رفضت الحكومة العراقية اليوم (الأربعاء) منح ترخيص لاعتصام أمام المنطقة الخضراء في بغداد، بطلب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي منح رئيس الوزراء حيدر العيادي مهلة لإجراء إصلاحات تنتهي بعد أيام. ويستعد عشرات الآلاف من اتباع التيار الصدري للاعتصام اعتباراً من الجمعة المقبل، لفترة طويلة بهدف ممارسة ضغوط على الحكومة للقيام باصلاحات سياسية. وأصدر المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة حيدر العبادي بياناً أكد فيه أن «مجلس الوزراء يشدد على أن تتم التظاهرات وفق الأُطر القانونية وأخذ الموافقات من سلطة الترخيص، إذ لا يسمح وفق القانون بالاعتصامات، خصوصاً في الظروف الأمنية». وأكد البيان عدم إمكانية «تأمين وحماية التجمعات بصورة دائمة في حين تنهمك القوات الأمنية في المعارك مع داعش». وكان الصدر دعا السبت إلى الاعتصام أمام بوابات المنطقة الخضراء المحصنة، حتى انتهاء المهلة التي حددها للعبادي لإجراء أصلاحات. وأمهل الصدر رئيس الحكومة في 13 شباط (فبراير) الماضي 45 يوماً للقيام بإصلاحات حكومية. ويفترض أن تنتهي هذه المهلة بعد عشرة أيام على بدء الاعتصام الجمعة. ويطالب الصدر بانهاء المحاصصة السياسية التي أقرها كبار قادة الأحزاب السياسية الحاكمة منذ 13 عاماً واختيار وزراء تكنوقراط، وفتح ملفات الفساد التي تورطت فيها الأحزاب الكبرى. وتقع المنطقة الخضراء الشديدة التحصين على ضفاف نهر دجلة وسط بغداد، وتضم مقار الحكومة وسفارات أجنبية، أبرزها سفارتا الولايات المتحدة وبريطانيا. وكان عشرات الآلاف من اتباع التيار الذي يتمتع بشعبية كبيرة تظاهروا أمس وسط بغداد للمطالبة باصلاحات حكومية جوهرية ومحاربة الفساد، للجمعة الثالثة على التوالي منذ انطلاق موجة الاحتجاجات. وكان المقرر أن يتجمع المتظاهرون الجمعة الماضي أمام أبواب المنطقة الخضراء، لكن الصدر تراجع قبل ساعات وحول مسارها إلى ساحة التحرير، بعد أن قدم رئيس الورزاء وثيقة الإصلاح الحكومي التي تضم معايير اختيار وزراء تكنوقراط.
مشاركة :