القاهرة/واشنطن - تتجه الأنظار إلى القمة الدولية التي تستضيفها مصر غدا السبت والتي من المقرر أن يشارك فيها قادة ومسؤولون عرب وغربيون فيما تأتي على اثر إلغاء قمة رباعية كانت ستستضيفها عمان الأربعاء الماضي بعد مجزرة ارتكبتها إسرائيل في القطاع بقصفها مستشفى المعمداني ما تسبب في مقتل وإصابة المئات من النازحين والمرضى. وستخصص القمة التي أعلن عنها قبل قصف إسرائيلي لمستشفى المعمداني، للتطورات في غزة بينما سيكون التركيز على الأرجح على مسائل تتعلق بالوضع الإنساني وإدخال المساعدات وإمدادات الإغاثة للقطاع المحاصر والحشد لإعادة الماء والكهرباء والسماح بإدخال الوقود، فيما تهدد الإجراءات العقابية والانتقامية الإسرائيلية بكارثة مع اقتراب الوقود المشغل للمستشفيات من النفاد ما لم يكن قد نفد بالفعل. ويأتي انعقاد القمة المصرية الدولية بينما تستعد إسرائيل لاجتياح شمال القطاع وتضغط بقصف مكثف واستهداف للمباني السكنية لتهجر السكان إلى جنوب القطاع. وعبرت مصر والأردن والسعودية والعديد من الدول العربية عن رفضها لسياسة التهجير وصناعة نكبة ثانية، بينما أقامت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين عشرات الخيام في جنوب القطاع لإيواء النازحين من شماله وهي خطوة حذرت منها حماس باعتبارها تحفيزا لأهالي غزة على النزوح. ومن المقرر أن يشارك عدد من القادة والمسؤولين العرب والأجانب في القمة من ضمنهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة وولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظيرتها الفرنسية كاترين كولونا إلى جانب وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا ووزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل. وأعلن ميشال في واشنطن الخميس أنه سيزور مصر السبت، داعيا إلى إبداء الدعم لقيادة هذا البلد في حين تشتعل الحرب في قطاع غزة الواقع على حدوده. وقال المسؤول الأوروبي الموجود في واشنطن للمشاركة في قمة الجمعة مع الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين "مصر بحاجة إلى التأييد، لذلك دعونا نعبر عن تأييدنا لمصر"، موضحا أنه سيتوجه إلى مصر السبت للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي. وأعلنت أورسولا فون دير لايين الاثنين في تيرانا أن الاتحاد الأوروبي سيفتح ممرا إنسانيا جويا باتجاه قطاع غزّة عبر مصر لأن الفلسطينيين "لا يمكنهم دفع ثمن وحشية حماس". وعبر ميشال عن تأييده القوي لبايدن الذي زار إسرائيل الأربعاء وقال إنه اتفق مع القاهرة على إرسال قافلة مساعدات أولى تضم "20 شاحنة"، مؤكدا دعم الاتحاد الأوروبي لحق إسرائيل "في الدفاع عن النفس" وفقا للقانون الدولي. ويتبادل الجيش الإسرائيلي وحركة حماس الاتهامات بالمسؤولية عن الهجوم الدامي الذي طال مستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة. ومن المقرر أن تبدأ المساعدات الإنسانية التي ينتظرها الفلسطينيون العالقون في قطاع غزة بفارغ الصبر بالوصول اعتبارا من السبت على أقرب تقدير وفق الأمم المتحدة بعد مرور أسبوعين على اندلاع الحرب الدامية بين إسرائيل وحركة حماس بعد هجوم شنته الحركة الفلسطينية على الدولة العبرية في 7 أكتوبر/تشرين الأول. وشدد المسؤول الأوروبي مجددا على "التحدي" الذي قد يمثله أي تدفق للاجئين إلى مصر، وقال إنه يتوقع "تبادلا مهما للمعلومات" حول الموضوع الجمعة. وردا على سؤال عما إذا كان موقف أوروبا موحدا، قال إن "الجواب هو نعم". وقالت فون دير لايين في كلمة ألقتها الخميس في معهد هدسون للابحاث في واشنطن "نحن نقف إلى جانب إسرائيل" وكررت أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها أمام "الرعب" الذي ارتكبته حماس خلال هجومها. وفي إشارة أيضا إلى الحرب في أوكرانيا، قالت إن "هاتين الأزمتين، على الرغم من اختلافهما، تدعوان أوروبا وأميركا إلى اتخاذ موقف واتخاذ موقف معا من أجل حماية ديمقراطياتنا".
مشاركة :