بعد أن أكملت الحرب الأهلية السورية عامها الخامس، استطاعت تغيير العالم، وفق تحليل نشرته مؤخّرًا الإندبندت البريطانية. أول مؤشرات التغيير الذي أفرزته الحرب السورية، قيام داعش، الفئة الصغيرة التي تحكَّمت في واحد من أهم الموارد النفطية في العالم، واقتطعت منطقة خاصة لتمارس طقوسها البربرية، وتريق الدماء، وتستخدم كل أنواع التعذيب الوحشية باسم الدِّين، وجعلت كل القوى العالمية تتّجه لضرب تلك المنطقة، في سابقة لم يعهدها العالم قط. الحرب السورية خليط عجيب من الصراعات الطائفية، والمليشيات التكفيرية، والجهادية، والحروب بالوكالة، وأصبح من المستحيل على جهةٍ واحدةٍ، أو طرفٍ واحدٍ إنهاء الصراع، أو التخفيف منه. هناك حروب أهلية سابقة كثيرة في جورجيا، وأوكرانيا، وقبلهم الشيشان، وصربيا، وطالبان، ولكن أطرافها معدودة، وقطبا النزاع فيها محدود، بينما في الحالة السورية التعداد بالعشرات، وما هو مبطن أكثر ممّا هو ظاهر، وزاد خلط الأوراق وصول القوات الروسية في سبتمبر، لحماية النظام المتهالك تحت حجة ضرب داعش. لأوّل مرّة تبلغ الهجرة من بلد ما يقارب المليونين، معظمهم اتّجه نحو أوروبا، ومات منهم مَن مات، وعاش مَن عاش، ووجدت أوروبا نفسها في مجابهة موقف غريب، وجديد للمرّة الأولى، دفعات من المهاجرين تتدفق إمّا للموت في عرض البحر، أو الدخول السياسي لأيّ دولة في الاتحاد الأوروبي، ممّا وضع الحكومات الأوروبية، أمام تحدٍّ إنسانيٍّ غير مسبوق. ولأوّل مرّة يشعل الصراع السوري المواجهة بين أقطاب الطوائف السنيّة والشيعيّة في المنطقة، في حروب لا تعرف مدى خطرها، ولا يعرف إلى أين سوف تنتهي؟ وإلى ماذا ستؤول؟! * القيادة_نتائج_لا_تصريحات يقول المليونير الأمريكي كريس جاردنر: مهما كنتُ مشغولاً، أحرصُ على المشي بشوارع المدينة، لأتذكّرَ حالي كيف كنتُ بدون مأوى، وأشكر الله على الفرق.