يعتزم الرئيس الأميركي باراك أوباما القيام بزيارة إلى السعودية يحضر خلالها القمة الخليجية المقرر عقدها في الرياض الشهر المقبل، وذلك بعد التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها لمجلة «أتلانتيك» الأميركية وانتقد فيها الدور الإقليمي للسعودية، مما أثار استياء لدى الدوائر السياسية والإعلامية السعودية. وأفاد البيت الأبيض الذي أعلن أمس عن الزيارة المرتقبة إلى السعودية في 21 أبريل (نيسان) المقبل، بأن الرئيس أوباما سيشارك في القمة الخليجية، وأنه يريد لقاء القادة الخليجيين ومناقشة التقدم المحرز في تعزيز التعاون الأمني بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون في أعقاب قمة كامب ديفيد التي استضافها الرئيس أوباما في مايو (أيار) الماضي. وأعلن البيت الأبيض أن أوباما سيزور بريطانيا أيضًا. وحاول المتحدث باسم البيت الأبيض جوش آرنست خلال الأيام الماضية التخفيف من وقع انتقادات أوباما للرياض، وشدد على أن «الرئيس أوباما يقدر العلاقات الأمنية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية خاصة في الحرب ضد تنظيم داعش، لكن في الوقت نفسه فإن الإدارة تؤمن بأن هناك المزيد مما يجب القيام به من جانب جميع الشركاء في التحالف ضد (داعش) لتعزيز جهودنا». وأفاد محللون بأن أوباما قد يضطر بعد تصريحاته المثيرة، لشرح مواقفه خلال لقائه قادة السعودية والدول الخليجية. وقال جون الترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في «معهد الدراسات السياسية والاستراتيجية» الأميركي لـ«الشرق الأوسط»: «لا أعتقد أن أوباما يشعر بحاجة إلى الاعتذار لكنه لا يريد أن يساء فهم تصريحاته». أما ألبرتو فرنانديز نائب رئيس «معهد الأبحاث الإعلامية» الأميركي فقال: «عادة ما يصرح المسؤولون بتصريحات غير دبلوماسية بعد خروجهم من مناصبهم، لكني لا أتذكر أن شخصا داخل الحكومة قد تفوه بتصريحات من هذا القبيل». وأضاف أن السعودية ودول الخليج تنتظر نتائج السباق الانتخابي الرئاسي ومجيء إدارة جديدة مع بداية العام المقبل وتقييم ما إذا كان الرئيس الجديد سيعمل على إعادة التوازن للسياسة الخارجية الأميركية.
مشاركة :