وكانت نيودلهي تعتزم رفع الحصانة الدبلوماسية عن جميع الدبلوماسيين الكنديين باستثناء 21 منهم مع عائلاتهم بحلول الجمعة، ما أرغم أوتاوا على سحب الآخرين، على ما ذكرت وزيرة الخارجية ميلاني جولي. وقالت جولي "قمنا بتسهيل مغادرتهم الآمنة من الهند ... هذا يعني أن دبلوماسيينا وعائلاتهم قد غادروا". تدهورت العلاقات بين كندا والهند إثر تلميح أوتاوا إلى تورط نيودلهي في مقتل المواطن الكندي هارديب سينغ نيجار بإطلاق النار عليه في 18 حزيران/يونيو في ضاحية ساري في فانكوفر وهو ما رفضته نيودلهي. ونيجار من دعاء إقامة وطن للسيخ باسم "خاليستان" على أراض هندية. وكان مطلوبا لدى السلطات الهندية بتهمة الإرهاب والتواطؤ لارتكاب عمليات قتل. وقالت جولي الأربعاء إن "رفع الحصانة الدبلوماسية عن 41 دبلوماسيا ليس أمرا غير مسبوق فحسب، بل يتعارض أيضا مع القانون الدولي" مضيفة مع ذلك أن كندا لا تخطط للرد بالمثل، حتى لا "يتفاقم الوضع". و"ستواصل كندا الدفاع عن القانون الدولي الذي ينطبق على جميع الدول وستواصل الحوار مع الهند". وأضافت جولي "الآن، أكثر من أي وقت مضى، نحتاج إلى دبلوماسيين على الأرض، ونحتاج إلى الحوار". من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الهندية في بيان أن مساعي الحكومة لخفض التواجد الدبلوماسي الكندي يأتي ضمن "الأعراف الدولية". وقالت إن "حالة علاقاتنا الثنائية، والعدد الأكبر بكثير من الدبلوماسيين الكنديين في الهند وتدخلهم المستمر في شؤوننا الداخلية، كلها أمور تستدعي التكافؤ في الحضور الدبلوماسي المتبادل". دعت كندا الهند للتعاون في التحقيق لكن نيودلهي رفضت الاتهامات واتخذت إجراءات مضادة مثل وقف النظر في طلبات تأشيرات للكنديين. وطردت أوتاوا دبلوماسيا هنديا في إطار الخلاف. - الضغط على الكنديين - قال وزير الشؤون الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشانكار الشهر الماضي في نيويورك إن بلاده مستعدة لفحص أي دليل تقدمه كندا. وأضاف "قد كنا في الواقع نضغط على الكنديين. قدمنا لهم الكثير من المعلومات حول قيادة الجريمة المنظمة التي تعمل انطلاقا من كندا"، في إشارة إلى الانفصاليين السيخ. وتابع "لدينا وضع يتعرض فيه دبلوماسيونا للتهديد فعليا، وتتعرض قنصلياتنا للهجوم، وكثيرا ما تصدر تعليقات (تمثل) تدخلا في سياستنا". ورفضت نيودلهي اتهامات كندا بوصفها "منافية للعقل" ونصحت مواطنيها بعدم السفر إلى بعض المناطق الكندية "نظرا لازدياد الأنشطة المعادية للهند". هاجر نيجار إلى كندا عام 1997 وأصبح مواطنا كنديا في 2015. وقتل برصاص مسلحَين ملثمين في مرآب معبد للسيخ قرب فانكوفر في حزيران/يونيو. يقيم في كندا 770 ألفا من السيخ يمثلون قرابة 2 بالمئة من عدد سكان هذا البلد. ومن بين هؤلاء العديد من الأصوات المنادية بإقامة دولة "خاليستان". وحركة السيخ الانفصالية انتهت إلى حد كبير داخل الهند حيث استخدمت قوات الأمن القوة الفتاكة لإخماد تمرد في ولاية البنجاب في الثمانينيات. واحتشد مئات المتظاهرين السيخ أمام بعثات دبلوماسية هندية في كندا الشهر الماضي، وأحرقوا أعلاما وداسوا صور رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. وخلقت التوترات بين أوتاوا ونيودلهي وضعا دقيقا بالنسبة لحليف كندا الوثيق واشنطن التي قامت في الأشهر الأخيرة بخطوات للتقرب من الهند في وقت تسعى الولايات المتحدة للحد من النفوذ الصيني في المنطقة.
مشاركة :