إن مشاهد الدمار في غزة لا تستوعبها الصور، ولا يمكن وصفها في بضع كلمات، فكل شيء هناك طاله القصف الإسرائيلي الوحشي، وحياة الإنسان ليس لها قيمة لدى قادة الاحتلال، فإزهاقها لا يحرك مشاعرهم قيد أنملة. المشاهد التي تأتينا من غزة مفجعة بما لا يمكن وصفه حتى في كتب ومجلدات، ولم يسلم شيء في القطاع الذي يرزح تحت القصف من عدوانهم الغاشم، فكما طال الإنسان، والجماد، طال كذلك الحيوان. وتضعنا الصور التي التقطتها عدسات الكاميرات في المشهد قليلاً، فتارة نشاهد قطة فاضت روحها، فيما ينظر إليها الصغير الفلسطيني في حزن وأسى، وصورة أخرى للقطة التي يحملها صاحبها من تحت الأنقاض، فلم ينفض عن نفسه غبار الركام الذي يغطي جسده، وسارع في محاولة إنقاذ هرته، وهي في يده لا تدري بأي ذنب قصفت! وتنتقل بنا الكاميرا لتصور لنا مشهد آخر لقطة صغيرة تجلس إلى جوار أمها التي راحت كضحية جديدة من ضحايا العدوان الغاشم، لا تعرف إلى أين تذهب غير حضن أمها! بينما يجلس حمار تغطيه الدماء والنظرة في عينيه تحكي ما يشعر به من ألم، وما وقع عليه من أذى. والسؤال إذا كان هذا هو حال الحيوانات في غزة فما هو حال البشر؟ ما هو حال الأب الذي فقد زوجته وأولاده! وما حال الأم التي فقدت الابن والزوج؟ وما حال الابن الذي فقد والديه؟ فكل بيت في غزة ينزف ألماً، وجرحه لا يبرأ أبداً.
مشاركة :