كشف مصدر رفيع المستوى عن أن اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، شهد نقاشاً مطولاً حول ملف ترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسى للانتخابات الرئاسية المقبلة. وأشار المصدر إلى أن «السيسى» أكد فى بداية الاجتماع أن هدفه الراهن هو العبور بمصر إلى بر الأمان، بصرف النظر عن الموقع الذى سيخدم فيه البلاد لتحقيق هذا الهدف. وكان قد ترددت انباء عن تراجع «السيسى» عن موقفه الرافض للترشح، وتأكيده خلال الاجتماع أنه سيحتكم إلى إرادة الشعب المصرى فى قرار ترشحه للرئاسة أو استمراره فى منصبه الحالى أو أى موقع آخر. وقال المصدر إن اجتماع المجلس العسكرى استمر أكثر من 6 ساعات، وتناول الإجراءات المكثفة التى ستتخذها القوات المسلحة لتأمين الاستفتاء على الدستور، وإمكانية ترشح «السيسى» فى انتخابات الرئاسة، التى بات مرجحاً إجراؤها قبل الانتخابات البرلمانية. واستعرض الاجتماع المطول الضغوط الأمريكية على المؤسسة العسكرية فى مصر، لمنع ترشح شخصية عسكرية للرئاسة، وأبلغ «السيسى» أعضاء «المجلس» تفاصيل الاتصال الهاتفى الأخير بينه وبين تشاك هيجل، وزير الدفاع الأمريكى، مؤكداً أنه رفض -خلال الاتصال- تدخل واشنطن أو أى طرف خارجى فى إرادة الشعب المصرى وحقه فى تقرير مصيره. وأوضح المصدر أن إدارة «أوباما» أجرت، خلال الأيام الماضية، اتصالات مكثفة مع عدة دول خليجية للضغط على النظام المصرى لعدم ترشح شخصية عسكرية للرئاسة، مضيفاً أن الدول الخليجية رفضت الطلب الأمريكى، وأبلغت واشنطن رفضها التدخل فى الشئون الداخلية المصرية. وأشار المصدر إلى أن اجتماع المجلس العسكرى استعرض وجهات النظر المختلفة حول ترشح «السيسى»، واتجه إلى ضرورة التوافق التام بين أعضائه حول القرار النهائى، كما استعرض ترشيحات مبدئية لاسم وزير الدفاع القادم فى حالة استمرار الضغط الشعبى على «السيسى» للترشح للرئاسة، وجاء فى مقدمة الترشيحات الفريق صدقى صبحى، رئيس أركان القوات المسلحة. وأوضح أن «المجلس» ناقش مخاوف البعض من تفسير خوض «السيسى» انتخابات الرئاسة بأن الجيش تدخل من البداية لهذا الهدف، فيما ذهب أعضاء «المجلس» إلى أن هذه المزاعم لا محل لها إذا قرر الشعب المصرى، بإرادته، مطالبة «السيسى» بالترشح لإنقاذ البلاد من الأزمة الحالية. وقال مصدر مطلع: إن المؤسسة العسكرية بالكامل تقف خلف الفريق أول عبدالفتاح السيسى لدعم ترشحه للانتخابات الرئاسية، وإن «الفريق» هو المتردد، مشيراً إلى أن الاجتماع الأخير للمجلس العسكرى لم يشهد أى أنواع من عدم التوافق على شخص «السيسى» أو حظوظه فى الرئاسة.