لاهاي - رفعت مجموعة من عائلات الضحايا الذين قتلوا في غارة جوية نفذتها طائرة هولندية عام 2015 تابعة للتحالف الذي قادته الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" استهدفت موقعا كان يشبته في أنه مصنع للقنابل تابع للتنظيم في الحويجة شمال العاصمة العراقية بغداد، قضية في هولندا مطالبين بتعويضات عن القصف الذي أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين من بينهم أطفال. وقالت المحامية ليزبيث ديغفيلد التي تمثل 25 من ضحايا الضربة الجوية الهولندية التي أودت بحياة نحو 70 شخصا، أمام محكمة في هولندا اليوم الثلاثاء إن التفجير كان غير قانوني. وتابعت أن الحكومة الهولندية لم تأخذ في الاعتبار بالشكل المناسب احتمال سقوط ضحايا من المدنيين خلال ضربة جوية على مصنع قنابل يشتبه أنه تابع لتنظيم الدولة الإسلامية في الحويجة بالقرب من مدينة كركوك في عام 2015. وأضافت "لم تراع الدولة التمييز بين مصنع القنابل وبين المدنيين والأهداف المدنية"، قائلة إن الدولة كان عليها أن تعلم أن الكثيرين ومعظمهم من اللاجئين يعيشون ويعملون في المنطقة. ويقول الجيش الهولندي إن المنطقة كانت عبارة عن مجمع صناعي، فيما اعترفت وزارة الدفاع الهولندية في العام 2019 بالحادثة وأفادت بأن "طائرة حربية تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية قتلت حوالي 70 شخصا عام 2015". ومن المقرر أن يقدم محامو الدولة الهولندية دفوعهم في وقت لاحق من الجلسة، لكنهم قالوا في وثائق أولية إن التفجير كان قانونيا وطلبوا من القضاة رفض مطالبات التعويض عن الأضرار التي قدمها المتضررون. ووفقا لوزارة الدفاع الهولندية قتلت الضربة الجوية على الحويجة مدنيين ومقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية، بينما رجحت منظمات دولية أن 26 طفلا و22 امرأة كانوا بين ضحايا الغارة. وكانت هذه المهمة واحدة من نحو 2100 ضربة نفذتها طائرات إف-16 هولندية على العراق وسوريا كجزء من التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية في الفترة من عام 2014 إلى 2018. ووجه العديد من العراقيين في العام 2019 انتقادات حادة إلى الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جانين هينيس بلاسخارت وطالبوا بإقالتها من المنظمة الأممية، متهمينها بقتل عراقيين أبرياء خلال الغارة الجوية التي استهدفت الحويجة وهي نفس الفترة التي شغلت فيها منصب وزيرة للدفاع الهولندية. وسلطت صحيفة "التلغراف" الهولندية في تقرير سابق الضوء على هذه الانتقادات وكتبت "العراقيون يضيقون ذرعا بجانين بلاسخارت"، مشيرة إلى أن "البترول لديها أكثر أهمية من دماء العراقيين" وانتقدت "إنكارها مقتل مدنيين في قصف الحويجة رغم علمها بذلك من قبل عندما كانت على رأس وزارة الدفاع".
مشاركة :