القدس - كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية الاثنين، النقاب عن أزمة ثقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والجيش، تلقي بظلالها على قرارات الحرب على غزة. وقالت الصحيفة “مع قرب الدخول البري إلى غزة، وفي مواجهة معضلة المختطفين ووفقا لشهادات المسؤولين السياسيين والعسكريين، تواجه الحكومة اليوم صعوبة في التوصل إلى قرارات متفق عليها بشأن القضايا الرئيسية”. وأضافت “يقولون إن نتنياهو غاضب من كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي، الذين يتحملون بتصوره المسؤولية عن اقتحام “حماس” لمستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، ويتفاعل بفارغ الصبر مع الآراء والتقديرات التي يعبر عنها الجنرالات، وليس في عجلة من أمره لتبني خططهم”. ونشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" تقريرا ذكرت فيه أن سلسلة من مقاطع الفيديو تم نشرها في وقت سابق من هذا الأسبوع، وتم الحصول عليها من كاميرات كانت مثبتة على أجسام مقاتلي حماس، تظهر كيفية اختراق الحركة بسهولة للحواجز الحدودية الإسرائيلية مع غزة خلال هجومها في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل. وقام حوالي 2500 مسلح بالتسلل عبر السياج الحدودي الإسرائيلي، ودخلوا إلى إسرائيل عبر البر والبحر والجو تحت سيل من آلاف الصواريخ. وقد صدم الهجوم إسرائيل، التي قامت على مر السنين ببناء طبقات دفاعية متطورة بشكل متزايد على طول الحدود، والتي شملت مراقبة مستمرة، وحواجز تحت الأرض، وفرق استجابة سريعة والمزيد من التقنيات. وأشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أنه “سيتعين على حكومة الطوارئ، اتخاذ قرار بالغ الأهمية في الأيام المقبلة، وربما في الساعات المقبلة” في إشارة الى الحرب البرية. وأوضحت أن شبكة “سي.إن.إن” الأميركية أفادت في نشرتها الإخبارية الأحد أن إطلاق سراح المواطنتين الأميركيين جوديث وناتالي رعنان (الجمعة)، عزز الشعور لدى الفريق الأميركي بإمكانية إطلاق سراح رهائن إضافيين من خلال المفاوضات. وتابعت “زعمت الشبكة نقلا عن مصادر في واشنطن، أن الإدارة الأميركية تضغط على إسرائيل لتأجيل الدخول البري إلى قطاع غزة، من أجل السماح بإحراز تقدم في قضية المختطفين”.، بينما قالت مصادر في إسرائيل، ردا على ذلك “إنه لا توجد ضغوط أميركية على إسرائيل”، وفق المصدر ذاته. وعن موقف الرئيس الأميركي من القضية، قالت المصادر أن جو بايدن مقتنع بأن التعامل مع قضية الرهائن لها الأولوية على أي تحرك آخر، بما في ذلك العملية البرية. وأضافت أن إسرائيل ترغب في فصل مسألة الدخول البري عن مسألة المختطفين، وفي ظل هذه الظروف من المشكوك فيه ما إذا كان هذا ممكنا. وقال متحدث الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري الأحد، إن الجيش “ينتظر موافقة المستوى السياسي على العمل البري وهذه هي طريقة القيادة العليا في الجيش الإسرائيلي، لنقل عبء القرار إلى الحكومة وخاصة إلى رئيس الوزراء”. لكن الصحيفة أشارت إلى أنه “بعيداً عن الجدل حول التوقيت، نشأت أزمة ثقة بين نتنياهو والجيش الإسرائيلي”، واعتبرت أن هذه الأزمة “تشكل ضرراً آخر يضاف للأضرار الفادحة التي لحقت بإسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري”. وعن نتائج هذه الأزمة، قالت الصحيفة “هذا يجعل من الصعب التركيز على الحرب واتخاذ القرارات، وتحتاج إسرائيل الآن إلى قيادة فعالة تركز على المهمة”، واعتبرت إن إسرائيل “ليس لديها إدارة فاعلة”. وأشارت إلى أنه “بحسب شهادات مسؤولين سياسيين وعسكريين، فإن الحكومة تواجه صعوبة في التوصل إلى قرارات متفق عليها، بشأن القضايا الرئيسية المطروحة على جدول الأعمال”. وفسرت الصحيفة أنه “في الأسبوع الماضي، منع نتنياهو اتخاذ قرار بشأن عملية استباقية في الشمال (لبنان)، رغم أن الجيش الإسرائيلي ووزير الدفاع غالانت أوصيا بالعملية، وهو ادعاء نفاه نتنياهو”. وقالت “في قلب النقاش كان الطلب الأميركي تجنب توجيه ضربة إسرائيلية استباقية إلى لبنان”. وأرفق الأميركيون بالطلب حزمة مساعدات عسكرية سخية، ووضع حاملتي طائرات قبالة سواحل لبنان، والالتزام بدعم الجيش الإسرائيلي إذا بدأ حزب الله الحرب. وهذا الأسبوع ادعى وزراء مرة أخرى أن نتنياهو هو الذي يقف وراء تأخير الدخول البري إلى غزة، ووصف وزير لم يجرؤ على ذكر اسمه نتنياهو بأنه جبان. وخلصت الصحيفة إلى أن الحرب في غزة أدت إلى إجماع واسع النطاق في المجتمع الإسرائيلي، أما في قمة الحكومة والجيش فالوضع مختلف”. والأحد، قالت صحيفة “هآرتس” إن “نتنياهو يسعى إلى التنصل من مسؤولية فشل التنبؤ بهجوم حركة حماس في 7 أكتوبر، وإلقاء المسؤولية على عاتق الجيش”. وبعد عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حماس وفصائل فلسطينية في غزة، اعتبر محللون إسرائيليون أن عدم قدرة أجهزة الأمن على التنبؤ بالهجوم يمثل “فشلا كارثيا ستكون له انعكاساته السياسية”. وبحسب "تايمز أوف إسرائيل" فإنه بالإضافة إلى الفشل الذي مكن حدوث التسلل، لم يكن هناك عدد كاف من قوات الجيش في المنطقة في الساعات الاولى من الهجوم، مما أدى إلى رد فعل بطيء على الهجمات المتزامنة على عدد من التجمعات السكنية، وأتاح المزيد من الدمار وقتل المدنيين داخل البلدات. وتعتبر الإخفاقات الاستخباراتية والعملياتية التي مكنت الهجوم من بين الأسوأ في تاريخ إسرائيل، ومن المتوقع أن يتم التحقيق فيها بشكل شامل بمجرد انتهاء الحرب. ومقطع الفيديو الذي نشرته مجموعة “المستجيبون الأوائل في الجنوب” على تطبيق “تلغرام” الاثنين، يظهر مسلحي حماس لدى وصولهم إلى الجدار الحدودي بالقرب من كيبوتس كيرم شالوم، بعضهم على دراجات نارية، قبل أن يقوموا بتفجير السياج وإحداث ثغرة فيه. وبعد اختراق السياج الأول، واصل مقاتلو حماس عبور المنطقة العازلة الإسرائيلية حتى وصولهم إلى الجزء المتضرر بالفعل من السياج الثاني. وبعد اختراق السياج الثاني ودخول المناطق الاسرائيلية، يظهر المقطع التالي كيف قام المسلحون بإحداث ثغرة في الجدار المحيط بكيبوتس كيرم شالوم، على الحدود مع الجزء الجنوبي من قطاع غزة، ودخولهم الكيبوتس. وتابعت "تايمز أوف إسرائيل"، في مقاطع أخرى يمكن رؤية المقاتلين وهم يفتحون النار بشكل عشوائي على المنازل، ويدخلون في معارك مع فريق الأمن المحلي. ولليوم السابع عشر على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، وقتلت 4651 فلسطينيا، بينهم 1873 طفلا و1023 سيدة، وأصابت 14245، بحسب وزارة الصحة في القطاع. كما يوجد عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض. فيما قتلت حركة حماس أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت حوالي عن 220 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب مرتفعة، بحسب آخر الأرقام الإسرائيلية التي أعلن عنها الاثنين.
مشاركة :