القدس - ألمح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم الخميس إلى اقتراب موعد العملية العسكرية البرّية التي يعتزم الجيش تنفيذها في قطاع غزة. ونقلت إذاعة الجيش عنه قوله خلال لقائه عددًا من الضباط في منطقة غلاف غزة إنهم "قريبًا سيرون غزة من الداخل". وقال "أنتم الآن ترون غزة من بعيد وقريبا ترونها من الداخل الأوامر ستصل"، في أحدث مؤشر على أن الجيش الإسرائيلي أنهى استعداداته لتنفيذ عملية برية في القطاع. وفي أكثر من مناسبة أكد مسؤولون إسرائيليون بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اعتزام تل أبيب تنفيذ عملية عسكرية برية في غزة. وتحشد إسرائيل منذ أيام لاجتياح بري للقطاع المحاصر والذي يتعرض منذ 12 يوما لقصف مدفعي وغارات جوية مكثفة تسببت في مقتل المئات وتدمير هائل للمباني والبنى التحتية ودفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة لغلاف غزة كما استدعت عشرات الآلاف من جيش الاحتياط، لكنها تتريث في البدء في عملية برية قد تكون مكلفة ماليا وبشريا. كما أن مصادر عبرية قالت إن الولايات المتحدة طلبت من الحكومة الإسرائيلية تأجيل الاجتياح البري للقطاع. وفي الوقت ذاته يريد الجيش الإسرائيلي من خلال القصف المدفعي والغارات الجوية المكثفة اضعاف قدرات حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة التي أكدت أنها مستعدة لكل السيناريوهات بما في ذلك اجتياحا إسرائيليا بريا للقطاع.وتشير التطورات الراهنة إلة أن الاجتياح البري لغزة مسألة وقت وأن الجيش الإسرائيلي يريد من خلال الدفع لتهجير سكان شمال غزة إلى جنوبها اقامة منطقة عازلة وتقليل الخسائر البشرية في حالة الاجتياح تفديا للانتقادت والضغوط الدولية. وفي تطور ميداني آخر غير بعيد عن أحداث غزة، قتل تسعة فلسطينيين اليوم الخميس برصاص الجيش الإسرائيلي في مواجهات اندلعت في عدة مدن فلسطينية ليرتفع عدد القتلى منذ بدء الحرب التي تشنها إسرائيل ردا على عملية طوفان الأقصى، إلى 75 في الضفة الغربية المحتلة، فيما تتعدد المؤشرات على اقتراب موعد العملية العسكرية البرّية التي يعتزم الجيش تنفيذها في قطاع غزة. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيانات منفصلة بأن سبعة أشخاص قتلوا في مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين في طولكرم (شمال) منذ صباح الخميس ومن بين هؤلاء طه محاميد (16 عاما) الذي أصيب برصاصة في الرأس. وكانت الوزارة أعلنت في وقت سابق "استشهاد كل من ابراهيم جبريل أحمد عوض برصاصة في الصدر من بدرس غرب رام الله وأحمد منير صدوق (17 عاماً) من مخيم الدهيشة بيت لحم، برصاصة في الرأس". وذكر شهود من مخيم نور شمس أن الجيش الإسرائيلي اقتحم المخيم الواقع في وسط مدينة طولكرم ودارت اشتباكات مع مسلحين، فيما أفادت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني بأنها سجلت 25 إصابة بينها إصابات خطرة جدا. وشيّع الفلسطينيون في مدينة رام الله شابين قتلا في وقت متأخر من مساء الثلاثاء في قريتي بدرس ودورا القرع شمال رام الله. وحمل المشيعون لافتات كتب عليها "أثر طوفان الأقصى" كما هتفوا "الانتقام، الانتقام"، بينما شارك العشرات في مسيرة تضامنية مع قطاع غزة في رام الله نظمتها حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس. وكانت تظاهرات تضامنية سارت في الضفة الغربية خلال اليومين الماضيين مطالبة برحيل عباس وشنت إسرائيل منذ اندلاع الحرب حملة اعتقالات شملت نوابا في المجلس التشريعي الفلسطيني ووزراء سابقين من حركة حماس وغيرهم من النشطاء. وأفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن الاعتقالات طالت أكثر من 700 شخص منذ السابع من الشهر الجاري، في حين قال الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس إن قواته اعتقلت 80 مشتبها به في أنحاء الضفة الغربية خلال الليل، "من بينهم 63 ناشطا إرهابيا من حماس"، ما يرفع عدد المعتقلين منذ بدء الحرب إلى 524. غزة - يترقب الفلسطينيون والمنطقة والعالم عملية برية إسرائيلية باتت وفق مراقبين ومحللين عسكريين أمرا لا مفر منه مع الحشود الكبيرة قرب قطاع غزة وبعد لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن بمسؤولين إسرائيليين عسكريين ومشاركته في اجتماع مجلس الحرب للتعبير عن تأييد غير مسبوق للخطوات العسكرية الإسرائيلية في القطاع المحاصر بهدف القضاء على حركة حماس لكن مراقبين يرون ان الاجتياح الوشيك لن يكون نزهة. وقالت القناة 12 العبرية الأربعاء إن مجلس الحرب الإسرائيلي بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أبلغوا بايدن بأن التحرك البري في قطاع غزة لإنهاء حركة حماس أمر لا مفر منه. كما أعلنت هيئة البث العبرية الرسمية، مساء الأربعاء أن الجيش الإسرائيلي أنهى استعداداته لتنفيذ عملية برية في قطاع غزة مشيرة انه "لليوم الثالث على التوالي لم تشهد منطقة غلاف غزة أي مواجهات بين الجيش الإسرائيلي ومسلحين فلسطينيين". وأوضحت أن "كل الشواهد بما في ذلك حركة القوات وتمركزها، تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي أنهى استعداداته لدخول القطاع". وأشارت إلى أن "التوغل البري داخل غزة، هو المرحلة الثانية من الحرب، بعد تطهير المستوطنات الإسرائيلية من المسلحين الفلسطينيين". والسبت، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، استعداده لتوسيع دائرة الهجوم ضد قطاع غزة، بعد نشر قواته في جميع المناطق، تمهيدا لتنفيذ "عملية برية واسعة". ويرى محللون عسكريون أن الجيش الإسرائيلي لن يقوم بعملية اجتياح لقطاع غزة بل سيعمل على اقتطاع أجزاء منها في هجوم بري وقسمها إلى ثلاث مناطق ليسهل التحكم بها. وأشارت مصادر أن بايدن طالب في اجتماع مجلس الحرب المسؤولين العسكريين الإسرائيليين بالتفكير في مرحلة ما بعد السيطرة على قطاع غزة وإنهاء حركة حماس وإدارة القطاع داعيا الى تفادي اخطاء دولته في عدد من الساحات مثل العراق وأفغانستان. ولن تكون العملية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة سهلة حيث تشير تقارير إلى ان حركة حماس تملك قوة عسكرية لا يستهان بها كونتها بالتعاون مع إيران خلال السنوات الأخيرة من تحكمها في قطاع غزة وهي عبارة عن قذائف مضادة للدروع ومسيرات انتحارية وصواريخ حرارية مضادة للدبابات. كما ستستفيد حماس من توقف الطيران الحربي عن القصف خلال المواجهات إضافة لتحويل الخرائب التي خلفتها الغارات إلى أماكن للتخفي والمناورة والهجوم على القوات الإسرائيلية شبيها بما حدث في معركة ليننغراد خلال الحرب العالمية الثانية. كما لن تسمح هذه الخرائب في منح المدرعات والدبابات الإسرائيلية وحتى المشاة فرصة التقدم بسهولة مع وجود مضادات المدرعات وكذلك القناصة القادرين على الكر والفر في ما يشبه حرب العصابات. لكن الورقة الأبرز لدى حركة حماس هو امتلاكها لشبكة أنفاق متطورة نسبيا وصفت انها مدينة موازية تحت الأرض بعضها يستخدم في جلب المؤونة والبعض لتنفيذ هجمات داخل الأراضي الإسرائيلية والبعض الآخر للمراقبة والرصد. ويرى مراقبون ان التوغل في قطاع غزة لن يكون نزهة بالنسبة للجيش الإسرائيلي وسيكبد الإسرائيليين خسائر كبيرة. ولا تزال إسرائيل تقصف بكل قوة قطاع غزة لالحاق دمار به حيث قتل عدد من الفلسطينيين، ليل الأربعاء/الخميس وأصيب آخرون إثر قصفت الطائرات الإسرائيلية، لمدرسة تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، قرب مستشفى ناصر بمدينة خان يونس. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن "القصف الإسرائيلي أدى لارتقاء عدد من الشهداء والجرحى". يشار إلى أن مئات المواطنين نزحوا إلى المدارس للاحتماء من الغارات الإسرائيلية التي دمرت منازل العديد منهم، خاصة في شمال غزة. كما شنت الطائرات غارة على منزل قرب مدرسة أحمد عبد العزيز التي تأوي نازحين في منطقة الحاووز بمخيم خان يونس جنوب القطاع، ما أوقع قتلى وجرحى، وفق "وفا". وحسب الوكالة فقد "سقط 9 قتلى على الأقل بينهم 7 أطفال في قصف على منزل عائلة البكري جنوب خان يونس، ونقلوا إلى مستشفى ناصر في المدينة، وما زال العديد من أفراد العائلة تحت الركام". وقال الدكتور أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في منشور على فيسبوك إن "ضحايا المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في خان يونس ورفح قبل قليل أطفال ونساء". وفي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة قتل طفل رضيع وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي على شقة سكنية في عمارة النمنم، وفق شهود عيان. وتجددت الغارات الإسرائيلية على مناطق ومبان سكنية متفرقة في رفح ?جنوب قطاع غزة. وأفاد شهود عيان بمقتل أكثر من 30 فلسطينيا من عائلات بريكة، وحسونة، وضهير، إضافة إلى عشرات الإصابات، نقلوا إلى مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار. كما سقط قتلى وجرحى جراء قصف استهدف محيط مستشفى القدس في تل الهوى غربي غزة فيما قصف الطيران الإسرائيلي منزلا في تل السلطان غرب رفح وأنباء عن إصابات ومفقودين. وأفادت وزارة الداخلية في غزة على منصة "تليغرام" بسقوط قتلى وجرحى جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا لعائلة المدهون في مخيم جباليا شمال القطاع. كما استهدفت غارة إسرائيلية موقعا وسط مدينة خان يونس أدت لمقتل طفل غربي المدينة.
مشاركة :