بايدن يبحث عن توازن صعب حيال إسرائيل في حربها مع حركة حماس

  • 10/25/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

وعلى بايدن أن يوازن بين الدعم الأميركي الراسخ لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها بعد هجوم حركة حماس غير المسبوق في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وبين المخاوف على مصير المدنيين في غزة ومخاطر اتساع بقعة النزاع إلى الشرق الأوسط عموما. ويزداد هذا الموقف صعوبة يوما بعد يوم، مع تزايد المخاوف الأميركية حيال هجوم إسرائيلي بري على غزة، تقابلها دعوات متصاعدة عبر العالم من أجل وقف إطلاق نار. في السابع من تشرين الأول/أكتوبر تسلل مئات من مقاتلي حماس من قطاع غزة إلى إسرائيل، في هجوم غير مسبوق ردت عليه إسرائيل بقصف جوي ومدفعي مكثف على غزة، أسفر عن مقتل 5791 فلسطينيا، بينهم العديد من أطفال، وفق آخر حصيلة أصدرتها وزارة الصحة في حكومة حماس الثلاثاء. ومن الجانب الإسرائيلي، قتل أكثر من 1400 شخص معظمهم من المدنيين سقطوا في اليوم الأول من هجوم حماس، فضلا عن احتجاز حماس أكثر من 200 رهينة، بحسب السلطات الإسرائيلية. حزم ويؤكد البيت الأبيض علنا أن الولايات المتحدة "لا تملي شروطا" على إسرائيل، بالرغم من وجود عدد من المستشارين العسكريين الأميركيين هناك. وأكد بايدن ردا على أسئلة الصحافيين عما إذا كان دعا القادة الإسرائيليين إلى تأخير هجوم بري مزمع على قطاع غزة، أن "الإسرائيليين يتخذون قراراتهم بأنفسهم". وأبدى موقفا متشددا حيال هدنة، رغم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء إلى وقف إطلاق نار "فوري" منددا بوقوع انتهاكات للقانون الدولي في غزة. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحافيين الثلاثاء أن "وقف إطلاق نار في الوقت الحاضر سيفيد حماس فقط". غير أن الموقف الأميركي الفعلي أكثر دقة من ذلك. فكان بايدن بادر إلى طرح هذه المسألة حين قال الإثنين ردا على صحافي سأله عن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، "يجب التوصل إلى الإفراج عن الرهائن، وبعدها يمكننا المناقشة". وبعد ذلك طلب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من مجلس الأمن الدولي دعم مشروع قرار طرحته واشنطن حول النزاع بين إسرائيل وحركة حماس، يدعو إلى "هدنات إنسانية" وليس وقفا لإطلاق النار، من أجل السماح بدخول مساعدات إنسانية إلى غزة. كذلك شدد بايدن على وجوب حصول الفلسطينيين على المزيد من المساعدات الإنسانية معتبرا أن إدخال المساعدات لا يتم "بالسرعة اللازمة". "تحت الصدمة" بمعزل عن الشق الإنساني، يعكس الموقف الأميركي مخاوف أوسع نطاقا للتبعات التي قد تتأتى عن اجتياح إسرائيلي لقطاع غزة. وأوردت صحيفة نيويورك تايمز أن واشنطن تشعر بالقلق لعدم وضع إسرائيل "أهدافا عسكرية يمكن تحقيقها" في غزة، فيما ذكرت "واشنطن بوست" أن إدارة بايدن حاولت منع حصول اجتياح في الأيام التي تلت هجوم حركة حماس. وصرح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لشبكة إيه بي سي نيوز في نهاية الأسبوع الماضي أن اجتياح قطاع غزة قد يكون أصعب من المعركة الضارية لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل العراقية من تنظيم الدولة الإسلامية عام 2017. "تحت وقع الصدمة" وقال جون ألترمان خبير المنطقة في مركز الدراسات الدولية الإستراتيجية في واشنطن الإثنين "من الأمور التي يقولها مسؤولون أميركون +اسمعوا، إننا نكافح نشطاء في الشرق الأوسط منذ عقود... عليكم أن تفكروا بصورة أعمق". وتابع "لا أشعر أن الإسرائيليين يصغون كثيرا إلى ذلك في الوقت الحاضر، ما زالوا تحت وقع الصدمة". وظهر سعي بايدن إلى التوازن جليا خلال زيارته الأسبوع الماضي إلى إسرائيل. وبموازاة إعلانه تضامن واشنطن التام مع إسرائيل، دعاها إلى عدم "الانسياق إلى الغضب" مثلما فعلت الولايات المتحدة بعد اعتداءات 11أيلول/سبتمبر، ما جعلها ترتكب "أخطاء" على حد قوله. غير أن البيت الأبيض حذر بانه من المتوقع مقتل المزيد من المدنيين في غزة. وقال جون كيربي "هذه حرب. هذه معركة. إنها دموية، إنها شنيعة، وستكون فوضوية وسيتضرر مدنيون مع استمرارها".

مشاركة :