محمد اسماعيل - القاهرة - كتب- محمود الطوخي أحدثت تصريحات أدلت بها الأسيرة الإسرائيلية يوشيفيد ليفشيتز، التي أطلقت حماس سراحها مساء أمس الاثنين بوساطة مصرية قطرية، ضجة واسعة في الأوساط الإعلامية العبرية، إذ اعتبرتها " تسجيل نقاط إيجابية لحماس في أوساط الرأي العام المتابع"، لتواجه حكومة الاحتلال انتقادات على إثرها. وكانت الأسيرة المحررة لفتت إلى المعاملة الجيدة التي لقيتها من عناصر المقاومة الفلسطينية خلال فترة احتجازها في غزة، في حديث مباشر نقلته بعض وسائل الإعلام العبرية، قائلة "كانوا يشاركوننا الطعام ويهتمون بحالتنا الصحية من خلال فحص دوري كل ثلاثة أيام". التصريحات جاءت مخالفة لأهواء الإعلام العبري، ليعلّق عليها المذيع في "القناة 12" العبرية قائلا: "المخطوفة من نيرعوز يوشيفيد ليفشيتز، وفّرت شهادة واسعة بإعلانها، أنها أكلت الطعام نفسه الذي أكله مقاتلو حماس.. خبز وجبن أبيض، جبن مطبوخ وخيار، وتناولت أدويتها". وأوضح المذيع بالقناة العبرية، أن تصريحاتها لا تزال تبرز كثير من علامات الاستفهام، حول ما لقيته من حسن معاملة من عناصر المقاومة بتوفير أدويتها ومساعدتها، بينما في الجهة المقابلة: "نسمع انتقادات من المؤسسة السياسية والحزبية لعدم وجود أحد يقف إلى جانبها". فيما قال يارون أبراهام المعلق السياسي في "القناة 12"، إنها المرة الأول التي يواجهون مثل تلك التصريحات، وهو عكس ما يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أنه "هناك العديد من الطرق كان يمكن أن يجري عبرها الأمر". وأردف أبراهام، أنه كان من الممكن أن يلقنها أحد المسؤولين من مكتب رئيس حكومة الاحتلال أو هيئة الأسرى والمفقودين، ما هو المسموح وما هو الممنوع قوله، وهو ما لم يحدث في النهاية بسبب تغيبهم جميعا، وفق المعلق السياسي العبري. كذلك أبدى المذيع في "القناة 12" العبرية استغرابه، حول إذا ما كان ما جرى مع يوخيفد هو حالة خاصة من قبل حماس وكان السبب في إطلاق سراحها، أم كان خطة محكمة سعت المقاومة في تنفيذها واستخدامها للدعاية وحشد الدعم والتأييد. واستدرك أنه على الرغم من عدم قدرته على الجزم بأن جميع الأسرى يحظون بالمعاملة نفسها، لكنه يرى أن " الصورة بدت واضحة لامرأة عمرها 85 عاماً تخرج من أسر حماس، وتتحدّث عن كيفية السماح لها بتناول الطعام والاهتمام بأدويتها، ومن الواضح أنّ حماس سجّلت نقاطاً إيجابية، لذلك يجب التعلّم من هذا الحدث وعدم جلد أنفسنا، نحن أمام معضلة جديدة". وفي الشأن ذاته نقلت قناة "كان" العبرية عن مصادر من "العلاقات العامة الإسرائيلية"، قولهم بأن نقل تصريحات الأسيرة المحررة في بث مباشر هو خطأ فادح، وأنه من غير المؤكد قيام أي شخص بإجراء مناقشة أولية حول التصريحات قبل بثها. ولم يغب الإعلام الغربي الداعم للكيان الصهيوني عن الواقعة، إذ لجأت بعض وسائل الإعلام الغربية إلى تحريف الترجمة لتصريحات يوخيفد، وهو ما فشل في النهاية بعدما انتشرت مقاطع مصورة للقاء الأصلي، على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ويواجهون انتقادات شعبية واسعة للادعاءات المتعمدة التي تخدم حكومة الاحتلال على حساب الحقيقة. وأكد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس مساء أمس الاثنين، إطلاق سراح السيرتين الإسرائيليتين بوساطة مصرية قطرية، لدواع صحية وإنسانية، بعدما رفض جيش الاحتلال استلامهما مسبقا. وكان سبقها بأيام إعلان أبو عبيدة، الإفراج عن محتجزتين من حملة الجنسية الأمريكية استجابة لوساطة قطرية، قائلا "إن إطلاق سراحهما يثبت للشعب الأمريكي وللعالم زيف ادعاءات الرئيس الأمريكي وإدارته".
مشاركة :