الشتاء يطرق أبواب «الزعتري» بهواجس إضافية

  • 10/19/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بدأ فصل الشتاء يدخل بالتدريج، وهو فصل يحسب اللاجئون حسابه ألف مرة خوفاً من الأمطار والثلوج التي تداهم البيوت المتنقلة «الكرفانات» التي يسكنون بها في مخيم الزعتري، هذه الكرفانات التي تحدد أعمارها بالسبع سنوات كحد الأقصى، فيما أغلبها للاجئين السوريين يقارب العقد من الزمان ! يمكن وصف فصل الشتاء بفصل المعاناة بالنسبة للاجئين، وخاصة أن هذا المخيم يقع في محافظة المفرق، وهو يقع وسط منطقة صحراوية مكشوفة، تنخفض فيها درجات الحرارة إلى السالب، علاوة عن الرياح العالية السرعة التي قد تحرك هذه الكرفانات بشكل مفاجئ، وقد كان الشتاء الماضي قاسياً جداً، والعديد من الأسر تسرب لها المطر والثلج، واضطرت إلى التوجه إلى الأقارب والأصدقاء. أبو معتز العماري الذي يقطن في هذا المخيم، ويعيش تحت سقف كرفانته تسعة أشخاص يتساءل «من أين سأتمكن هذا العام من ترميم هذه الكرفانة المهترئة التي أصبح ماء المطر يدخلها من كل صوب، وكيف لي كأب أن انظر إلى هذا الموضوع بدون قلق، فأنا لدي أطفال مسؤول عنهم، وكذلك أنا مصاب بمرضي السكري والضغط، والبرد لا يناسبني أبداً». حال «أبو معتز» هو حال أغلب سكان هذا المخيم، فأغلب الآباء يواجهون الفقر والبطالة، ويعتمدون بشكل أساسي على المساعدة التي تقدم لهم من أجل توفير الغذاء، وهي مساعدة خفضت هذا العام من قبل برنامج الأغذية العالمي، ومن المحتمل أن تلغى بحسب التصريحات الرسمية. هذا السوري الذي لجأ إلى المخيم لم يستطع الخروج منه والتوجه إلى المحافظات الأخرى، فمتطلبات الحياة خارج المخيم أيضاً كثيرة وتحتاج إلى دخل كبير في ظل شح فرص العمل، يقول «نحن كلاجئين نعيش أسوأ الظروف. فالمجتمع الدولي تخلى عن مسؤولياته اتجاهنا، وأصبح الدعم المقدم لنا أقل من قليل، وهذا انعكس بشكل مباشر على نوعية الخدمات المقدمة لنا، وأيضاً المفوضية منذ تأسيس هذا المخيم أي منذ عشر سنوات فهي تقدم خدمات الصيانة لهذه الكرفانات بأعداد محدودة نتيجة تراجع الدعم الموجه لها، وفي الوجه الآخر لا نستطيع الآن العودة إلى سوريا بدون أي ترتيبات وحياة آمنة ومستقرة بالشكل الكامل». بحسب أبو معتز فإن شراء كرفانة جديدة يحتاج إلى مبلغ 1000 دولار، في حين أن إصلاحها من خلال شراء بعض الألواح ووسائل تغطيتها يحتاج إلى 100 دولار، ووفقاً له فإن الأسر أغلبها لا تملك المبلغين، فحال أغلبنا متشابه وقد تراجع بشكل كبير، ومن هنا سنقوم ببعض الإصلاحات الممكنة. وفي العام الماضي أطلقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نداء استغاثة، خاصة أنها لم تحصل على أي تمويل لبرنامج المساعدة الشتوية، وكانت تحتاج المفوضية السامية (UNHCR)، للحصول على 46 مليون دولار لتزويد 120 ألف عائلة لاجئة في الأردن بالمساعدات النقدية الشتوية، في ظل «تزايد عدم استقرار» الوضع الاجتماعي والاقتصادي للاجئين، وفق المفوضية. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :