إسرائيل تتنصل من مجزرة المعمداني باتهام حركة الجهاد

  • 10/18/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

غزة - سعى الجيش الإسرائيلي لتحميل حركة الجهاد الإسلامي مسؤولية جريمة قصف المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في قطاع غزة في محاولة على ما يبدو لتحويل الأنظار عن الجريمة المروعة والتنصل من تداعياتها بعد التنديد الإقليمي والدولي الواسع فيما نفت حركة الجهاد الإسلامي الرواية الإسرائيلية. وتبدو رواية الجيش الإسرائيلي بان الاستهداف ناجم عن "عملية إطلاق صواريخ فاشلة" تقف خلفها حركة الجهاد الإسلامي غير مقنعة حتى لحلفاء الدولة العبرية أنفسهم فيما أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن توجيهات لفريق الأمن القومي الخاص به لمواصلة جمع المعلومات حول ما حدث بالضبط. وفي محاولة للتنصل من الجريمة قال دانيال هاغاري، المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، خلال مؤتمر صحافي "لدينا معلومات كافية الآن. لقد استغرق الأمر منّا وقتاً، لكن علينا أن نقول الحقيقة وهي أنّ ما طال المستشفى لم يكن قصفاً إسرائيلياً" بل "عملية إطلاق صواريخ فاشلة" تقف خلفها حركة الجهاد الإسلامي. وأضاف أنّه "لحظة حصول القصف، لم نكن ننفّذ أيّ عمليات جوية بالقرب من المستشفى، والصواريخ التي أصابت المبنى لا تتطابق مع صواريخنا" مشيرا إلى أنّ الجيش الإسرائيلي سينشر كذلك "محادثات باللغة العربية تؤكّد أنّ الجهاد الإسلامي" هي من يقف خلف قصف المستشفى الأهلي العربي الذي يطلق عليه أيضاً اسم المستشفى المعمداني. من جانبه قال أفيخاي أدرعي المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي في رسالة مصوّرة باللغة العربية على منصةّ إكس (تويتر سابقاً) إنّه "بعد تحليل الأنظمة العملياتية في جيش الدفاع، فقد أطلق العدوّ من قطاع غزة رشقة صاروخية كثيفة نحو إسرائيل مرّت في محيط المستشفى المعمداني لحظة إصابته". لكن الجهاد الإسلامي ردت على ما وصفته بأكاذيب إسرائيل للتنصل من المسؤولية عن الجريمة. وقالت الحركة أن "فبركة إسرائيل للأكاذيب بشأن مجزرة المستشفى المعمداني خطيرة وتمهد لاستهداف مستشفيات أخرى". واضافت في بيان: "كعادته في فبركة الأكاذيب، يحاول العدو الصهيوني جاهداً التنصل من مسؤوليته عن المجزرة الوحشية التي ارتكبها بقصفه المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في غزة، وتوجيه أصابع الاتهام نحو حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين". وقالت الحركة الفلسطينية "إننا إذ نؤكد أن الاتهامات التي يروج لها العدو هي اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة، وبأن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، كما باقي قوى المقاومة في غزة، لا تستخدم دور العبادة ولا المنشآت العامة، ولا سيما المستشفيات، مراكز عسكرية أو لتخزين الأسلحة أو لإطلاق الصواريخ، وأن العدو يردد هذه الأكاذيب لتبرير استهدافه لهذه المراكز وعلى رأسها المستشفيات، وهو اتهام خطير يهدف من ورائه إلى التنصل من المسؤولية عن جريمته واستهداف مستشفيات أخرى". واتهمت الجهاد إسرائيل بتضارب الروايات قائلة "في حين زعم المتحدث باسم خارجية الكيان، لئور بن دور، تخزين أسلحة ومتفجرات بشكل متعمد داخل المستشفى، وبأن الانفجار وقع داخل المستشفى عقب إطلاق الصواريخ من محيطها، زعم بيان لجيش الكيان بأن "محاولة إطلاق صواريخ فاشلة أصابت المستشفى، زاعماً بأن المستشفى تعرض لهجوم صاروخي فاشل... ما يؤكد عدم اتفاق الكاذبين على رواية واحدة، بين إطلاق من داخل المستشفى أو تعرضه للصواريخ من خارجه". وأوضحت "أن وجود عدد كبير من المراسلين الميدانيين، وشهود العيان، والفيديوهات التي صورت لحظة قصف المستشفى، وزنة الرأس المتفجر، وزاوية سقوط القنبلة، وحجم الدمار الذي خلفته، كلها موثقة وتؤكد أن الاستهداف كان بقصف جوي أطلق من طائرة حربية". وتبدو رواية الجهاد الاسلامي أكثر إقناعا وواقعية كون نوعية الصواريخ التي تمتلكها لا يمكن أن تؤدي إلى هذا الحجم من القتل والتدمير في حين تؤكد مصادر صحفية أميركية على غرار صحيفة وول ستريت جورنال ان القنبلة المستعملة في القصف من القنابل الأميركية الذكية التي زودتها واشنطن لإسرائيل مؤخرا وهي من نوع "مارك 84". وكانت إسرائيل قد هددت مرارا بقصف المستشفيات والمؤسسات الصحية داعية لإخلائها فيما أوضحت منظمة الصحة العالمية أن إسرائيل قصفت 57 مرفقا صحيا و23 سيارة إسعاف. واثار الهجوم على المستشفى الاهلي العربي ادانات دولية وعربية على غرار فرنسا والمانيا ومصر وقطر والعراق وغيرها من الدول. وندّد ماكرون بالقصف الذي طال المستشفى في مدينة غزة معتبراً أنّ "لا شيء يمكن أن يبرّر استهداف مدنيين". من جانبه قال الرئيس الايراني ان لهيب نيران القنابل الأمريكية -الإسرائيلية التي ألقيت على رؤوس الفلسطينيين المظلومين في مستشفى المعمداني بغزة سيلتهم الصهاينة قريبا.

مشاركة :