نعى جهاز الاستبخارات الخارجية الإسرائيلي (موساد) رئيسه السابق مئير داغان (71 عاماً) الذي توفي أمس بعد صراع مع سرطان الكبد، علماً انه شغل هذا المنصب لعشر سنوات (2002-2011) بعد أن شغل مناصب مختلفة في الجيش. خلال قيادة داغان لـ»موساد»، كان مكلفاً تخريب البرنامج النووي الإيراني الذي لطالما اعتبرته إسرائيل تهديداً لأمنها. لكن بينما كان داغان يقود تلك الحرب السرية، كان يعارض بشدة توجيه ضربة عسكرية ضد إيران، وتطابق موقفه هذا مع موقف رئيس الأركان السابق غابي أشكنازي. وخلال قيادته لـ»موساد»، يعتقد أن الجهاز قام باغتيال عدد من العلماء النوويين الإيرانيين، وتسبب الجهاز بانفجارات في المنشآت النووية في إيران، واستخدام فيروسات الكومبيوتر لتدمير أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم. كما نسبت عمليات أخرى مثيرة للجدل إلى «موساد» خلال فترة قيادة داغان، بما فيها تفجير سيارة في دمشق عام 2008 أودت بحياة القيادي البارز في «حزب الله» عماد مغنية، وغارة جوية استهدفت قافلة من الشاحنات شرق السودان عام 2008 ادعت إسرائيل أنها أسلحة إيرانية في طريقها إلى حركة «حماس» في قطاع غزة، كما تم تفجير موقع يشتبه بأنه نووي في الصحراء السورية عام 2007. وفي بداياته، عُرف داغان بعلاقته الوثيقة بـ «والده الروحي» رئيس الحكومة السابق آريئل شارون الذي رعاه في الجيش حين كلفه، في سبعينات القرن الماضي، قيادة وحدة عسكرية خاصة مهمتها ملاحقة «الفدائيين» داخل قطاع غزة في سبعينات القرن الماضي، وأعطاه الأوامر لإعدام العشرات منهم. ووصف شارون في مذكراته «تلميذه» بـ»الضابط الشجاع الذي نفذ الأوامر فوراً بلا تردد... وأحياناً بلا ضوابط أخلاقية»، مضيفاً أن داغان كان «خبيراً في فصل رأس العربي عن جسده». وأشار مراقبون إلى أن داغان كان أحد أقرب المقربين من أذني شارون، وأن الأخير تأثر برأيه المهني، وبقي في منصبه أيضاً خلال رئاسة ايهود أولمرت الحكومة، وتم التمديد له مع تسلم بنيامين نتانياهو المنصب عام 2009. وبعد عامين، رفض نتانياهو التمديد له عاماً آخر، فيما قال داغان أنه لم يطلب التمديد. وساءت العلاقات بينهما بعد خروج داغان إلى التقاعد، ولم يوفر فرصة إلا ووَجه انتقادات شديدة لنتانياهو. وقال داغان في مقابلات صحافية إنه وأشكنازي والرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، منعوا نتانياهو ووزير دفاعه ايهود بارك من شن «مغامرة عسكرية» على إيران، مضيفاً أنه كان سيستقيل من منصبه لو أمر نتانياهو بشن الهجوم. واعتبر أن نتانياهو جلب لإسرائيل «أكبر ضرر استراتيجي في المسألة الإيرانية». وفي مقابلة أخرى، أعرب داغان عن قلقه من كيفية تصريف الأمور في الدولة العبرية، مضيفاً أن إسرائيل تشهد أصعب أزمة قيادة في تاريخها. وسارع سدنة الدولة العبرية إلى تأبين داغان، ووصفه نتانياهو بـ»المحارب والقائد الشجاع الذي ساهم كثيراً في أمن الدولة، سواء في حروب إسرائيل أو هيئة مكافحة الإرهاب أو من خلال رئاسته لموساد. وكرس حياته من أجل تحصين قوة إسرائيل». وقال الرئيس رؤوبين ريبلين إن داغان «كان من أعظم المقاتلين الشجعان في تاريخ الشعب اليهودي، ووفاؤه لإسرائيل كان مطلقاً».
مشاركة :