الأرجنتينيون يصوتون في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية وسط تدهور اقتصادي حادّ

  • 10/22/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعدما كانت واحدة من أغنى دول العالم، تعاني الأرجنتين منذ عقود من ركود بحيث لم تتمكن من تجنب ازمات مالية تتجلى في ديون وسوء إدارة مالية وتضخم يبلغ حاليًا 140% على أساس سنوي. ويقول العديد من الناخبين إنهم خائفون وقلقون ممّا ستحمله الانتخابات، خلال اختيارهم بين المرشحين الأوفر حظًا - أي خافيير ميلي ووزير الاقتصاد سيرخيو ماسا ووزيرة الأمن السابقة باتريسيا بولريتش. ويقول الناخب إستيبان مونتينيغرو (24 عامًا) في العاصمة بوينوس أيرس "بالطبع صوتُّ لميلي"، مضيفًا "لكن ذلك لا يعني أن لدي كل الثقة به أو أنني أعتقد أنه سيفعل كل شيء، لكنه الوحيد الذي يقدّم مقترحات قوية وشفافة". يعيش نحو 40% من السكان في الفقر وأصبحت الطبقة المتوسطة شبه معدومة، فيما يعتبر العديد من الناخبون أن الأحزاب التقليدية هي مهندسة البؤس الذي يعيشون فيه. وتقول غابرييلا بابيريني (57 عامًا) "نحتاج إلى تغيير، البلد في حالة كارثية بين الفقر والتضخم، الناس في وضع سيئ". وتشير إلى أنها تدعم بولريتش لكن ابنتها تدعم ميلي، مؤكدة اعتقادها "أنه سيحصل على الكثير من الأصوات". وفتحت مراكز الاقتراع في الأرجنتين أمام نحو 35,8 مليون ناخب مسجّل عند الثامنة صباح الأحد بالتوقيت المحلي (11,00 بتوقيت غرينتش)، على أن تغلق عند السادسة مساء (21,00 بتوقيت غرينتش). ويتوقع أن تصدر النتائج الأولية مساء الأحد. وستلي الدورة الأولى من الانتخابات جولة إعادة في 19 تشرين الثاني/نوفمبر إلّا إذا فاز أحد المرشحين بـ45% على الأقلّ من الأصوات أو بـ40% مع فارق عشر نقاط أو أكثر من أقرب مرشح في نسب التصويت. هدف سهل وسط تعثر الاقتصاد فاجأ ميلي، وهو خبير اقتصادي ليبرالي أسّس حزب "ليبرتاد أبانزا" (الحرية تتقدّم) في العام 2021، معظم الخبراء ومنظمي استطلاعات الرأي حين أصبح المرشح الأوفر حظًا في الانتخابات، بحيث فاز بنسبة 30% من الأصوات في الانتخابات التمهيدية. اجتذب ميلي، بشعره الأشعث وشخصية نجم الروك التي يقدّم نفسه بها، الناخبين بخطبه اللاذعة على القنوات التلفزيونية وشبكات التواصل الاجتماعي متعهّدا احداث انقلاب في سياسة المصرف المركزي والتخلّي عن البيزو مقابل الدولار الأميركي. وقام بحملته الانتخابية على تطبيقَي تيك توك ويوتيوب وظهر في تجمّعات انتخابية حاملًا منشارًا كهربائيًا ومتعهدًا خفض الإنفاق العام بنسبة 15%. ويقول الطالب في العلوم السياسية أغوستين باليتي (22 عامًا) إنه سيصوّت لميلي لأن الحكومة السابقة "جرّدت الشباب من الأمل". ويضيف "كلّ شيء محطم بالأساس. ميلي لن يكسر شيئًا". ورغم أن ميلي تصدّر استطلاعات الرأي، لم تثبت هذه الاستطلاعات موثوقيتها في الماضي. ويقول محللون إن أي شيء يمكن أن يحدث بين المرشحين الثلاثة الأوائل من بين المرشحين الخمسة. يمثّل وزير الاقتصاد سيرخيو ماسا الائتلاف البيروني الحاكم (يسار وسط)، وهو حركة شعبوية تعتمد بشدّة على تدخّل الدولة وبرامج الرعاية الاجتماعية وهيمنت على السياسة الأرجنتينية لعقود لكنها فقدت شعبيتها. أصبح هدفًا سهلًا لمنافسيه خصوصًا بعد التعثرات الاقتصادية الأخيرة التي شهدها بلده. ومن أجل جذب الناخبين، قام ماسا بحملة إنفاق قبل الانتخابات خفّض فيها ضريبة الدخل لعدد كبير من السكان، في خطوة يرى محللون أنها لن تؤدّي إلّا الى تفاقم الوضع المالي الهشّ أصلًا في البلد الواقع في أميركا اللاتينية. ولمواجهة ميلي، بذلت حكومة ماسا قصارى جهدها لتشرح للناخبين ما تعنيه خسارة إعانات الدعم الرئيسية التي تُبقي وسائل النقل العام والكهرباء وغيرها من الخدمات رخيصة الثمن. "سئموا" وزيرة الأمن السابقة باتريسيا بولريتش، التي تعد باعتماد نهج صارم سواء في ملفي الاقتصاد أو الأمن، هي أيضًا واحدة من المرشحين الأوفر حظًا. وشغلت بولريتش منصبها الوزاري في عهد الرئيس السابق ماوريسيو ماكري (2015-2019)، وتتعهّد إجراء تدقيق صارم لقيمة المساعدات الاجتماعية وخفض الميزانية وتحرير سعر الصرف، بالإضافة إلى وضع حدّ للتظاهرات المتكررة التي تهيمن على الحياة اليومية في بوينوس أيرس. لم تف بولريتش بوعدها بإحتواء الإنفاق رغم حصولها على قرض قياسي بقيمة 44 مليار دولار من صندوق النقد الدولي أنقذ الأرجنتين 22 مرة رغم العديد من حالات التخلّف عن الدفع. وتعتبر إيرين لاندا أن بولريتش "هي الأكثر تماسكًا" بين المرشحين الآخرين. وتقول إن التصويت لـ"ميلي سيكون مثل إعطاء مسدّس لقرد"، مضيفة "لكنني أعتقد أن الناس سئموا جدًا وتعبوا جدًا لدرجة أنهم باتوا يصدّقون ما يقوله". ويقول الخبير الاقتصادي أندريس بورنستين في بوينوس أيرس أن الناخبين سئموا "السياسيين الفاسدين وغير الأكفّاء والذين لم يهتموا أبدًا بمبدأ نتعلمه في المدرسة الثانوية، هو أنه يجب ألا ننفق أكثر ممّا نكسب".

مشاركة :