أعلن مسئول حكومي في غزة اليوم (السبت)، عن دفن دفعة ثانية من القتلى مجهولي الهوية في مقبرة جماعية مع دخول أعنف موجة قتال مع إسرائيل للأسبوع الثالث. وصرح رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف في بيان، أنه تم إنهاء اجراءات الدفن لقرابة 43 قتيلا من مجهولي الهوية غالبيتهم أشلاء، بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة بإشراف الطب الشرعي. وقال معروف إن الخطوة "جاءت إكراما للقتلى بالدفن، في ظل تواجدهم بالثلاجات منذ أيام وعدم التعرف عليهم، وبدء تغير معالم الجثامين". وأضاف أن من بين القتلى مجهولي الهوية "أمهات تحتضن أطفالهن، فاختلطت أشلاءهم جميعا، وبينها 3 أجنة خرجت من بطون أمهاتهم بفعل صواريخ الاحتلال، وبينها أسر كاملة تم تكفينها في كفن واحد لتحولهم لأشلاء متناثرة". وأوضح معروف أن جهات الاختصاص تولت توثيق وتصوير كل العلامات التمييزية لهؤلاء القتلى ، حتى يتسنى إمكانية التعرف عليهم من قبل أقاربهم لاحقا. وكان قد تم في 15 من الشهر الجاري أول عملية دفن لثلاثة وستين قتيلا من مجهولي الهوية في مقبرة جماعية بعد تعذر التعرف عليهم. وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفع إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين إلى 4137 والجرحى إلى أكثر من 13 ألف نصفهم من النساء والأطفال. وأفادت الوزارة بأن لديها بلاغات بأكثر من ألف مفقود أغلبهم من الأطفال يعتقد أنهم لا يزالون تحت ركام الأحياء السكنية المدمرة في مناطق متفرقة من قطاع غزة. في هذه الأثناء صرح الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة بأن عدم ادخال الوقود فورا إلى مستشفيات قطاع غزة "سيشكل خطرا حقيقيا على حياة الجرحى والمرضى الموجودين داخلها". وأشار القدرة في بيان إلى توقف العمل في 14 مركزا صحيا تابعا للرعاية الأولية بوزارة الصحة في منطقة غزة وشمال القطاع بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود. في السياق حذر اتحاد بلديات قطاع غزة، من نفاد كميات الوقود المشغلة لمقدراتها ومحطات المياه والصرف الصحي "ما ينذر بوقف الخدمات الأساسية ويهدد بكارثة صحية وبيئية كبيرة". وقال رئيس اتحاد البلديات يحيى السراج خلال مؤتمر صحفي في مجمع الشفاء الطبي، إن هجمات إسرائيل تسببت بأضرار كبيرة في المرافق والخدمات واستمرار الانقطاع الكامل للكهرباء والمياه ونقص الوقود. وذكر السراج أن تلك الأضرار والأزمة، انعكست بشكل سلبي وكبير على الخدمات الأساسية التي تقدمها البلديات، مبيناً أن جميع بلديات القطاع تعاني من انقطاع الكهرباء ونقص الوقود الحاد. وحذر من أن نقص الوقود ينذر بكارثة صحية وبيئية كبيرة وحالة عطش كبيرة، بفعل توقف نحو 20 محطة للصرف الصحي ومحطات تحلية مياه البحر، بالإضافة إلى حاجة البلديات للوقود لجمع نحو 2000 طن يوميًا من النفايات. وأضاف أن استمرار تسرب كميات كبيرة يوميا من المياه العادمة غير المعالجة للبحر بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الوقود اللازم لتشغيل محطات الصرف الصحي سيؤدي لاستفحال الكارثة الصحية والبيئية.
مشاركة :