تحدى كتاب صدر، أخيراً، عن دار الشروق، للكاتبة مروة علي حسين، الصورة النمطية للأميرات والنبيلات والهوانم في عصر تولي محمد علي وسلالته حكم مصر، حيث سلط الأضواء على واقع هؤلاء السيدات المعقد، وكشف أنه علاوة على الجانب المعروف من الصراع بين الثقافة الشرقية والغربية في حياتهن، هناك جانب آخر لم يتم التركيز عليه، وهو التأثير الإيجابي الذي مارسنه لصالح تغيير المجتمع المصري، ودفعه إلى الأمام، من حيث اهتمامهن بالتعليم والفنون والثقافة والسينما، ودورهن في إقامة المستشفيات والجمعيات الصحية ومقاومة الأمراض والأوبئة، ومساعدة منكوبي الحرب والكوارث. أصول أجنبية رصد الكتاب الذي تناول حياة الأميرات والنبيلات والهوانم، الدور الذي لعبته هذه الطبقة الراقية منذ تولي محمد علي الحكم عام 1805، لكنه ركز بشكل خاص على الفترة من 1922 حتى 1952، عام رحيل الملك فاروق، وتطرق إلى أصول أولئك النسوة اللاتي كن أجنبيات غالباً، ونشأتهن وتعليمهنّ وعوالمهنّ الذاتية. شلة قصر الزهرية شكّلت مجموعة أميرات بزعامة الأميرة فايزة جماعة سينمائية عرفت باسم شلة قصر الزهرية، حيث اشترين معدات سينمائية وأنتجن فيلماً اسمه البحث عن النفط والرمال، قامت بالبطولة فيه النبيلة نيفين عباس حليم. ورصد الكتاب، الذي تناول حياة الأميرات والنبيلات والهوانم، الدور الذي لعبته هذه الطبقة الراقية منذ تولي محمد علي الحكم عام 1805، لكنه ركز بشكل خاص على الفترة من 1922 حتى 1952، عام رحيل الملك فاروق، وتطرق إلى أصول أولئك النسوة اللاتي كن غالباً أجنبيات، ونشاتهن وتعليمهن، ومخصصاتهن ثم عوالمهن الذاتية. وتطرق الكتاب بشكل خاص إلى أول مساهمة فعلية لهذه الطبقة في تطوير مصر الحديثة، وهو تأسيس زوجة الخديو إسماعيل الثالثة، جشم نفت هانم، أول مدرسة بنات في مصر والمشرق العربي عام 1873، وهي المدرسة السيوفية السنية، وعدم اكتفاء جشم نفت بذلك، بل نزولها بنفسها لتشجيع الأمهات على إلحاق بناتهن بالمدرسة، كما يرصد الدور الخاص والـتأسيسي ايضاً، الذي لعبته الأميرة نازلي فاضل، ابنة الأمير مصطفى فاضل، نجل إبراهيم بن محمد علي، في تأسيس أهم صالون فكري وثقافي وسياسي عرفته مصر، برز فيه إبراهيم المويلحي وإبراهيم الهلباوي، والشيخ محمد عبده، وجمال الدين الأفغاني، وأديب إسحق، والزعيم الوطني سعد زغلول، وقاسم أمين واللورد كرومر، ويرصد أيضاً الدور الكبير الذي لعبته الأميرة فاطمة إسماعيل في إنشاء جامعة القاهرة، حيث وهبتها أملاكها ومجوهراتها، وأوقفت عليها 674 فداناً، ويرصد أيضاً دور الأميرة عين الحياة زوجة الأمير حسين كامل (لاحقاً السلطان حسين كامل)، في الاهتمام بالأحوال الصحية وتأسيس (مبرة محمد علي)، في 11 مارس 1910، كما ينتقل إلى جوانب أخرى من الإنجازات مثل تأليف الأميرة شويكار كتاب بلادي، الذي كتبته بالفرنسية، وشرحت فيه تاريخ مصر، وكتاب الأميرة قدرية حسين كامل، الذي كتبته بالفرنسية والتركية وترجم إلى العربية بعنوان شهيرات في العالم الإسلامي، والمكون من جزأين، وقالت في مقدمته ان هدفها هو أن تظهر التاريخ الإسلامي بما حوى من شخصيات، تستحق النظر إلى عظمتها كبديل عن الاهتمام بالقصص الغربي. وتضمن الكتاب تراجم لكل من السيدة عائشة والسيدة خديجة، والسيدة فاطمة الزهراء، رضي الله عنهن، والعباسية بنت المهدي وشجرة الدر، ورابعة العدوية والخنساء، والأميرة زبيدة بنت جعفر المنصور، والأميرة صبيحة ملكة قرطبة. كذلك تضمن مساهمات الأميرات العلويات في جوانب أخرى، مثل الفن، حيث أقامت الملكة فريدة مرسماً خاصاً لها في الجيزة، علاوة على مرسمها بقصر خالها الرسام محمود سعيد بالإسكندرية. كما شكّلت مجموعة أميرات بزعامة الأميرة فايزة جماعة سينمائية عرفت باسم شلة قصر الزهرية، حيث اشترين معدات سينمائية وأنتجن فيلماً اسمه البحث عن النفط والرمال، قامت بالبطولة فيه النبيلة نيفين عباس حليم، (ابنة عباس حليم، الذي نزعت النبالة منه، وتم تنزيله لمرتبة أفندي لتأييده حزب الوفد)، هذا علاوة على الجهود الخيرية في مجال الصحة، حيث لعبت الأميرة فوقية بنت الملك فؤاد دوراً في تأسيس أول مستشفى رمد بالقاهرة (في روض الفرج) فحمل اسمها، وكذلك فعلت الأميرتان فوزية و فريال، إضافة إلى الدور الذي لعبته الأميرات في مواجهة الملاريا والكوليرا (1942-1945)، خصوصاً الأميرة شويكار، التي عقدت مؤتمرات صحافية دورية لمواجهتها، ودعوة صحافيين مثل إحسان عبدالقدوس للوقوف معها.
مشاركة :