القاهرة – الوكالات: حذّر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس من أن «تهجير» الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر قد يتسبب بحدوث الأمر نفسه للفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن. وقال السيسي خلال مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس في القاهرة: «فكرة تهجير الفلسطينيين من القطاع إلى مصر تعني حدوث أمر مماثل وهو تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن». وأضاف أنه تصبح «بالتالي فكرة الدولة الفلسطينية التي نتحدث عنها غير قابلة للتنفيذ». وأوضح السيسي أن «نقل المواطنين الفلسطينيين من القطاع إلى سيناء يعني نقل فكرة المقاومة والقتال من غزة إلى سيناء»، مشيرا إلى أن شبه الجزيرة المصرية «ستصبح بالتالي قاعدة لانطلاق عمليات ارهابية ضد اسرائيل التي من حقها الدفاع عن نفسها». وتابع: «ويتلاشى بين أيدينا السلام الذي حققناه، في إطار فكرة تصفية القضية الفلسطينية»، في إشارة إلى اتفاق السلام المبرم بين مصر وإسرائيل. ورغم التطبيع بين الجانبين فإن اسرائيل تظل بالنسبة إلى الكثير من المصريين عدوا رغم مرور عقود على انهاء حالة الحرب رسميا بينهما. إلى جانب ذلك قال السيسي: «إذا كانت هناك فكرة للتهجير.. توجد صحراء النقب في إسرائيل». وأضاف: «من الممكن نقل الفلسطينيين إليها حتى تنتهي اسرائيل من مهمتها في تصفية الجماعات المسلحة في القطاع، ثم تقوم بإرجاعهم مجددا إذا شاءت». وكانت اسرائيل قد أنذرت يوم الجمعة حوالي 1.1 مليون شخص في شمال غزة بوجوب إخلاء هذا الجزء من القطاع باتّجاه الجنوب، وهو ما اعتبرت الأمم المتحدة أن تحقيقه «مستحيل». وأكد الرئيس المصري: «إذا طلبت من المصريين الخروج للتعبير عن رفض الفكرة (تهجير الفلسطينيين إلى مصر) فسترون الملايين (في الشوارع)». ولاحقا خرج الآلاف من المصريين في تظاهرات في محافظات مصر تضامنا مع غزة، ونقلت فضائية «إكسترا نيوز» المصرية مشاهد تظهر متظاهرين في عدد من المحافظات بينها المنيا في الجنوب والدقهلية والمنوفية في دلتا النيل. ويزور شولتس القاهرة ليبحث مع السيسي تطورات الحرب الدائرة بين حركة حماس وإسرائيل التي دخلت يومها الثاني عشر. وطالب الرئيس المصري المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذه الحرب «لأننا أمام تصعيد عسكري خطر يمكن أن يخرج عن السيطرة». وحول دخول المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة المحاصر الذي تقطع عنه الامدادات والخدمات الأساسية ويقطنه 2.4 مليون شخص أكد السيسي أن مصر لم تغلق معبر رفح الحدودي منذ بداية الحرب بين حركة حماس وإسرائيل، مشيرا إلى أن «التطورات على الأرض والقصف الإسرائيلي» تسببا بذلك. ويعتبر معبر رفح المنفذ الوحيد بين القطاع الفلسطيني والعالم الخارجي. ولا تسيطر إسرائيل على هذا المعبر. ولا تزال مئات الشاحنات التي تحمل الآلاف من أطنان المساعدات الانسانية والطبية إلى غزة تنتظر أمام المعبر الحدودي من الجانب المصري في انتظار السماح لها بدخول القطاع. وكانت مصر قد خصصت مطار العريش في شمال سيناء لتلقي المساعدات الاقليمية والدولية الموجهة للقطاع. وفي هذا الصدد قال المستشار الألماني إن زيارته لمصر أتت للبحث عن طرق «للقيام بشيء ما حيال المعاناة الإنسانية». وأضاف: «نحن نعمل معًا لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في أسرع وقت ممكن»، مشيرا إلى أن «الناس تحتاج هناك إلى الماء والغذاء والدواء».
مشاركة :