يُفِيد مسحوق البروتين في بناء العضلات، وزيادة الكتلة العضلية، وأيضًا في المساعدة على الوصول إلى الوزن المثالي بتعزيزه للشبع، ومع ذلك فقد يُؤدِّي تناوله كل يوم إلى مشكلاتٍ صحية، خاصةً إذا كانت الكمية المُتناوَلة كبيرة، كما أنَّ بعض مُكوِّنات مسحوق البروتين تُسبِّب حساسية لبعض الناس، ومِنْ ثَمَّ تُعرِّضهم لمشكلات صحية يومية مُتنوِّعة، فهل من الآمن تناول مسحوق البروتين كل يوم؟ البروتين أحد المُغذِّيات الكُبرى الرئيسة التي يحتاج إليها الجسم، ويُحصَّل عليه عبر مصادر الطعام المعروفة، وكذلك بصورة مُركَّزة من خلال مسحوق البروتين، وتتضمَّن أشهر أنواعه ما يلي: مصدره منتجات الألبان، ويحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية "التي لا يُنتِجها الجسم"، كما يُهضَم سريعًا دون أدنى مشكلة. أيضًا من بروتينات منتجات الألبان، ويحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية، لكنَّه يُمتصّ بمُعدلٍ أبطأ من بروتين مصل اللبن، وهذا يُفِيد من يرغبون في الإحساس بالشبع لوقتٍ طويل. وهو بروتين نباتي، يحتوي كذلك على الأحماض الأمينية الأساسية "وإن كان قليل الحمض الأميني ميثيونين"، والألياف، والعديد من الفيتامينات والمعادن، بما في ذلك الحديد. يُصنَع بإزالة صفار البيض، ثُمَّ التجفيف والبسترة للبياض، ويُعدّ بروتين البيض من أجود الأنواع، وأيسرها في الهضم، كما يُوفِّر الأحماض الأمينية الأساسية. مسحوق البروتين مُفيد لمن يرغبون في توفير احتياجات الجسم اليومية من البروتين، وكذلك لمن يرغبون في بناء العضلات، والذين يحتاجون إلى دفعةٍ إضافية من البروتين. وينشأ عن تناول مسحوق البروتين كل يوم التأثيرات الآتية: ارتفاع ضغط الدم من الأمراض المُزعجة، والتي تزيد فرص الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.  نُشِرت دراسةٌ صغيرة عام 2019 في علوم الغذاء والتغذية؛ مُبينةً أنَّ المُعرَّضين لارتفاع ضغط الدم، والذين يُعانُونه بصفة طفيفة، تراجع ضغط دمهم الانقباضي بعد تناول 30 غم من بروتين مصل اللبن كل يوم على مدار 12 أسبوعًا. اقرأ أيضًا:كيفية حساب احتياج الجسم من البروتين والكارب والدهون لنظام صحي متوازن نُشِرت مراجعة عام 2022 في التغذية، التمثيل الغذائي، وأمراض القلب والأوعية الدموية "Nutrition, Metabolism & Cardiovascular Diseases"، أظهرت فيها بعض الدراسات التأثيرات الإيجابية لمسحوق البروتين في تعزيز الشبع، وهذا يدعم خسارة الوزن بكل تأكيد.   لا تستغنى العضلات عن البروتين لبنائها وزيادة حجمها، وترتبط زيادة تناول البروتين بزيادة الكتلة العضلية في الجسم، خاصةً مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. تحتوي بعض أنواع مسحوق البروتين على معادن ثقيلة، مثل الزرنيخ، الكادميوم، الزئبق، والرصاص، ومِنْ ثَمَّ فتناول مسحوق البروتين كل يوم، يُعرِّض الرجل لهذه المعادن، والتي ارتبط بعضها بـ: - أمراض الكلى.- خلل وظيفة الغدة الدرقية.- ضعف العظام.- خلل الجهاز العصبي. يُسهِم مسحوق البروتين في بناء العضلات، وتعزيز الشبع، والحفاظ على ضغط الدم، لكن تناوله كل يوم قد تصحبه بعض المشكلات التي لا ينبغي تجاهلها، مثل: اقرأ أيضًا:واي بروتين بين الأضرار والمنافع المختلفة.. أين الحقيقة؟  تمتلئ بعض أنواع مسحوق البروتين بالسكر والسعرات الحرارية، ومِنْ ثَمَّ فتناوله كل يوم، قد يُؤدِّي إلى زيادة الوزن.السعرات الحرارية في مسحوق البروتين ليست محصورة في السكر، بل البروتين يُمثِّل جزءًا منها أيضًا، وإمداد الجسم بكثيرٍ من البروتين قد يزيد الوزن؛ إذ يتحوَّل فائض البروتين الذي لا يحتاج إليه إلى دهون تُخزَّن في الجسم، وإلَّا فأين يذهب هذا القدر الزائد من البروتين؟ قد لا يكون تناول مسحوق البروتين كل يوم بمقدار مناسب مشكلة للأفراد الأصحاء، لكنّه قد يستبدل في بعض الأحيان بعض العناصر الغذائية المهمة، مثل الدهون الصحية والكربوهيدرات الصحية، بل قد يحرم الإنسان من تناول بعض الأطعمة الغذائية كالفواكه والخضراوات، ومِنْ ثَمَّ فلا يُنصَح بالتركيز على نوعٍ واحدٍ من العناصر الغذائية وتجاهل الباقين.   صحيحٌ أنَّ مسحوق البروتين مصدر جيد للبروتين، لكنَّه ليس بديلاً عن المصادر الرئيسة للبروتين، مثل اللحوم، الدواجن، والمكسرات، وغيرها. أغلب أنواع مسحوق البروتين بها لبن، وبعض الناس يُعانُون عدم تحمُّل اللاكتوز، ومِنْ ثَمَّ فقد يُؤدِّي تناول مسحوق البروتين كل يوم إلى تكرُّر المعاناة من اضطرابات الجهاز الهضمي، والذي قد يُؤثِّر في امتصاص بعض المعادن الأساسية لحاجة الجسم. يُفرِط بعض الناس في تناول مسحوق البروتين، لكن ينبغي لمن يُعانُون مشكلات الكلى أن يكونوا حذرين من هذا الإفراط؛ لأنَّ الكلى سوف تُواجِه صعوبةً في التعامل مع هذه الكمية الكبيرة، فضلاً عن كونها عليلة ابتداءً. أيضًا، قد تُؤدِّي كثرة استهلاك البروتين إلى الجفاف؛ إذ تُخلِّص الكلى الجسم من القدر الزائد من البروتين. اقرأ أيضًا:فوائد وأضرار بروتين أيزو وطريقة استخدامه تحتوي كثيرٌ من أنوع مسحوق البروتين على نكهات، وسكر، وإضافات؛ لجعل مذاقها مستساغًا، وهذا قد يزيد مستويات السكر في الدم؛ لذا يُنصَح باقتناء مسحوق البروتين الخالي من النكهات والسكريات ما أمكن ذلك. قد يُعانِي بعض الناس حساسية تجاه أنواع مختلفة من الطعام، كاللبن، الصويا، البيض، أو غيرهم، ومِنْ ثَمَّ تأكَّد من محتويات مسحوق البروتين، وخلوّه من أي مادةٍ قد تُسبِّب لك حساسية. إذا كُنتَ مُصابًا بحساسية اللبن أو البيض، يُفضَّل اقتناء مسحوق البروتين النباتي، مثل مسحوق بروتين البازلاء.   لتناول مسحوق البروتين كل يومٍ بأمان، ينبغي أن تتعامل معه على أنَّه مُكمِّل، يُساعِد على توفير الاحتياج اليومي للجسم من البروتين، لكنَّه ليس بديلاً عن مصادر البروتين الطبيعية. ويحتاج جسم الإنسان في كل يوم إلى 0.8 غم من البروتين لكل كيلوغرام من الوزن، وقد يختلف احتياج البروتين من رجلٍ لآخر، حسب أهدافه الشخصية، ومستوى نشاطه الجسماني. وقد أشارت بعض الأبحاث إلى حاجة الرياضيين الذي يحملون الأوزان إلى 1.63 غم من البروتين لكل كيلوغرام من الوزن؛ أي ضِعف ما يحتاجه الرجل الطبيعي تقريبًا. أيضًا مَن يُحاوِلون بناء العضلات، ويُمارسون نشاطًا رياضيًا بانتظام، فمن الآمن لهم تناول 25 - 30 غم من مسحوق البروتين قبل أو بعد التمرين، طالما أنَّك لم تتجاوز القدر المسموح به يوميًا من البروتين حسب وزن جسمك. ومع اختلاف الحد الأقصى المُوصَى به من البروتين من شخصٍ لآخر، فالقاعدة السهلة هي عدم تجاوز 1 غم من البروتين لكل باوند "0.45 كغم" من الوزن في اليوم، حسب موقع "verywellhealth". فمثلًا إن كان وزن المرء 150 باوند "67.5 كغم"، فلا ينبغي أن يحصل على أكثر من 150 غم من البروتين في اليوم.