أعلن وزير الخارجية الأميركية جون كيري أمس، أن «داعش» يرتكب إبادة بحق المسيحيين والإيزيديين والشيعة في المناطق التي يسيطر عليها في سورية والعراق. وأضاف أن «التنظيم مسؤول أيضاً عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق هذه المجموعات ذاتها». لم تنف واشنطن الفظائع التي يرتكبها «داعش» بحق الأقليات الدينية، غير أن الحديث عن «إبادة» و «جرائم ضد الإنسانية» تترتب عليه عواقب قانونية على الصعيد الدولي. واتخذ كيري قرار وصف ارتكاب الإرهابيين بـ «الإبادة»، بعدما صوت مجلس النواب الإثنين على قرار يصنف الفظائع التي يرتكبها «داعش» في سورية والعراق في هذه الخانة، داعياً إلى إنشاء محكمة دولية للتحقيق في الأمر. وحدد المجلس لوزارة الخارجية مهلة حتى الخميس (أمس) لتؤكد إذا كانت الإدارة تعتبر اضطهاد الأقليات الدينية بمثابة جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة. وأعلن الناطق باسم الوزارة الأربعاء، أنه لن يكون في وسع كيري إصدار قراره في المهلة المحددة، نظراً إلى كمية الوثائق التي يترتب عليه تحليلها، غير أنه تمكن من ذلك في نهاية المطاف. من جهة أخرى، أعربت الأمم المتحدة عن «قلقها الشديد» على مصير حوالى 35 ألف شخص فروا من بلداتهم في منطقة هيت غرب بغداد، حيث تشن القوات العراقية هجوماً على «داعش». وقالت المنسقة الإنسانية للأمم المتحدة ليز غراند في بيان: «نحن قلقون لأن مئات العائلات التي فرت موجودة في مناطق قريبة جداً من خط الجبهة». وتقول منظمات إنسانية إنها تقدم المياه والطعام ومستلزمات النظافة الصحية إلى النازحين، ولكن من الصعب الوصول الى مئات المناطق المتضررة من المعارك. وبعدما استرجعت الحكومة نهاية كانون الأول (ديسمبر) الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار، يحاول الجيش حالياً التقدم في وادي الفرات نحو هيت. وقالت غراند إن «العيادات النقالة عالجت 1300 شخص في أول يومين»، مشددة على خطورة الوضع. وأوضحت المنظمة الدولية للهجرة أن 44 في المئة من النازحين وعددهم 3,3 ملايين شخص في العراق منذ عام 2014 يتحدرون من الأنبار. وقال الكولونيل ستيف وارن، الناطق باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة منذ 2014 ضد «داعش» في العراق وسورية، إنه «تحد للحكومة» أن تأخذ على عاتقها هؤلاء الأشخاص الذين يحتاجون إلى المأوى والحماية والغذاء. وأضاف أن قوات التحالف «تقوم بما تستطيع» للمساعدة . من جهة أخرى، نشر «داعش» أمس صور إعدام ستة أشخاص بتهمة التجسس لصالح الحكومة في الفلوجة التي تعد أبرز معاقله غرب بغداد. واستخدم التنظيم الذي نشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي ثلاث طرق لإعدام ضحاياه وهم يرتدون ملابس السجناء البرتقالية. وفي بيان مقتضب، قال التنظيم: «نفذت الشرطة القضائية أحكام إقامة حد الردة الصادرة عن المحكمة الإسلامية في مدينة الفلوجة بحق عدد من المرتدين بعد إدانتهم بالتجسس والتخابر لصالح الحكومة الرافضية».
مشاركة :