تستقبل مصر عدداً من قادة دول العالم الذين توجهوا إلى القاهرة لحضور "قمة القاهرة للسلام" والتي دعت إليها مصر لمناقشة "تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية". يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه عدة دول رفضها المشاركة. يشارك الملك عبد الله الثاني ملك الأردن في القمة إلى جانب عدد من قادة ورؤساء وممثلي دول مختلفة تستضيف مصر السبت (21 أكتوبر/ تشرين الأول 2023) مؤتمراً مهماً للسلام في الشرق الأوسط وسط مخاوف من اتساع نطاق الصراع بين إسرائيل وحماس إلى حرب إقليمية. ودعت مصر الأسبوع الماضي إلى مؤتمر دولي لمناقشة ما اسمته "تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية". وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن الاجتماع سيسعى إلى التوصل إلى "إجماع دولي" على الحاجة إلى خفض التصعيد وايصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة . من سيشارك في القمة؟ ولم يتضح بعد بشكل نهائي من سيشارك في الاجتماع الذي سيستمر يوما واحدا والذي أطلق عليه اسم "قمة القاهرة للسلام"، لكن من المتوقع أن يحضر الاجتماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل، ووزراء خارجية آخرين من عدة دول في الاتحاد الأوروبي. وتم التفاوض مسبقا على مسودة إعلان مشترك للمشاركين في القمة. وذكرت مصادر إعلامية مصرية أن قادة فلسطين وإيطاليا والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سيحضرون القمة. وشهد مطار القاهرة حالة استنفار وسط كل الأجهزة العاملة وفتح استراحة رئاسة الجمهورية لاستقبال ضيوف القمة، وتم تشكيل فرق عمل لاستقبال الوفود المصاحبة للقادة الذين سيشاركون في فعاليات القمة. وعلى مستوى الرؤساء، وصل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وكذلك رئيس جمهورية موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني. ووصل رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز ويضم الوفد المرافق له- الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، وزير الخارجية الإسبانى خوسيه مانويل ألباريس، وكذلك وصل وزير خارجية تركيا هاكان فيدان. ووصل أيضاً وزراء خارجية فرنسا كاترين كولونا واليابان يوكو كاميكاوا والبرازيل ماورو فييرا للمشاركة في فعاليات القمة. ومن موسكو، وصل ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، الممثل الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط ودول أفريقيا للمشاركة في فعاليات القمة. بيربوك تعود إلى القاهرة وعادت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إلى القاهرة مساء الجمعة في أعقاب زيارة بيروت لإجراء محادثات مع مسؤولي الحكومة اللبنانية على أمل تجنب تصاعد الصراع في حرب غزة بشكل أوسع. ومددت بيربوك جولتها الدبلوماسية في الشرق الأوسط، والتي شملت لبنان والأردن وإسرائيل ومصر- لحضور قمة للسلام في القاهرة اليوم السبت. وتأمل بيربوك أن تساعد محادثاتها في مصر اليوم في تجنب اتساع نطاق الحرب لتصبح حربا إقليمية. وقالت بيربوك إن اجتماع القاهرة يدور حول "كيفية منع وقوع حريق واسع النطاق" وتجنب وقوع كارثة إنسانية. وعلى الرغم من وجهات النظر المختلفة للغاية فيما يتعلق بالصراع في الشرق الأوسط، فلابد وأن يكون من الواضح أن "الإرهاب لا يفيد أحداً في هذه المنطقة". وحذرت وزيرة الخارجية الألمانية في وقت سابق إيران والميليشيات المدعومة من جانبها، مثل "حزب الله" من التورط في الحرب الدائرة في غزة. كما انتقدت بيربوك قرار إسرائيل بفرض "حصار شامل" على قطاع غزة ذي الكثافة السكانية المرتفعة، بما يشمل قطع إمدادات الكهرباء ومياه الشرب والغذاء. وأضافت أن معاناة المدنيين في غزة "لن تشكل أرضاً خصبة لإرهاب جديد فحسب، بل ستعرض أي خطوات نحو التقارب حتى الآن مع جيران (إسرائيل) العرب للخطر، لأن الاحتدام الإقليمي يشكل تهديداً الآن". دول ترفض المشاركة على جانب آهر، أعلنت عدة دول رفضها المشاركة في القمة المقرر عقدها في القاهرة. ففي الجزائر قالت وسائل أعلام إن دولاً عربية تحفظت على المشاركة في القمة التي يفترض أن تبحث سبل خفض التصعيد في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية. ونقلت صحيفة " الشروق " الجزائرية" عن مصادر وصفتها بأنها موثوقة قولهاـ إن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تلقى دعوة من نظيره المصري، عبد الفتاح السياسي، للمشاركة في القمة لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية وعملية السلام. وكشفت تلك المصادر ذاتها أن الجزائر قررت عدم المشاركة في هذا الاجتماع. لكن دون أن تذكر الأسباب. ولم يتسن التأكد مما أوردته الصحيفة الجزائرية في موقعها الإلكتروني من مصادر رسمية أو مستقلة. وأبرزت الصحيفة أن مراقبين ربطوا الموقف الجزائري بما تردد عن مشاركة وفد إسرائيلي. وليست الجزائر هي الدولة الوحيدة التي لن تشارك في هذه القمة، بل تشاطرها هذا الموقف بعض الدول العربية من بينها تونس، حسب مصادر إعلامية تونسية، كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عدم مشاركته في القمة، لكنه قال إنه لا يستبعد "التوجه للمنطقة في الأيام والأسابيع المقبلة إذا كان ذلك مفيدا في تهدئة التوتر". ع.ح./ص.ش. (د ب ا، أ ف ب)
مشاركة :