالة، وهناك إمكانات كبيرة للتعاون بين الجانبين في هذا الصدد.بالإضافة إلى إزالة الكربون، سيصبح التعاون في مجال الطاقة بين الصين والدول العربية أكثر ذكاء، أي يتجه تدريجيا نحو الطاقة+ الإنترنت. إن تعميق التعاون الجديد في مجال الطاقة مع الدول العربية له أهمية كبيرة لفتح وضع جديد في التجارة الصينية- العربية، وجلب المزيد من الفرص والإمكانيات للتعاون الدولي في مجال الطاقة الجديدة وبناء "الحزام والطريق" الأخضر. -- البروفيسورة فنغ لو لو،نائبة رئيس معهد الأبحاث الصيني- العربي في جامعة نينغشيا. وانغ جيا ون، طالب ماجستير في جامعة نينغشيا.

مشاركة :