دعا كوكبة من العلماء أثناء مشاركتهم بمؤتمر الفهم الصحيح للتراث الإسلامي وأثره في علاج الانحراف الفكري، الذى نظمته جامعة الازهر فرع اسيوط على مدى ثلاثة أيام مؤخراً، إلى الاصطفاف لمواجهة أعداء التراث الإسلامي والأديان الذين يتطاولون على المقدسات، وذلك من خلال قراءة وفهم التراث الإسلامي الفهم الصحيح لمواكبة مستجدات العصر ومواجهة التطرف والانحراف الفكرى، مطالبين بقراءة جديدة وعصرية لتراثنا متفتحة تراعي ظروف العصر، وشددوا على أن التجديد فى الاسلام لا بد ان يرتكز على أصول راسخة وجذور ثابتة مستوحاة من روح التراث ومعطياته، بما يحفظ على الأمة الإسلامية هويتها ويمكنها من أداء دورها ورسالتها ودورها المنشود. وأكد شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور عباس شومان وكيل الازهر، أن التراث الإسلامي حمل أكثر مما يحتمل وجميعنا يتابع ويعرف كل ما يدبر للتراث من مكائد ليل نهار على شاشات الفضائيات، في وقت لا يلتفت فيه إلى جهود العلماء ودفاعهم عن التراث، ودحض أقوال المغرضين. وتابع قائلا: إن تراثنا الإسلامي له الفضل في تجنيب المجتمع الإسلامي الكثير من الكواراث بل والوقوف في وجه الهجمات التي وجهت لبلاد المسلمين من خلال العلماء الذين تصدوا للاحتلال. وقال شيخ الازهر: إن الثابت عندنا والمعصوم والمقدس هو القرآن الكريم والسنة الصحيحة لنبينا صلى الله عليه وسلم، والمعصوم من البشر هو رسولنا صلى الله عليه وسلم، أما بقية كتب التراث فهي محل الاجتهاد والنظر لكن ممن يقدر على النظر فيها بطريقة علمية وموضوعية، وكذلك سنسمع لمن يراجع ما كتبه العلماء السابقون والأئمة العظام لأنهم بشر يصيبون ويخطئون لكن شريطة أن يكون الناظر عالما لا ينتقدهم من أجل الشهرة أو أن يقول أنا عالم. وأكد شيخ الازهر أن المجددين في الإسلام لا يرتبطون بقرن ولا بأي وقت من أوقات الناس ولا ينحصرون في شخص واحد بل أكثر من مجدد في مختلف التخصصات، فمن يجددون للناس أمر دينهم لا ينقطعون ومن يقف في طريق التجديد لا يتبع الشرع المتجدد، مشيرا إلى أن الإسلام دين متجدد حتى في طريقة وصوله للناس، فمعظم الأحكام لم تنزل مرة واحدة بل جاءت متتابعة حتى اكتملت، وهي قابلة للاجتهاد طبقا لأحوال الزمان والمكان، موضحا أن الرسول صلى الله عليه وسلم باشر التجديد في فترة أقل من ربع قرن من الزمان، جدد فيها كثير من الاحكام، وعلى نهج النبي سار الصحابة رضوان الله عليهم. أما الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصرى، فقد دعا إلى الاصطفاف لمواجهة أعداء التراث الإسلامي والأديان الذين يتطاولون على المقدسات من خلال قراءة وفهم التراث الإسلامي الفهم الصحيح لمواكبة مستجدات العصر والتطرف والانحراف الفكرى، مطالبا علماء المسلمين بالتمسك بالمنهج الوسطى. وقال: إن الوسيلة الوحيدة لمواجهة الانحراف الفكري، هي الفهم الصحيح لتراثنا الإسلامي فالمشكلة ليست في التراث ولكن في التعامل معه. وتابع وزير الأوقاف قائلا: إننا في حاجة إلى قراءة جديدة وعصرية لتراثنا متفتحة تراعي ظروف العصر مشيرا إلى أن اهل الباطل لا يعملون إلا في غياب أهل الحق، وإذا تحركنا جميعا تحركا مدروسا فإننا نغلق الباب أمام المغرضين والمنحرفين. من جانبه، قال دكتور محمد عبد الشافى رئيس المؤتمر ونائب رئيس جامعة الأزهر السابق فرع أسيوط: إنه نظرا لحالة التخبط الفكري الذي تشهده مجتمعاتنا الإسلامية وتباين موقف الناس في نظرتهم للتراث الإسلامي ظهرت الحاجة إلى عقد مثل هذا المؤتمر للرد على من يزعمون أن التمسك بالتراث الإسلامي يعني التمسك بالماضي وأنه سر تخلف الأمة وتأخرها والإقبال على ما يسمى بالحداثة دون تحفظ لأنها بزعمهم تحمل سر تقدم الأمة ونهضتها. وأضاف عبدالشافي: إن هناك فريقا آخر يدعو للتمسك بالتراث وحرفية نصوصه ورفض أي نقاش أو طرح رؤى نقدية لبعض المسائل الاجتهادية مخافة أن يكون من شأنها القضاء على التراث. ولفت إلى أن هناك فريقا ثالثا يرى أصحابه أن الحكمة تقتضي منا المحافظة على الأصالة في تراثنا الإسلامي بالفهم الصحيح المنضبط بالقواعد والأصول العلمية بما يدفع عنا أي نوع من الانحراف الفكري، وأن لا نغفل المهم والمفيد لنا من جهود المجددين، ما دام التجديد يرتكز على أصول راسخة وجذور ثابتة مستوحاة من روح التراث ومعطياته، بما يحفظ على الأمة الإسلامية هويتها ويمكنها من أداء دورها ورسالتها ودورها المنشود.
مشاركة :