الإسلام لم ينتشر في الأرض بالإرهاب ولا بالعنف، وإنما بالرفق والأخلاق الحميدة، والحكمة والنصيحة والموعظة الحسنة. لقد كان رسول الأمة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- رحيماً بأمته رفيقاً بالبشرية، وقد أمر أمته بالرفق، ونبذ العنف والتطرف، والإنسان عليه أن يحاسب نفسه على كل ما يلقيه لسانُه؛ فقد يتكلم كلمة فيها إثارة تكون سبباً في القضاء على حياته، بل على حياة مجموعة غير قليلة من الشباب السذّج الذين لم يخبروا الحياة، ولم يعرفوا الناس فينقادون من دون تفكير ولا رويّة، وقد تتكلم مجموعة كلاماً تثار من ورائه فتن وفتن، فلا يستطيعون إيقافها وردّها؛ لأنه قد يخرج الأمر من أيديهم، وتشتعل الفتن كاشتعال النار في الهشيم. روي عن عبدالله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: (لقد عشنا دهراً طويلاً وأحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، فتنزل السورة على محمد -صلى الله عليه وسلم- فيتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها، وما ينبغي أن يقف عنده منها، ثم لقد رأيت رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته لا يدري ما آمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يقف عنده منه، ينثره نثر الدقل). فلا شك أنّ الشباب بحاجة إلى توجيه حسن من دون إثارة، توجيه مع الإقناع والإفهام. والأمن الفكري مرتكز رئيس من مرتكزات الأمن في الوطن، وقضية الأمن الفكري وعلى الرغم من كثرة من تحدث عنها وتناولوها فهي قضية حيوية وخطيرة ومهمة، واهتم بها المفكرون والساسة والقادة في مختلف دول العالم، فالأمن مطلب الشعوب جميعاً، وفي المجتمعات الإسلامية هي أولى بها، فالإسلام دين الأمن والأمان أولاً، ثم إنه في ظل الأمن والأمان به تستقر أمور الدين والدنيا، فلا عبادة بلا أمان واطمئنان، ولا أمن بلا إيمان، وللحفاظ على الأمن جاءت الشريعة الغرّاء بالعقوبات الصارمة، وحفظت للأمة في قضاياها ما يتعلّق بالحق العام، والحق الخاص. والأمن الفكري كما هو مرتبط بسائر عناصر الأمن، فإن مقوماته لا تقتصر على أساس واحد، فالتعليم والإعلام والتوجيه الشرعي كلها مؤثرات في هذا الجانب، ولذا فلابد أن يتوافر في التعليم العلم النافع المستمد من كتاب الله، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- على فهم السلف الصالح البعيد عن الغلو والتطرف، والحذر من الإقصائيين الذين يريدون تنحية الدين عن التعليم، أو التعليم عن الدين، وأما الإعلام فهو لا يقتصر في حيويته وأهميته على ذاته فقط، بل ربما يكون معول هدم أو أداة إصلاح وربما يقوّض أو يساعد بقية العناصر. وأما التوجيه الشرعي، فإن على العلماء والدعاة والخطباء وطلبة العلم ومن في مقامهم مسؤولية عظيمة لعدّة أسباب، في مقدّمتها أن ما يدعون إليه هو الإسلام، والإسلام دين الأمن والسلام، بل إن مقاصد الشريعة بنيت على تحقيق الأمن والأمان، وحفظ النفوس والأعراض والأموال والحقوق من أن تنتهك أو يعتدى عليها، والأمر الآخر أن سوء فهم البعض لسماحة الإسلام وتعاليمه قد يؤدّي إلى تشويه صورة الإسلام لدى غير المسلمين، حيث ينعتونه بالإرهاب والتطرف، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل إعاقة عمل الدعوة ونموّها في بعض المناطق. ولأهمية الأمن الفكري، صنّف العلماء المتقدمون في تأصيله والتحذير من ضدّه، فهم على سبيل المثال: الإمام البربهاري، حيث صنّف كتاباً سمّاه: (شرح السنة) وذكر فيه السمات الفاصلة بين الاعتدال والتطرف، حمايةً للفكر من اللوثات والشبهات، فقال -على سبيل المثال-: (إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنّه صاحب هوى، وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح، فاعلم أنّه صاحب سنة). وما أحوجنا اليوم إلى تأصيل هذا المنهج وتدريسه في المدارس والجامعات حماية للفكر من الغلو والتطرف. مقالات أخرى للكاتب معارض الكتب.. كيف استثمرناها؟! مواقف وتعامل الملك سلمان مع شعبه جعل له مكانة وحباً عميقين في قلوب أبناء المملكة الصناديق العائلية شكراً.. وزارة الشؤون الاجتماعية مصانع لترويج السموم!! يقولون!!
مشاركة :