مشاهد حياتية وشواهد سلوكية - عبده الأسمري

  • 10/24/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

** يمر مشهد «العمر» سريعاً حيث تسترجع «الذاكرة» يومياً مئات المواقف والحكايات والذكريات في «إطارات» ما بين الرضا والندم و»مسارات» من الخيرة والحسرة و»مدارات» من المغانم والمغارم. ** تتعالى «مشاهد» الأثر في «شواهد» من التأثير يكون «الشهود» فيها بشرًا و»الشهادات» خلالها «بصمات» حين يتم «مصادرة» كل الرؤى الذاتية و»مغادرة» شتى المصالح الخاصة وفق «دلائل» تقتضي الشهادة المعتمدة على «المنافع» والريادة المتعامدة على «الفوائد». ** «اليقين» مفهوم جميل يتسرب إلى أعماق الذات ويتوغل إلى أقاصي النفس ويتعالى في «صور» من الصواب و»صدى» من المنطق ليمضي بالإنسان وفق «قناعة» نافعة لإتمام «مشاريع» حياتية قوامها «النفع» ومقامها «الشفع» في محطات عمر تتجلى فيها «قيمة» السلوك القويم ومقام «المسلك» المستديم والتي يسمو بها البشر إلى «منصات» الذكر الحسن والاستذكار المشرق. ** من أهم شواهد الحياة ما يسجله الإنسان بفكره وهويته وذاته وما ينفع به وطنه وأمته ومجتمعه حيث تتحول تلك «المشاهد» الحياتية إلى «رواسي» شامخات من «الأثر» يضيف إلى «رصيد» التأثير رقماً صحيحا ً من الفوائد وعدداً مؤكدًا من العوائد والتي تنعكس بالنماء على «البشر» في الانتفاع بالخير والارتفاع بالعطاء الذي يبقى «شاهداً» على مسيرة العلم وسيرة العمل في محطات عمرية تتبدل وسطها الأحوال وتتغير خلالها الأهداف. ** ما بين «القمة» و»القاع» سلالم وارتفاعات وأثمان ومقاييس، وشتان ما بين «القمم» و»القيعان»، فعادة ما تكون أعالي الأمور ذات مساحة محدودة في حين تظل السفلى في ساحات مفتوحة، ورغم ذلك فقد تزاحم «السفهاء» فيها كثيراً وتجاوزوا الواقع «المؤلم» إلى ما هو أعمق وأشنع من خلال تنافس مقيت على العته والسفاهة في وقت لا بد من تسمية الأمور بمسمياتها وإنزال الناس منازلهم ضمن منهج حياتي ومنطق موضوعي يجب أن يعيه كل إنسان يرى بوضوح تلك المشاهد المتباينة بين «علو شامخ» و»سقوط منحدر»!! ** الثقافة مهمة سامية ورسالة راقية ومساحة ممنوعة على «الدخلاء» الذين جمعوا بعض «السوالف» و»الحكايات» من «جلسات البر» و»كشتات الشتاء» و»طلعات الربيع» وطبعوها كيفما أتفق ودون مراعاة لذائقة المتلقي في «كتيبات» بائسة كان الأجدى ألا تظهر وأن توأد في مهدها حتى لا تشوه «المشهد الأبيض» للمعرفة. وسؤالي.. أين مقص «الرقيب» بل أين مشرط «المراقب»؟؟ الذي كان من الأجدى أن يمزق تلك «القصاصات» و»الملاحظات» و»أحاديث النفس» وأن يعطي صاحبها «الدرس الموضوعي» و»المنهج المفترض» في مسلمات التأليف وحتميات الكتابة وضروريات الأدب. ** «التصوير» مهمة احترافية ترصد فيها «العدسة» اتجاهات «الضوء» في مشاهد تسر الناظرين وتعكس «الاحتراف» في الهواية و»الاستشراف» للهيئة وسط «اعتماد» على انعكاسات «اللقطة» و»استناد» على اتجاهات «الومضة» في ظل «تركيز» نحو الهدف و»ارتكاز» على الرؤية، ولكن ما نراه من مقاطع «حديثة» «إساءة» للمهنة الراقية، حيث باتت كاميرات «الجوال» عدسات مراقبة وإضاءات مصلحة لتنفيذ «مطالب» الذات ومتطلبات «النفس» فتجاوزت الصور حدود «الأدب» واجتازت أسوار «التهذيب» وباتت مشاهد للاستعراض وشواهد للعروض ومضيعة للوقت ومخالفة للمنطق وشيوعًا للأسرار وأشاعة للغباء ونشرًا للتخلف. ** التضليل والتمثيل والتأويل حيل نفسية يلجأ إليها الماكثون خلف «ستار» الواقع والموبؤون بضلال «الوهم» والقابعون في متاهات «التمويه» والماضون إلى سراديب «التحايل» لذا نراهم في تعايش مع «الكذب» وارتداء «الأقنعة» وتمرير «التبرير» والانتفاع بالخداع والتعامل بالباطل ليكون عنوانهم الأبرز «الجحود» الذي تندرج تحته الكثير من «تفاصيل» السوء في «مشاهد» تعكس «البؤس» وتثير «الاستغراب» وتستدعي «الاستنكار». ** حفاظ الإنسان على «الذوق العام» في تصرفاته من أقوال وأفعال كفيل بالكشف عن «الهوية» السلوكية في جوانب واضحة بالدلائل ومعلنة بالبراهين في دروب حياة مكتظة بالتحديات وممتلئة بالتحولات، لذا فإن «السلوك» نتاج لطرائق التفكير وحقائق العيش وحصاد لسمات النفس وصفات الذات مما يجعل «التعاملات» معايير تقييم حقيقية تتجلى خلالها هيئة «الشخصية» بكل المعاني والمعالم. ** في محطات العمر شواهد ومشاهد ترتهن إلى «أسس» تفكير وتتكئ على «أصول «تدبير» وصولاً إلى إشباع الذات بجملة من «الأمنيات» الخاضعة لمؤشرات ومقاييس مختلفة من النجاح أو الفشل ونتائج متباينة ما بين الإقدام والإحجام. ** في حياة الإنسان مشاهد حياتية ترتبط بشخصيته وشواهد سلوكية تترابط مع تصرفاته والحصيف من ابتعد عن المآرب الشخصية وتعلم من التجارب الخاصة حتى يكون أكثر نضجاً وأعلى شأناً وأعمق فهماً وأمثل فكراً حتى يمضي في حياته «غانماً» من كل خير وسالماً من كل شر وماكثاً في «نعيم» المكارم ومتجهاً إلى «علو» الفضائل.

مشاركة :