يحشد جيش الاحتلال قواته حول قطاع غزة استعدادا لاجتياح بري قد ينطوي على قتال عنيف في المناطق المكتظة بالسكان، وذلك بالتزامن مع عدوان شرس على القطاع ردا على عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي. وسبق أن نفذت إسرائيل اجتياحين بريين للقطاع في 2008 و2014، لكن هذه المرة الهدف المعلن للاحتلال هو «القضاء على حركة حماس». وأشارت صحيفة « واشنطن بوست » إلى أن هذه العملية قد تكون أكثر اتساعًا، في الوقت الذي تعهدت في إسرائيل بـ«تدمير حماس». جنود الجيش الإسرائيلي يسيرون بالقرب من مدفع «هاوتزر» ذاتي الدفع متمركز بالقرب من الحدود مع غزة في جنوب إسرائيل (أ.ف.ب) معركة طويلة ووحشية وفي تقرير لها، نقلت الصحيفة عن رافائيل كوهين، السياسي في مؤسسة راند،، قوله إن «ما يهدف إليه الإسرائيليون في الأساس هو تغيير النظام بالكامل في غزة، وهو ما يمثل خروجًا ملحوظًا عن الحملات السابقة». وتوقع كوهين معركة طويلة ووحشية. وفي إشارة إلى عملية جيش الاحتلال عام 2014، قال : «إذا كنت تريد استئصال حماس، فسوف تستمر أكثر من 50 يومًا مثل عملية (الجرف الصامد) – اسم العملية الإسرائيلية عل القطاع». وقد قُتل بالفعل العديد من المدنيين في غزة وتم تهجير مليون شخص وفقًا للأمم المتحدة. عمال إنقاذ يبحثون عن ناجين من جراء القصف الإسرائيلي في غزة – رويترز آثار خطيرة على المدنيين فيما قال غيث العمري، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: «ستكون للحملة البرية حتما آثار خطيرة على المدنيين في غزة»، مضيفا أن «الطبيعة الحضرية الكثيفة لقطاع غزة ستضمن أن مثل هذه العملية ستواجه مقاومة شرسة وستتطلب استخدامًا مكثفًا للقوة من قبل إسرائيل». وأشارت الصحيفة الأميركية، إلى أنه من أجل «تفكيك» حماس، يتعين على جيش الاحتلال، أن يقاتل في أحياء غزة المكتظة بالسكان مع مساحة محدودة للمناورة. وأدى القصف الإسرائيلي المكثف إلى تحويل مباني وشوارع غزة إلى متاهة من الأنقاض، وقد تكون الضربات الإضافية محدودة بمجرد بدء الهجوم البري لتجنب تعريض القوات الإسرائيلية للخطر. وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت وسط الجنود على حدود قطاع غزة – رويترز تصور للعملية البرية ووضعت الصحيفة الأميركية تصورا للعملية الإسرائيلية على القطاع، حيث رأت أنه يمكن لأكوام الأنقاض، إلى جانب المتاريس، أن توفر غطاءً لمقاتلي حماس الذين من المحتمل أن يحاولوا إعادة توجيه قوات الاحتلال إلى المناطق التي تم تلغيمها بالمتفجرات. وأشارت إلى أن جيش الاحتلال قد يستخدم تكتيكًا مشتركًا للأسلحة، باستخدام المشاة والمدرعات وعناصر الدعم الأخرى للتقدم في القطاع. ولفتت إلى أن مقاتلي حماس يمكن أن يرتكزوا في نقاط قوية ومبانٍ مصنوعة من الخرسانة والفولاذ، والتي رجحت الصحيفة احتمالية احتجاز الرهائن بها. وخلافا للمعارك في الحقول المفتوحة، فإن القتال في الأحياء الحضرية يتطلب التنقل في تضاريس ثلاثية الأبعاد، لذا فمن المرجح أن يتم استخدام طائرات بدون طيار انتحارية لشن هجمات دقيقة، في حين يمكن تشغيل المسيرات العمودية التي استخدمتها حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، لمراقبة تحركات الجيش الإسرائيلي أو تجهيزها لإسقاط المتفجرات. أيضا يمكن تموضع قناصة حماس في الطوابق العليا من المباني. وأكدت الصحيفة أن المركبات المدرعة ستكون مهمة لتوفير الغطاء والقوة النارية للمشاة، ولكنها قد تكون أيضًا محدودة بالشوارع الضيقة وتكون عرضة للأسلحة المضادة للدبابات التي بحوزة حماس والفصائل الفلسطينية. ورأت أنه في نهاية المطاف، قد لا يمكن تحقيق العديد من الأهداف للجيش الإسرائيلي إلا من خلال قتال المشاة في أماكن قريبة، مما يتطلب من قواته الذهاب من باب إلى باب، ومن مكان إلى مكان لتطهير المباني. عقبة الأنفاق وأشارت إلى أن الأنفاق ستسمح لمقاتلي حماس بالتحرك بسرعة إلى مواقع مختلفة، وقد تلعب دورا رئيسا في المعارك، خصوصا وأنها تشكل جزءا رئيسا من البنية التحتية لحماس، وغالبا ما تكون تلك الأنفاق عميقة جدا بحيث لا يمكن تدميرها بالغارات الجوية. ووفقا لمحلل العسكري إدوارد لوتواك، فإن بعض الأنفاق تضم خطوطا متطورة نسبيا لتجميع الصواريخ، وأعمال تجميع المحركات، ومخازن الصفائح المعدنية والمتفجرات، وورش تصنيع الرؤوس الحربية، كما أنها تعتبر مراكز لتجمع قادة حماس. وقالت إن تدمير الأنفاق من الجو قد يعني مرة أخرى تعريض المدنيين للخطر، كما أن تطهير الأنفاق بالمشاة قد يكون أمرا خطيرا أيضا، لذا قد يستخدم جيش الاحتلال الروبوتات لتقليل المخاطر. ومن الممكن أن يؤدي الهجوم البري على غزة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الكارثية بالفعل هناك. ويعني الحصار الإسرائيلي على القطاع نفاد الوقود والكهرباء بالكامل تقريبا. الغذاء ومياه الشرب والإمدادات الطبية على وشك النفاد. وقال مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، مايكل آيزنشتات،: «يبدو أن العمليات البرية الكبرى من المرجح أن تركز على مدينة غزة، على الأقل في البداية، مع احتمال حدوث توغلات برية محدودة في أماكن أخرى.. لكن من المرجح أن تستمر الضربات المدفعية الجوية والبحرية ضد أهداف في جميع أنحاء قطاع غزة». ____________________ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :