يعزف تشكيليون كويتيون سيمفونيات لونية خلال معرض تشكيلي جماعي بعنوان «مفاهيم لونية مغايرة». أقامت الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، أمس الأول، معرضاً فنياً بعنوان «مفاهيم لونية مغايرة»، افتتحته مديرة إدارة الجمعيات الأهلية إيمان العنزي، وشارك فيه الفنانون: إبراهيم البلوشي، وسالم الخرجي، وعبدالإله الرشيد، وأحمد الحسيني، وحسين المزعل. وعبَّرت العنزي عن سعادتها بافتتاح المعرض، مؤكدة أن وزارة الشؤون داعمة لأنشطة الجمعيات الأهلية، ولإقامة المعارض. وذكرت أن للجمعية الكويتية للفنون التشكيلية بصمة واضحة ودوراً بارزاً في خدمة الفنانين، وعلَّقت: «نتمنى لها المزيد من التقدم»، لافتة إلى أن الجمعية قامت باحتضان الطاقات الشبابية. وأشارت إلى أن عدد الجمعيات المشهرة 186 جمعية، لافتة إلى أنه خلال شهر سوف تصل إلى 190 جمعية تقريباً. تشجيع المبدعين من جانبه، قال رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية عبدالرسول سلمان: «مع احتفالاتنا بـ 55 عاماً على تأسيس الجمعية، واستكمالاً للإنجازات السابقة، تأتي هذه المناسبة مع بداية موسمنا الفني، بإقامة مجموعة من المعارض الفنية لنخبة من فنانينا، الذين ساهموا في هذه الأعمال التي نفذت في ورش الجمعية». وتابع: «تقيم الجمعية مجموعة من المعارض المشتركة، بمشاركة خمسة فنانين مبدعين يعزفون سيمفونيات لونية في كل معرض منفرد، بالأشكال والألوان التي تتجمَّع في لحظات مفاجئة بمساحات الخيال والبصر، بهدف إلغاء السطحية المغلقة للفهم العام، والانتقال إلى حالة الحلم، بعيداً عما يُطرح من تصورات للواقع، وهذا ما يجعلهم كموسيقى في عملية التنظيم والبحث عن المعايير والأطر المعاصرة في الاختيارات الفنية، بما يحقق الخصوصية والفرادة، بعيداً عن الانغلاق على الذات أو الذوبان في الآخر». الفن الكويتي وأضاف سلمان: «نحاول جاهدين الوصول إلى المكانة اللائقة بالفن الكويتي، من خلال أطروحات معاصرة، وهذا ما نلمسه في هذه المعارض، عبر تعددية المشاركات، التي ترسم صورته المستقبلية كنشاط أساسي، بما يتناسب والمعطيات العامة للوضع الدولي للفنون البصرية، وإبراز مَواطِن الخبرة الجمالية، بما يجعل من الفنون البصرية سهلة التلقي». وأوضح أن معارض الجمعية هذا الموسم تتضمَّن مشاركات واسعة من الفنانين، والتي تم تقسيمها إلى مجموعات، بحيث ضمَّت المجموعة الأولى: إبراهيم البلوشي، وسالم الخرجي، وأحمد الحسيني، وعبدالإله الرشيد، وحسين المزعل، والثانية: مي النوري، وجميلة جوهر، وتهاني الخرافي، وآثار الأنصاري، وهاجر المطيري، والثالثة: عطارد الثاقب، ومنى مبارك، وسهير الزنكي، وهدى كريمي، ونور العنجري، فيما ضمَّت المجموعة الرابعة: أميرة أشكناني، وإلهام بن حجي، وهناء الملا، وعبير الكندري، وهناء البلوشي. رؤى تشكيلية وطرح الفنانون خلال هذا المعرض رؤاهم التشكيلية، التي بدت فيها الأفكار مختلفة، مع الاعتماد على الألوان بتدرجاتها، كما أن الأساليب كانت تدور في مجالات عدة، كل وفق طرح مواضيعه. وقدَّم الفنان إبراهيم البلوشي في أعماله أفكاراً اعتمد فيها على الألوان، وما تتضمنه من إيحاءات فنية تعبِّر عن الحياة، وتتحاور مع الخيال في إيقاعات حسية تضاهي الرمز، وتسير في دروبه المتشعبة، وأشارت لوحاته إلى انسياب الألوان وفق مدلولات تجريدية، يتواصل من خلاها الخيال مع الواقع. فيما تناغمت لوحات الفنان أحمد الحسيني مع الجمال في أرقى صوره، وفق تصورات وكتل لونية مفعمة بالحيوية والحركة، ومتفاعلة مع إيقاعات تشكيلية متنوعة، وذات تداخلات عديدة، واتسمت الأفكار التي طرحها الفنان بالميل إلى الرمز، الذي استطاع أن يصنع منه أيقونة في كل أعماله. أما لوحات الفنان حسين المزعل، فقد تمثلت فيها الروح التأثيرية، إلى جانب الميل إلى التجريد، حيث أبرز الكثير من المواضيع المتعلقة بالواقع في أشكال خيالية، لنجد في لوحاته عناصر الحياة من الإبل والطيور والأسماك وغيرها، فيما بدت الخطوط متوازية مع عناصر الأعمال ومتداخلة معها. وعبَّرت أعمال الفنان سالم الخرجي عن ميل الفنان لاقتناص الرؤى، من خلال توهج الألوان، وحضورها الفني المؤثر على أسطح اللوحات، وبالتالي بدت الرؤى متماسكة ومعبِّرة خير تعبير عن امتلاك الفنان القدرة على ترتيب أفكاره، ووضعها بعناية في فضاءات اللوحات. وسعى الفنان عبدالإله الرشيد إلى تأسيس لوحاته على رؤى واقعية ترصد التراث في أبهى صوره، ومن ثم فقد رصد السفن والإبل والحُصن، كما اهتم بالبيئة القديمة، برجالها ونسائها، مع تعريف الأجيال الحالية بتراث أجدادهم.
مشاركة :