ماكرون يقترح من اسرائيل تمكين التحالف الدولي ضد داعش من محاربة حماس

  • 10/24/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

القدس - في موقف قد يزيد من حدة التوترات في الشرق الأوسط وقد يوسع نطاق الحرب الدائرة، اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء من إسرائيل تمكين التحالف الدولي المنتشر حاليا في العراق وسوريا لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية "من محاربة حماس أيضا"، بعد هجومها المباغت على مدن إسرائيلية في 7 أكتوبر. ويُحاول ماكرون إظهار دعمه لإسرائيل بأي ثمن، لكنه بهذه الفكرة إذا ما لاقت تجاوبا من قبل القوى الدولية ومن بينها واشنطن التي تقود التحالف الدولي ضد داعش وانخرطت في دعم إسرائيل بالأسلحة وبمستشارين عسكريين، يكون قد فتح الباب لحرب بلا نهاية ولتوسيع نطاقها. كما سوى بهذا المقترح بين حماس وتنظيم داعش المصنف إرهابيا. وأعرب بعد لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تضامن فرنسا مع شعب إسرائيل مشددا على أنه بمقتل 30 فرنسيا، شكل الهجوم "صفحة سوداء في تاريخنا". ودعا إلى "إحياء العملية السياسية" بين الدولة العبرية والفلسطينيين، بينما يتوقع أن يزور الضفة الغربية المحتلة للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لمناقشة هذا الأمر قبل التوجه إلى عمان للقاء العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وربما قادة إقليميين آخرين. وشدد الرئيس الفرنسي الذي أبدى قبل زيارته دعمه للهجمات الواسعة التي تنفذها إسرائيل على قطاع غزة واعتبرها دفاعا عن النفس، على ضرورة الإفراج عن الرهائن لدى حماس الذين أطلق سراح أربعة منهم حتى الآن. وحذّر حزب الله والنظام الإيراني والحوثيين في اليمن من عدم المجازفة على نحو متهور بفتح جبهات جديدة، فيما ثمة مخاوف من تمدد النزاع إلى مناطق ودول أخرى. وكان مقاتلون من حماس توغلوا إلى إسرائيل من غزة ونفذوا في 7 أكتوبر هجوما غير مسبوق منذ إنشاء الدولة العبرية في 1948، أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، حسب السلطات. وأحصت إسرائيل نحو 220 رهينة من إسرائيليين وأجانب ومزدوجي الجنسية خطفهم مقاتلو حماس التي أفرجت ليلا عن رهينتين إضافيتين هما الإسرائيليتان يوشيفيد ليفشيتز (85 عاما) ونوريت كوبر (79 عاما) من كيبوتس نير عوز. و قالت ليفشيتز الثلاثاء "عرفت الجحيم، لم أكن أعتقد أو أعلم قطّ أنني سأصل إلى هذا الوضع. شنّوا حملة هوجاء في الكيبوتس الخاص بنا واختطفوني ووضعوني على دراجة نارية وانطلقوا بي عبر حقول محروثة"، مضيفة في تصريحات لوسائل الإعلام في أحد مستشفيات تل أبيب إن مقاتلي الحركة "عاملونا بشكل جيد" بعد ذلك. وتكثّفت الضربات في الأيام الأخيرة على قطاع غزة الذي تبلغ مساحته 362 كيلومترا مربعا ويعيش فيه 2.4 مليون فلسطيني يخضعون لحصار تفرضه إسرائيل ويحرمهم من الغذاء والماء والكهرباء منذ التاسع من أكتوبر. وفيما يتواصل القصف على شمال القطاع وجنوبه منذ الهجوم، قالت وزارة الصحة التابعة لحماس الثلاثاء إن 5791 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين وبينهم 2055 طفلا، قضوا جراء هذا القصف. وتعهّدت إسرائيل "القضاء" على حماس التي تسيطر على السلطة في غزة في 2007. وحشدت عشرات الآلاف من جنودها قرب الحدود تمهيدا لعملية برية محتملة. وفي تسجيل فيديو نشره الجيش الإسرائيلي ليل الاثنين الثلاثاء على موقع إكس، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي محاطا بعدد من العسكريين "نريد تفكيك حماس بالكامل - قيادتها وجناحها العسكري وآليات عملها". وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب ليل الأحد الاثنين "أكثر من 320 هدفا عسكريا"لحركة حماس وحليفتها حركة الجهاد الإسلامي التي تصنفهما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل على أنهما "إرهابيتان". ورغم التأكيدات والدعوات الكثيرة لتسريع وصول المساعدات إلى قطاع غزة لا تزال هذه المساعدات تصل بكميات ضئيلة منذ السبت عبر مصر. ودخلت قافلة ثالثة الاثنين عبر معبر رفح وهو الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل. في المجموع، تمكنت حوالي خمسين شاحنة من الدخول خلال ثلاثة أيام بينما تتطلب تلبية الاحتياجات مئة شاحنة على الأقل يوميا، حسب الأمم المتحدة. ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الاثنين إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية" في غزة حيث لقي 35 من العاملين في المجال الإنساني حتفهم منذ بداية النزاع بينهم ستة خلال الساعات الـ24 الماضية، حسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). ويثير احتمال الهجوم البري قلق المجتمع الدولي الذي يخشى تصاعد النزاع واتساع نطاقه لجبهات أخرى. وحذرت إيران الداعمة لحماس من "خروج الوضع عن السيطرة". وعززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة، في خطوة تنطوي على خطر "تصعيد" النزاع على حد قول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في طهران الاثنين. ومنذ 15 أكتوبر، دعا الجيش الإسرائيلي المدنيين في شمال قطاع غزة حيث تشتد عمليات القصف، إلى الفرار إلى الجنوب. ومع ذلك، ما زالت الضربات تطال أيضا الجنوب بالقرب من الحدود المصرية، حيث يتجمع مئات الآلاف من النازحين. وحذرت الأمم المتحدة من أن الوضع الإنساني "كارثي" مع فرار 1.4 مليون فلسطيني من منازلهم.

مشاركة :