مريم المزروعي تروج للتراث عبر صناعة مشتقات الألبان

  • 10/22/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

توارث حرفة تربية المواشي من أهم ما يمكن أن يؤمن الغذاء للأسرة، وذلك لعدة أسباب لا تتعلق بتأمين الغذاء فقط، ولكن لكونها مصدر غذاء للآخرين، بجانب استفادة البعض من تلك الحرفة تجارياً. مريم بنت سعيد الواجف المزروعي من رأس الخيمة، إحدى النساء اللاتي تفتحت بصيرتهن في الطفولة على مشاهدة الأمهات والآباء يحيطون الأنعام برعاية كبيرة، لأنها تدر الحليب الذي يستفاد منه مباشرة في الصباح لوجبة الفطور، بجانب تحويل الحليب أو (الدر) لمنتجات من تلك الألبان كاللبن الحامض والجميد والزبادي، فضلاً عن الزبدة الطازجة. وكانت أغلب العائلات الموسرة تملك العديد من المواشي والأغنام، وكان البعض ينتهزون فرصة كثرة المنتج من الحليب ليهدوا من حولهم من جهة ويبيعون الفائض من جهة أخرى. أخذت مريم المزروعي على عاتقها مواصلة ما كانت عليه الأمهات من موروث غذائي ما زال مستمراً إلى اليوم، وقد شاهدت تربية الأبقار منذ الطفولة وهي التي تربت في بيئة زراعية وبيئة ساحلية، وبدأت في حلب الأبقار وهي صبية صغيرة وساعدها والدها. كانت ترى أن الأهالي يفخرون بذلك لأن في هذا الموروث الخير الكثير والرزق الوفير للأهالي على حد تعبيرها، فمنه يبيعون الحليب واللحوم، ويصنعون السمن والزبدة من خلال عمليات الخض، لذلك كان من يملك الإبل أو الأبقار يعد من الموسرين، وهناك من يملك المواشي بأعداد تجعله يخرج الزكاة حسب اكتمال نصابها. بدأت مريم المزروعي بعد ذلك في مواصلة مسيرة والدتها وعماتها في الحفاظ على تربية ما يقدم لهن من تلك المنتجات، التي توفر لهن تشكيلة من المواد الغذائية للأسرة وللتوزيع على الجيران من الأهل والأقارب، لتحتضن مزرعتهن عدداً من الأغنام والماعز والأبقار وذلك بعد زواجها، لتحصل بعد ذلك على جهاز لخض الحليب لتسهيل عملية استخراج الزبدة وتصنيع الألبان لمن يرغب في ذلك. وأكدت مريم المزروعي أن هناك اهتماماً كبيراً من الجهات التي ترعى الموروث لاستمرار مهنة إنتاج الحليب بهدف الحفاظ على ذلك الموروث، خصوصاً أن هناك عائلات كثيرة ما زالت تحرص على إنتاج منتجاتها من الحليب داخل منازلها ليس لأجل التجارة ولا للمشاركة في المهرجانات أو المعارض التي تخصص جزءاً من برامجها للترويج للتراث. فهي واحدة من حافظات التراث وحارسات الموروث، المستمرة في نقل المعلومات عنه، وهو ما دفع بعض القنوات الفضائية والجهات التي تحرص على توثيق التراث للتواصل معها أو مع منتجي الألبان من داخل الأسرة، بهدف إنتاج أفلام وثائقية، تدعم معنى وفكرة الاستدامة في مجال تصنيع الأغذية من الحليب. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :