دبي - محمود عبدالرازق - عدد ساكس الأحداث الأربع التي أسهمت بتبدد "آمال توسع الناتو شرقا"، واصفا أولى الأحداث بهزيمة أوكرانيا في ساحة المعركة، قائلا: "روسيا تفوز وهذه النتيجة كانت متوقعة منذ البداية، لكن المحافظين الجدد ووسائل الإعلام الرئيسية ما يزالون يرفضون الاعتراف بذلك". أما الحدث الثاني، بحسب الاقتصادي الأمريكي، فيعود إلى الانخفاض الكبير للاتحاد الأوروبي في دعم استراتيجة المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، مشيرا إلى عدد من الأحداث التي تحصل في أوروبا، مثل عدم وجود محادثات بين بولندا وأوكرانيا، ومعارضة المجر لسياسة المحافظين الجدد، وانتخاب سلوفاكيا لحكومة ضمت قوى مختلفة لا تتوافق مع سياسات المحافظين، بالإضافة لما تشير له استطلاعات الرأي عن عدم الرضى الشعبي عن زعماء الاتحاد الاوروبي، مثل ماكرون، وميلوني، وسانشيز، وشولتز، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك. 2 أكتوبر, 08:04 GMT وتمثل الحدث الثالث بحسب ساكس، في الصعوبة التي تواجهها كييف في تلقي المساعدات الاقتصادية الأمريكية منذ أن وافق الكونغرس، الشهر الماضي، على ميزانية جديدة قصيرة الأجل دون الإنفاق على أوكرانيا، والتردد المتزايد بين كل من المشرعين الجمهوريين والمواطنين العاديين في مواصلة تمويل الجهود العسكرية لأوكرانيا. 30 سبتمبر, 19:46 GMT وبحسب الاقتصادي الأمريكي، فإن تظافر هذه الأحداث يؤدي لمواجهة كييف لانهيار اقتصادي وديموغرافي وعسكري، الأمر الذي يتطلب من واشنطن باعتبارها "الراعي الرسمي لها"، بأن تغير فورا من استراتيجيتها لتجنب كارثة محتملة للبلد الأوروبي الشرقي. شارك خبير العلاقات الدولية إيرفينغ رينوسو، الذي يعمل في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك وجامعة موريلوس المستقلة، تشاؤمه بشأن فرص كييف في الصراع مع الاقتصاد الأمريكي، خلال حديث لـ"الخليج 365"، واصفا الوضع بأنه الأفضل للتوصل لإتفاق مع موسكو. أشار رينوسو، إلى سبب آخر سوف يجبر الغرب على البحث عن تسوية للوضع في أوكرانيا، ممثلا بالوضع بين فلسطين وإسرائيل، والذي بحسب الخبير سيدفع الولايات المتحدة لإعادة النظر في أولوياتها على الساحة الدولية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستوجه مساعداتها ومواردها إلى تل أبيب على حساب كييف، وسوف يتم تركيز اهتمام وسائل الإعلام الدولية على الشرق الأوسط. ويعتقد رينوسو أنه "من المستبعد للغاية أن ترغب واشنطن في التورط في صراعين نشطين في وقت واحد، لذا يجب عليها أن تبحث عن فرصة لبدء المفاوضات مع روسيا في أقرب وقت ممكن". 17 أكتوبر, 06:09 GMT من وجهة نظر رينوسو، فإن تقييم ساكس للوضع صحيح، لكن توصياته لتحقيق السلام ليست دقيقة دائمًا. فهو يقول، على سبيل المثال، إن الولايات المتحدة يجب أن تعد بأنها ستوقف توسع حلف شمال الأطلسي إلى الشرق (وهو ما فعلته بالفعل في عهد غورباتشوف، لكنها لم تفِ به). وهذا أمر منطقي ويبدو أنه مطلب عادل تمامًا من موسكو، مدفوعًا باعتبارات الأمن الداخلي، لكن الواقع هو أن الولايات المتحدة متورطة في خطط توسعية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وانضمام دول مثل فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). يؤكد نية واشنطن مواصلة توسيع منطقة نفوذها. مشيرا إلى أن حكومة بايدن لم تثبت أنها شريك موثوق به على الساحة الدولية، فلماذا تحتاج موسكو لتصديق كل ما وعدت به واشنطن؟. 27 يناير, 08:24 GMT قائلا: "إذا كانت الولايات المتحدة تملي القواعد على الجميع، وتقول من يمكنه امتلاك أسلحة نووية، ثم تفعل بعد ذلك ما تريد، فكيف يمكن الوثوق بها للتوصل إلى اتفاق؟ إن الولايات المتحدة لا ترقى إلى مستوى صورة الشريك الدولي الذي يمكن الاعتماد عليه، وسوف يستغرق الأمر الكثير من الوقت والجهد لتصبح جديرة بالثقة مرة أخرى، هذا إذا حدث ذلك على الإطلاق". ويتفق رينوسو مع ساكس على أن الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي سيحتاجون لاستعادة علاقاتهم التجارية والمالية والسفر بمجرد التوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء الصراع في أوكرانيا. يقول ساكس، الذي انتقد باستمرار وجهات النظر المعادية للروس في الدول الغربية: "من المؤكد أن الوقت قد حان للاستماع إلى رحمانينوف وتشايكوفسكي مرة أخرى في قاعات الحفلات الموسيقية في الولايات المتحدة وأوروبا". ووفقا لرينوسو، فإن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هما المستفيدان الأكبر من استعادة العلاقات بين البلدين، وبالتالي يجب عليهما وضع حد لتصعيد الأعمال العدائية من قبل كييف. مختتما قوله: "لقد رأينا جميعا كيف تضرر الأوروبيون من الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على استيراد النفط الروسي. لذلك، ليس هناك شك في أن المؤسسة السياسية الأوروبية يجب أن ترغب في استئناف العلاقات مع روسيا في أقرب وقت ممكن".
مشاركة :