تعهد المستشار الألماني بمحاربة معاداة السامية وتعزيز حماية المؤسسات اليهودية، بعد محاولة اعتداء على كنيس يهودي في برلين. الواقعة أدانها أيضا الرئيس الألماني والمجلس المركزي لليهود والسفارة الإٍسرائيلية في برلين. الشرطة تتواجد بشكل دائم أمام المؤسسات اليهودية في ألمانيا أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس تعزيز الاحتياطات الأمنية في بلاده لحماية المؤسسات اليهودية وذلك بعد محاولة إضرام حريق في كنيس في مركز يهودي تابع للجالية اليهودية في برلين. وقال شولتس أمام صحفيين في القاهرة اليوم الأربعاء (18 أكتوبر/ تشرين أول 2023):" الأمر المؤكد تماما هو أننا لا نقبل ولن نقبل أبدا بشن هجمات على مؤسسات يهودية" في ألمانيا. وأضاف شولتس أنه من غير الممكن أيضا قبول الفعاليات العنيفة التي يصاحبها ترديد شعارات معادية للسامية وأردف: "يجب على السلطات المسؤولة عن التجمعات أن تقوم بدورها، كما يجب على الشرطة حماية المؤسسات اليهودية، ونحن سنقوم بهذا وسنعزز كل شيء". وقال شولتس، الذي يقوم حاليا بزيارة لمصر، "الهجمات ضد المؤسسات اليهودية وأعمال الشغب العنيفة في شوارعنا - هي تصرفات غير إنسانية ومثيرة للاشمئزاز ولا يمكن التسامح معها". وأضاف: "معاداة السامية ليس لها مكان في ألمانيا". وكانت الشرطة قد قالت في وقت سابق في بيان إن "شخصين مجهولي الهوية" ألقيا زجاجتين مشتعلتين مملوءتين بسائل باتجاه كنيس يهودي في برلين. وأوضحت أن الزجاجتين سقطتا على الرصيف. وفيما كان المهاجمان الملثمان يلوذان بالفرار، رصدت قوات أمنية متمركزة خارج الكنيس بشكل دائم "حريقا صغيرا" حيث كان المهاجمان واقفَين وتمكنت من إخماده "لمنع وقوع المزيد من الأضرار"، حسب بيان الشرطة. وعندما كانت الشرطة تحقق في الحادثة، توقف رجل ثلاثيني على "سكوتر" كهربائي خارج الكنيس وحاول الاقتراب من المبنى. وعندما اقتربت الشرطة لتوقيفه، قاوم وبدأ يردد شعارات مناهضة لإسرائيل. وأفادت الشرطة أنها أطلقت سراحه لكنها فتحت تحقيقا ضده بتهم التحريض على الكراهية العنصرية ومحاولة مهاجمة شرطي. من جانبه أدان الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير محاولة إضرام حريق في الكنيس وحذر في الوقت نفسه من إطلاق اشتباه عام بحق المسلمين في هذه الواقعة، قائلا: "ندائي إلى الجميع هو أننا يتعين علينا بناء على تاريخنا أن نفعل كل ما في وسعنا حتى لا يتواصل انتشار معاداة السامية في هذا البلد". بيد أنه شدد في المقابل على أنه لا ينبغي الوقوع في اشتباه عام بحق جميع المسلمين. في غضون ذلك قالت وزيرة الداخلية نانسي فيزر إن حماية المؤسسات اليهودية في ألمانيا لها "الأولوية القصوى"، واصفة محاولة إلقاء قنبلتين حارقتين بأنه "عمل دنيء". ودانت السفارة الإسرائيلية في برلين الأحداث داعية السلطات الألمانية إلى التعامل مع الهجمات المعادية للسامية "بشكل صارم". وقالت "هذه لحظة حاسمة لأي ديموقراطية: إما أن نقف بجانب أولئك الذين يحاربون الإرهاب والتطرف والكيانات الهمجية أو نبقى صامتين وهو ما سيغذي الشر المطلق الذي يرتكبه الإرهابيون ومؤيدوهم - سواء في الشرق الأوسط أو في قلب أوروبا". ومن جانبه أدان المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، الذي يمثل الجالية التي يبلغ عددها 200 ألف نسمة في البلاد، محاولة إضرام النار في الكنيس، وربطه بمظاهرة سابقة عند بوابة براندنبورغ، حيث تجمع هناك حشد يضم عدة مئات من الأشخاص، معظمهم من الشباب المسلمين، معتبرا أنه تم تحريضهم من خلال تقرير صادر عن حماس، التي تتّهم إسرائيل في الهجوم الدامي على مستشفى في غزة ، مشيرا إلى أن ذلك ربما أدى دورا في إثارة الكراهية. وأضاف المجلس في بيان: "نتحمل جمينا مسؤولية ضمان عدم استخدام ضحايا أبرياء في دعاية إرهابية مقيتة". يذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. ع.ج.م/أ.ح/ ص.ش (أ ف ب، د ب أ)
مشاركة :