القاهرة/بغداد - دفعت تأويلات وتقارير ربطت بين مغادرة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لقمة السلام الدولية التي استضافتها القاهرة السبت، ووجود خلافات بين البلدين الذين استأنفا للتو علاقاتهما الدبلوماسية بعد قطيعة استمر سنوات، الرئاسة المصرية لاصدار توضيحات نفت فيه صحة تلك التأويلات، مؤكدة على لسان الناطق باسمهما أحمد فهمي أن الشيخ تميم غادر لترتيبات تخصه. وقد نفى فهمي في تصريح بالهاتف لبرنامج "على مسؤوليتي" الذي تبثه قناة "صدى البلد"، صحة أن يكون الشيخ تميم قد غادر القاهرة بسبب خلافات. وقال "لا يوجد أي مشاكل على الإطلاق وكانت مشاركة كبيرة من أكبر رمز في الدولة، ولكن هناك ترتيبات لديه (في إشارة لأمير قطر) كانت وراء المغادرة"، مضيفا أن "مشاركة عدد كبير من قادة وزعماء دول العالم، دليل قوي على قوة مصر ودورها المحوري إقليميا". ولم يكن خافيا أن القمة التي عقدت في توقيت استثنائي وكانت محطة متابعة واهتمام دولي كونها التأمت أساسا لإيجاد صيغ تمهد لوقف العدوان الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة وإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع المنكوب، وجود خلافات في وجهات النظر بين القادة والمسؤولين العرب والغربيين. لكن لم يكن هناك ما يشير إلى خلاف قطري مصري حول تطورات الوضع في غزة ولا طريقة التعاطي مع ملف حماس المدعومة من الدوحة، بينما يشوب علاقتها مع القاهرة تقلبات وتوترات منذ وصول الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للسلطة في 2014. وبعد انتهاء قمة القاهرة، أصدرت الرئاسة المصرية بيانا قالت فيه إن مصر تتطلع "إلى أن يطلق المشاركون نداء عالميا للسلام يتوافقون فيه على أهمية إعادة تقييم نمط التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية". كما انتقدت ما اعتبرته "قصورا جسيما في المشهد الدولي في إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية". وقالت إن "الحرب الجارية كشفت عن خلل في قيم المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمات"، مضيفة أنه "بينما نرى هرولة وتنافسا على سرعة إدانة قتل الأبرياء في مكان، نجد ترددا غير مفهوم في إدانة نفس الفعل في مكان آخر". وشددت مصر في ختام القمة على أنها "لن تقبل أبدا بدعاوى تصفية القضية الفلسطينية على حساب أي دولة بالمنطقة ولن تتهاون للحظة في الحفاظ علي سيادتها وأمنها القومي في ظل ظروف وأوضاع متزايدة المخاطر والتهديدات". ولم يصدر عن قمة القاهرة بيان ختامي في ظل خلافات بين القادة العرب ونظرائهم أو المسؤولين الغربيين المشاركين في القمة حول إدانة أحد أطاف الحرب وهو ما أكده المتحدث باس الرئاسة المصرية لوسائل الإعلام. ويبدو أن رئاسة القمة فضلت عدم إصدار بيان ختامي لتفادي أي حرج أو خلافات وأيضا بسبب عدم وجود توافق حول نقاط أساسية تتعلق بالعدوان الإسرائيلي على غزة وبسبب تباين في وجهات النظر العربية أيضا في التعامل مع حماس التي وصفتها دول غربية بأنها تنظيم إرهابي. وأشار فهمي إلى أن مجلس الأمن الدولي وفي أكثر من مناسبة لا يصدر بيانات ختامية للقمم التي يعقدها. Thumbnail ورافق انتهاء القمة الدولية للسلام التي استضافتها القاهرة السبت وانتهت بلا بيان ختامي وبامتعاض مصري من عدم إطلاق المشاركين فيها نداء عالميا للسلام يعيد إحياء التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية، جدل وتأويلات معظمها على منصات التواصل الاجتماعي أو في وسائل إعلام عربية، ليس فقط بسبب مغادرة أمير قطر الشيخ تميم بين حمد آل ثاني للقمة بل أيضا بسبب غياب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن صورة تذكارية للقادة الحضور. وأثار غياب السوداني عن الصورة التذكارية للقادة والمسؤولين العرب والأجانب، تساؤلات في وسائل الإعلام العراقية. وعن هذا الغياب قال مصدر حكومي عراقي أمس السبت في تصريح لقناة روسيا اليوم إن "السوداني رفض الوقوف في الصف الثاني، لذا اعتذر عن التواجد في الصورة الختامية".
مشاركة :