خطيب المسجد النبوي: الدعاء سبب عظيم لنزول الخيرات والبركات ودفع الشر

  • 3/18/2016
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

تواصل – واس: تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ علي الحذيفي، في خطبة الجمعة اليوم عن فضل وآداب وآثار وشروط عبادة عظيمة شرعها الله لعباده وهي الدعاء. وقال فضيلته: إن الله سبحانه وتعالى قد قدر أسباب كل خير وسعادة في الدنيا والآخرة، وقدر أسباب كل شر في الدارين، فمن أخذ بأسباب الخير والفلاح ضمن الله تعالى له صلاح دنياه، وكان له في الآخرة أحسن العاقبة، ومن عمل بأسباب الشر حصد جزاء عمله شراً في حياته وبعد مماته. وأضاف الشيخ الحذيفي: أن من أسباب الصلاح والإصلاح والفلاح وتتابع الخيرات وصرف النوازل والعقوبات، ورفع المصائب الواقعة والكروبات، الدعاء بإخلاص وحضور قلب وإلحاح، فالرب جل وعلا يحب الدعاء ويأمر به قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ). وبين إمام وخطيب المسجد النبوي: أن الدعاء محقق للمطالب كلها الخاصة والعامة الدينية والدنيوية في الحياة وبعد الممات، مفيداً أن الله تعالى شرع الدعاء في العبادات المفروضة وجوباً أو استحباباً رحمة منه سبحانه وتعالى وتكرماً وتفضلاً؛ لنعمل بهذا السبب الذي علمنا الله تعالى إياه قال تعالى: (وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُوا أَنتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ۖ). وقال إمام وخطيب المسجد النبوي: إن الحاجة للدعاء تشتد دائماً خاصة في هذه الأحوال العصيبة في هذا العصر مع كثرة الفتن وظهورها، وحلول الكوارث المدمرة ونزول الكروب بالمسلمين، وظهور الفرق المبتدعة التي تفرق صف المسلمين، وتستحل الدماء والأموال المعصومة، وتسعى إلى الفوضى والتخريب والإفساد في الأرض، وتفتي بالجهل والضلال، ولقد أثنى الله تعالى على الذين يدعونه ويتضرعون إليه عز وجل إذا نزلت بهم الشدائد قال تعالى: (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ). وأكد فضيلته: أنه بالدعاء تستقبل الشدائد والكروبات، وقد ذم الذين يتركون الدعاء عند نزول العقوبات والكروبات والفتن، مستشهداً فضيلته بقوله تعالى: (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اِسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وما يتضرعون). وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ علي الحذيفي، أن الدعاء سبب عظيم لنزول الخيرات والبركات ودفع الشر، أو رفعه عن الداعي وعن المسلمين، وهو أقوى الأسباب للخروج من الشر الذي وقع والمكروه الذي حل، فكم من دعوة غيرت مجرى التاريخ من شر إلى خير وحسن إلى أحسن قال تعالى: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً منهم يتلو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ويزكيهم إنك أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ). وأشار الشيخ الحذيفي إلى أن من شروط استجابة الدعاء أكل الحلال، ولبس الحلال، والتمسك بالسنة والاستجابة لله تعالى بفعل أوامره واجتناب نواهيه، والإخلاص وحضور القلب والإلحاح على الله، وصدق الالتجاء إلى الرب تعالى، ومن شروطه أن لا يدعو بإثم ولا قطيعة رحم، وأن يثني على الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، وأن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، وأن لا يتعجل الإجابة بل يصبر ويدعو، فدوام الدعاء معه الإجابة. وقال الشيخ الحذيفي: إن على المسلم أن يتحرى أوقات إجابة الدعاء: كجوف الليل، ودبر الصلوات المكتوبات، وبين الأذان والإقامة، ووقت السجود، وعند رؤية الكعبة، وعند نزول المطر، وبعد ختم القرآن، وبعد الصدقة.

مشاركة :