أبوظبي علي داوود: تزور الخليج أسبوعياً واحدة من المكتبات الوطنية المنتشرة في ربوع الدولة، لتتجول فيها وتتعرف إلى الكنوز التي تضمها والخدمات التي توفرها، من إنترنت وكتب مسموعة ومتعددة الوسائط ووثائق، وتلتقي روادها والقائمين عليها لنقل القارئ إلى عالم غني بالثقافة والخيال، ولتتيح له كماً هائلاً من المعرفة والفكر، وذلك تماشياً مع عام القراءة. بعد وصولنا إلى المكتبة التي تبعد نحو 40 كيلومتراً من مدينة أبوظبي وعند مدخل المكتبة تحديداً شاهدنا فيها مجموعة من الكتب المختلفة، تحمل عناوين متنوعة، تمد الإنسان ببحر من الثقافة والمعرفة المتزنة من الاهتمام والرقي لسلم العالمية. ولمشروع المكتبات الذي قامت به بلدية أبوظبي مع هيئة السياحة والثقافة ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة، دور فعال ومحوري يهدف إلى توفير بيئة مثالية لاكتساب العلم والمعرفة وتطوير الذات والتفاعل مع الآخرين وقضاء أوقات الفراغ بصورة نافعة، فهي تخدم المجتمع المحلي كافة فئاته العمرية والتعليمية و الاجتماعية والثقافية، الخليج، زارت مكتبة الباهية، وخرجت بالحصيلة التالية. ساعات طويلة تشير سارة عيضة العامري، الطالبة في المعهد البترولي، من سكان منطقة الباهية إلى أنها ظلت تذهب إلى المكتبة وتقضي بها ساعات طويلة بغرض البحث والاطلاع على كتب تتعلق بمجالها العلمي، وتقول إن المكتبة رائعة وغنية بالكتب التي تحتوي جميعها على مجموعات متنوعة من المواد في مختلف المجالات العلمية والثقافية والاجتماعية والمواضيع التي تهم جميع الفئات سواء الطلبة أو العاملين في مجال عملهم، وتوضح العامري من خلال اطلاعي وجدت في المكتبة كتباً لها دور فعال يهدف إلى توفير بيئة مثالية لاكتساب العلم والمعرفة وتطوير الذات وقضاء أوقات الفراغ بصورة نافعة، وتضيف أكثر ما يمز المكتبة أنها وفرت الوقت لسكان منطقة الباهية والمناطق المجاورة لها. عائشة عيضة العامري، الطالبة في المعهد البترولي، من سكان منطقة الباهية التي ابتدأنا بها جولتنا، تقول إنها ظلت تزور المكتبة دائماً مع أختها سارة وتقوم بقراءة الكتب العلمية التي تهمها في دراستها، وتؤكد العامري أن المكتبة جميلة وهادئة وتتوفر فيها جميع الكتب التي تحتاج إليها مع أختها، إضافة إلى أنها تقوم باستعارة بعض الكتب التي تهمها، وتضيف المكتبة تتوفر فيها جميع أنواع الكتب التي تهم الطلبة والمثقفين والباحثين في المجالات العلمية علاوة على الكتب التي تهم الأطفال، وتضيف المكتبة تشبع الرغبة وتلائم الاحتياجات. وتقول طاهرة يوسف التي التقيناها داخل المكتبة مع طفلتها مهرة خلفان: أقوم بزيارة هذه المكتبة بصحبة ابنتي، وذلك لإبعادها عن العالم الافتراضي المتمثل بعالم الإنترنت والألعاب الإلكترونية على حساب النشاطات الأخرى التي تهمها، وتضيف أقوم باصطحابها كثيراً إلى هذه المكتبة، حتى تستفيد من قراءة الكتب التي تهمها، وتشير إلى أن افتتاح مكتبة في هذه الحديقة، جعلها تكتسب أهمية علمية وترفيهية وثقافية، وتضيف: المكتبة تحوي على كتب رائعة لكل المستويات، وقد اصطحبت طفلتي لزيارة المكتبة عدة مرات وقمت باستعارة عدد من الكتب. أما مهرة خلفان، الطالبة في الصف الأول ابتدائي، فتقول إنها أعجبت جداً بالمكتبة التي وجدت فيها الترفيه والاطلاع على بعض الكتب التي أصبحت تحبها كثيراً، وتضيف تعتبر زيارة المكتبة جميلة، لأنها مجاورة للحديقة ونظراً للجو الرائع. نشاط ترفيهي تقول فاطمة نشاد، الطالبة بالمرحلة الابتدائية الصف السادس، تعتبر زيارتي لمكتبة الباهية كأني أقوم بنشاط ترفيهي مع والدتي التي هي دائماً تصطحبني إليها في جو جميل رائع، كونها قرب الحديقة، وتشير إلى أنها من خلال الزيارة إلى المكتبة، تقوم بقراءة عدد من الكتب التي تهمها علميا وتصقل ثقافتها. محمد مسلم بخيت الخوار، من سكان بني ياس، موظف في أدنوك، يرى أن وجود مكتبة في منطقة الباهية ومجاور للحديقة أمر ممتاز، ويضيف: منذ أن تم افتتاح المكتبة في حديقة الباهية أصبحت أذهب إليها كثيراً، خاصة أيام الإجازة، حيث إنني أقوم بقراءة الكتب خاصة الاجتماعية والثقافية، التي تعتبر بالنسبة لي أفضل من أي كتاب، لأنني أعمل الآن على إصدار كتاب اجتماعي، ويضيف هذا أمر محفز ومشجع لنا ونشكر القيادة الرشيدة عليه، فمن الضروري جداً في هذه الأيام أن نحيي حب القراءة والمطالعة، لأن هذا العام عام القراءة، وأردف: أتمنى أن تكون لنا مكتبة في منطقة بني ياس، ويضيف لكن رغم ذلك، فإن مكتبة حديقة الباهية وفرت لنا الوقت والجهد بدلاً عن الذهاب إلى المكتبات في داخل مدينة أبوظبي. ويؤكد عبد الله علي سالم، من سكان المنطقة الغربية، رجل أعمال، أنه يزور المكتبة مرات عديدة، ويهتم بها أكثر من أعماله، خاصة عندما يكون في مهمة تتعلق بأعماله في منطقة الباهية، ويقول بحكم بعدي عن مدينة أبوظبي، فإن مكتبة حديقة الباهية تعتبر بالنسبة لي شيئاً مهماً، فهي المكان الذي أستطيع أن أحظى فيه بكثير من الراحة والمتعة والروعة. تشكل مكتبة الباهية للقراء الزوار من منطقة الباهية والمناطق المجاورة لها إبداعاً علمياً ومتنفساً حيويا، حيث ظلت المكتبة توفر كتباً للقراءة والمطالعة والدراسة والبحث، والفهرس الآلي للبحث في مقتنيات المكتبة وخدمة الإنترنت و شبكة لاسلكية Wi-Fi، بالإضافة إلى أنشطة وبرامج تثقيفية وتربوية واجتماعية، وتحتوي كل مكتبة على مجموعات متنوعة من المواد المكتبية في مختلف المجالات والمواضيع ولجميع الفئات سواء الطلاب أو العاملين في مجال عملهم وغيرهم سيما الأطفال. فهرس آلي تضم مكتب الباهية حتى الآن أكثر من 18400 عنوان من الكتب، إضافة إلى الدوريات العامة والمتخصصة، والمواد السمعية والبصرية، كما توفر الكتب والدوريات الإلكترونية وغيرها، مع التركيز على كتب الأطفال والناشئين، إلى جانب جناح لعرض وبيع إصدارات هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. وتقدم المكتبة خدمات الإعارة والإرشاد المرجعي، والبحث في مقتنيات المكتبة عن طريق الفهرس الآلي، كما تتيح الاتصال بالإنترنت من خلال شبكة لاسلكية، وتنظم المكتبة أنشطة وبرامج تثقيفية وتربوية مختلفة، كقراءة القصص للأطفال وعرض المسرحيات والأفلام الهادفة التي تناسب فئاتهم العمرية، إضافة إلى تنظيم مسابقات وأنشطة للرسم والتلوين والقراءة. وتمتد ساعات العمل في المكتبة من يوم الأحد إلى الخميس من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الثامنة مساء، بينما تكون يوم السبت، من الساعة الرابعة مساء، وحتى الثامنة مساء. تشجيع الأطفال يوسف الأحمدي مسؤول فرع مكتبة الباهية بالإنابة، الذي التقيناه خلال الجولة داخل المكتبة، يشير إلى أن المكتبة تهدف إلى تنمية قدرات الأطفال على القراءة والبحث، وتشجيعهم على الإبداع من خلال العديد من البرامج والأنشطة المكتبية المتنوعة، مؤكداً أن الطفل من خلال ذلك، يحظى بفرصة تصقل مواهبه وتنمي قدراته، وذلك من خلال الألعاب التي يقوم بها والعروض السينمائية ورواية القصص المختلفة، فضلاً عن توفير أنشطة متنوعة تتناسب مع ميول ورغبات وحاجات الأطفال، مشيرا إلى أن مكتبة حديقة الباهية تقدم برامج إرشادية خاصة للوالدين لتنمية مهاراتهم التربوية وكيفية التعامل مع أبنائهم. وأوضح أن مشروع المكتبة يهدف إلى تحقيق وتوفير مكتبات عامة لخدمة المجمعات السكنية، مبينا أنه المكتبة التي تجاور الحديقة بكل التجهيزات والمتطلبات التقنية الحديثة التي من بينها شبكة الإنترنت، بجانب الكتب والأثاث والمعدات اللازمة لتشغيل المكتبة وتعيين الكادر البشري المناسب، ويضيف تضم مكتبة الباهية أكثر من 18400 كتاب متنوع، كما أنها تستهدف كل أفراد الأسرة، ويشير إلى أنه بإمكان الزوار الحصول على الكتب بنظامي الاستعارة، مؤكداً أن المكتبة تضم في زواياها وأركانها المختلفة مكتبة للبالغين وأخرى للأطفال، علاوة على توفر درر من المراجع العلمية كدوائر المعارف العامة، القواميس، الأطالس والأدلة والدوريات باللغتين العربية والإنجليزية وغيرها من المعارف، وأكد الأحمدي أن عدد الزوار القراء من الفئات الأخرى يصل إلى أكثر من 320 فرداً في الشهر، بينما يصل عدد الزوار من طلبة المدارس إلى المكتبة خلال الشهر الواحد إلى أكثر من 149 طالباً. أجواء مثالية يقول أحمد عبد الله مبخوت مرشد قراءة في مكتبة الباهية الذي كان في استقبالنا: إن المكتبة توفر مجموعات من مواد المعرفة كالكتب والمجلات أو الدوريات والمراجع والخرائط التي تلائم احتياجات الطلبة والمهتمين والباحثين بمختلف المراحل التعليمية، بالإضافة إلى الأنشطة المتنوعة المتوفرة من الكتب والمجلات الإلكترونية، التي تساعد الطلبة وجميع الدارسين في مختلف المراحل. ويشير إلى أن المكتبة تخدم سكان منطقة الباهية والمناطق المجاورة لها، وذلك من أجل تحقيق رؤية البلدية بتقديم خدمات سهلة ومتميزة للمجتمع، وذلك من خلال إنشاء مكتبات عامة عصرية في مختلف مناطق المدينة، لتوفير أجواء مثالية من أجل اكتساب العلم وصقل الناس بالمعرفة، وتطوير الذات، بجانب قضاء أوقات الفراغ التي تفيد جميع المجتمع. لافتا إلى أن وجود مكتبة بالمنطقة سيعمل على أن تعويد فئات المجتمع المختلفة، خاصة الأطفال على التمتع بأوقات الفراغ والاستفادة منه، وتدريبهم على ارتياد المكان، علاوة على استعمال الكتب المتنوعة لإكسابهم خبرات تعينهم في الحياة بعد تخرجهم في المدارس خاصة على البحث العلمي.
مشاركة :