ابتكرت طالبتان مواطنتان جهازاً يولّد الطاقة الكهربائية باستخدام مياه الصرف الصحي، بطرق آمنة وصديقة للبيئة، تتيح الاستفادة من المياه العادمة في توليد الكهرباء للمنازل، بدلاً عن المولدات الكهربائية، وتحلية المياه لاستخدامها في ري المزروعات. التعلم بالاستكشاف أفادت معلمة مادة الكيمياء، المُشرفة على المشروع، عبير محمد خير شراب، بأنه تم تطبيق مبدأ التعلم بالاستكشاف والتجربة والاختبار، والبحث والاستقصاء العلمي في تصنيع الجهاز، واعتماد مبادئ البحث العلمي في تدريس مادة الكيمياء بالمدرسة. وذكرت أن تصنيع الجهاز يُكلّف نحو 2000 درهم، ويمكنه توليد كهرباء تخدم فيلا كاملة، وتغنيها عن المولدات الكهربائية تماماً، مشيرة إلى أن الكهرباء الناتجة تأتي من خلال تفاعلات كيميائية فقط، دون الحاجة إلى مصادر أخرى للطاقة. وتابعت أن المشروع فاز بالمركز الأول عن فئة الكيمياء والهندسة الكيميائية، في معرض بالعلوم نفكر، كما مثّل الدولة في معرض ISEF العالمي الذي أقيم في أميركا. تفصيلاً، عكفت طالبتان بالصف الثاني عشر في مدرسة الاتحاد الخاصة فرع جميرا، مريم فؤاد بوخاش، وآمنة محمد الهاشمي، على ابتكار طريقة متجددة وصديقة للبيئة، لتوليد الكهرباء للاستخدام في الحياة اليومية، بإشراف معلمة الكيمياء، عبير محمد خير شراب، واتفقتا على الاعتماد على ما درستاه في المواد العلمية، خصوصاً في ظل توجه الدولة إلى الاعتماد على الطاقة المستدامة، غير الملوثة للبيئة. وتدور فكرة المشروع حول استخدام خلية الوقود مع تكنولوجيا النانو لتنقية مياه الصرف الصحي، وتوليد الكهرباء، حيث تحتوي مياه الصرف الصحي على عدد كبير من المعادن، يتم العمل على تحريكها من خلال واصل مشترك، ومن ثم تنتح الكهرباء من حركة الإلكترونات. وقالت الطالبتان إن الاعتماد على تكنولوجيا النانو يشهد توسعاً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، ويلجأ إليها كثير من الشركات، لتطورها، وقلة نفقتها، لتصميم وسيلة غير مكلفة لتنقية مياه الصرف الصحي وتوليد الكهرباء. ويعمل الجهاز على إتاحة الطاقة الكهربائية بنفقات متدنية، توفر على أفراد المجتمع الكثير مما يدفعونه في فواتير الكهرباء، إضافة إلى توفير كميات كبيرة من المياه المعالجة التي يمكن الاستفادة منها في أغراض الري، والاستخدامات اليومية الأخرى. ويمكن استخدام الابتكار في توليد الكهرباء للمنازل، من خلال توصيل الجهاز بمواسير الصرف الصحي، ليتولى عملية المعالجة وتوليد الطاقة الكهربائية، الأمر الذي يمهد للاستغناء عن المولدات الكهربائية مستقبلاً في حال التوسع في استخدام هذا الجهاز. ولفتت الطالبتان إلى أن الآلية المستخدمة في تحلية مياه الصرف الصحي عالمياً ينتج عنها كثير من الملوثات للبيئة، إلا أن جهازهما يعالج المشكلة، ويوفر مياهاً معالجة دون أي انبعاثات ضارة. وأكدت الطالبتان أن الغرض الرئيس من المشروع إيجاد وسيلة بديلة رخيصة لتنقية مياه الصرف الصحي وتوليد الكهرباء، ومساعدة كثير من الناس على توفير الكهرباء والمياه بأقل التكاليف، فضلاً عن التقليل من حجم التلوث البيئي، إضافة إلى الفائدة البيئية التي تنتج عن تحويل مياه الصرف الصحي إلى مياه صالحة للاستخدام، والتي يستفيد منها الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم.
مشاركة :