بكين - تدعم الصين جهود مصر لفتح ممرات إنسانية إضافة لرغبتها في تعزيز التنسيق مع مصر والدول العربية للتوصل إلى حل مبكر وشامل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وفق ما قالت وسائل إعلام رسمية صينية اليوم الخميس حيث يرى مراقبون أن بكين ستحاول الاستثمار في التطورات الحالية في منطقة الشرق الأوسط لمنافسة النفوذ الأميركي الذي بات اللاعب الرئيسي في حرب غزة من خلال تقديم دعم كبير لإسرائيل. وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال محادثات مع رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي اليوم الخميس إن الصين تقدر دور مصر في تهدئة الوضع، وشددت على أن المهمة الأكثر إلحاحا هي وقف إطلاق النار ووقف الحرب في أقرب وقت ممكن. وقال شي أيضا إن الصين ترغب في العمل مع مصر لتعزيز التعاون في البنية التحتية والتكنولوجيا الزراعية والطاقة المتجددة مع زيادة الواردات عالية الجودة من مصر. كما أعربت يكين الخميس عن "خيبة أمل عميقة" حيال قرار الولايات المتحدة استخدام حق النقض لمنع تمرير مشروع قانون في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى "هدنة إنسانية" في الحرب بين إسرائيل وحماس. وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ "تشعر الصين بخيبة أمل عميقة حيال عرقلة الولايات المتحدة تبني مجلس الأمن مسودة قرار بشأن القضية الفلسطينية"، داعية المجلس الدولي إلى "القيام بدوره في التوصل إلى وقف لإطلاق النار ووقف الحرب". وعززت الصين من نفوذها في منطقة الشرق الأوسط في الفترة الأخيرة من خلال عقد القمة الصينية والقمة الصينية العربية في المملكة العربية السعودية قبل أشهر وتوقيع الكثير من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية الواعدة ما أثار مخاوف الولايات المتحدة. كما وقفت الصين وراء اتفاقية تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية من خلال إشرافها على مباحثات بين الطرفين وهو ما أثار مخاوف أميركية. وعلى غرار روسيا تلعب الصين حاليا دور الحياد في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لكن يبدو أنها تريد لعب دور اكبر اليوم من خلال التعاون مع الجانب المصري والذي شهد تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة وأدى لقبول عضوية مصر في مجموعة بريكس. ويقول الاعلام الصيني ان دعم الإدارة الأميركية أحادي الجانب لإسرائيل يؤجج التوترات ويزيد من الأزمة الإنسانية في المنطقة في اشارة الى ارسال حاملتي طائرات الى شرق المتوسط. ويرفض الجانب الاميركي الانتقادات الصينية حيث افاد دينيس وايلدر الذي تولى منصب مدير مجلس الأمن القومي الأميركي في الفترة من 2004 إلى 2005 خلال ولاية الرئيس جورج بوش " ان بكين تستخدم الأزمة لتعزيز دعايتها المحلية". وأضاف في تصريح لموقع إذاعة "فويس أوف أميركا" ان الصين تصور الولايات المتحدة على أنها تدعم إسرائيل وتتنكر لحق الفلسطينيين في دولتهم". وأيد ديفيد ساترفيلد مدير معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس في هيوستن هذا الطرح قائلا إن "الصين انتهازية إلى ما لا نهاية، دائما تبحث عن المناسبات والأماكن والفرص لتعزيز انتشارها العالمي". وكان زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر عبر عن خيبة أمله من بيان وزارة الخارجية الصينية بشان عملية طوفان الأقصى في 7 اكتوبر/تشرين الأول قائلا إنه خلا من أي تعاطف أو دعم لإسرائيل. كما أبدت إسرائيل خيبة أملها تجاه الموقف الصيني من الهجوم الذي شنته حماس على مستوطنات غلاف غزة حيث أوضحت الخارجية الإسرائيلية إنها أعربت في اتصال هاتفي مع المبعوث الصيني إلى الشرق الأوسط تشاي جون عن خيبة أملها العميقة لعدم إدانة بكين الهجوم الذي نفذته حماس او ما عرف بعملية طوفان الأقصى. ودعت الصين الى تخفيف المعاناة عن الفلسطينيين بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة فيما يعتقد انها ستلعب دورا في انهاء التوتر وفتح أبواب الحوار بالتعاون مع قوى اقليمية في المنطقة.
مشاركة :