لا يمنع أي أحد وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون هذه المرة أي شيء كي تصبح أول امرأه حاكمة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية. والتحدي الحقيقي الذي تواجهه هيلاري حالياً ينحصر في كونها معروفة بشدة عند الناخبين الأميركيين. لكن البعض يرى أن كلينتون تأخرت في دخول البيت الأبيض بسبب الظهور المفاجئ والمستحيل باراك أوباما في انتخابات 2008. لكن الأكيد أن هذه السنوات استغلتها كلينتون في تثبيت تقدمها لدخول البيت الأبيض، ولو فازت بانتخابات العام 2016، فإنها ستصبح ثاني أكبر رئيس للولايات المتحدة الأميركية عمراً بعد رونالد ريغان الذي انتخب بعمر 69 عاماً. الواضح أن حظوظها وافرة جدّاً في الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، فمنافسوها المحتملون غير قادرين على إقناع الأصوات الديمقراطية، كما أنها تتمتع بخبرة سياسية كبيرة في إدارة الشؤون العامة بعد تجربتها السابقة في مجلس الشيوخ وعلى رأس وزارة الخارجية خلال الولاية الأولى للرئيس أوباما؛ منافسها في انتخابات الرئاسة، من المحتمل جدّاً أن يكون الملياردير الأميركي دونالد ترامب المثير للجدل طوال الأشهر الماضية وهو سبب كافٍ لتعزيز حظوظها. فترامب قد أثار بتصريحاته النارية أطيافاً عدّة من الشعب الأميركي: ذوو الأصول الإسبانية، والعرب والمسلمون، والمهاجرون، فيما نجد أن الأميركيين يريدون تجنيب البلاد الدخول في حروب خارجية مكلفة يمكن أن تنعكس سلباً على دافعي الضرائب.. وفي هذا المجال تعتبر كلينتون الأوفر حظّاً من خصمها المحتمل. مسلسل الفضائح ورغم توالي مسلسل الفضائح والهزات المتكرر لهيلاري كلينتون، إلا أن السيدة القوية تبدو لديها حصانة تاريخية للتعامل مع المحن والشدائد من دون أن يهتز إيمانها بأحقيتها في المنصب الأعلى والأهم على وجه الأرض والذي لم يشغله أحد من النساء حتى اليوم، فضائح ممتدة لم تبدأ مع طريقة إدارتها لأزمة بنغازي والتي راح ضحيتها السفير الأميركي في ليبيا وآخرون. وفضائح لن تنتهي مع طريقة تعاملها الخطأ مع بريدها الإلكتروني أثناء خدمتها وزيرة للخارجية في فترة حكم أوباما الأولى. هيلاري تطلب من الأميركيين، أن تتم معاملتها والحكم عليها مثل أي رجل ناجح في السياسة، ومن جانب آخر ترغب منا أن نتذكر بأن جميع آمال النساء حول العالم مرهونة بحصولها على الوظيفة التي تتمناها وهي رئاسة أميركا، وقد قالت في الكثير من المناسبات: لم أولد زوجة أو أماً. لقد ولدت أميركية في منتصف القرن العشرين، في زمن ومكان سعيدين. كنت حرة في اختياراتي التي لم تكن متاحة للأجيال السابقة من النساء في بلادي، وأديت دوراً في المعارك السياسية ومن غير المستبعد أن تكون الرئاسة إحدى ثمار تضحياتي. المحاماة والسياسة ولدت هيلاري كلينتون في 26 أكتوبر 1947 في مدينة شيكاغو بولاية إيلينوي، وحصلت على شهادة في العلوم السياسية من جامعة ويلزلي في العام 1969، كما نالت درجة الدكتوراه في القانون من جامعة ييل العام 1973، توجهت من عالم المحاماة إلى عالم السياسة، هيلاري في عالم السياسة سيدة أولى للولايات المتحدة بوصول زوجها بيل كلينتون إلى الرئاسة، ثم وصولها إلى الخارجية والكونغرس. ومن أبرز مواقفها هو معارضتها لحرب فيتنام ورفضها للتدخل الأميركي في أفغانستان، كما رفضت غزو العراق وخلال ولايتها الثانية في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك دعمت حملة إجبار الرئيس بوش على إعلان خطط للانسحاب من العراق. الخيارات الصعبة ترى هيلاري كلينتون في كتاب الخيارات الصعبة أن قوة الولايات المتحدة الخارجية: تتوقف، في النهاية، على عزيمتنا وصمودنا في الداخل، ويجب على الأميركيين، والقادة، على السواء، اتخاذ الخيارات المتاحة أمامهم عن شكل الدولة التي نريد أن نعيش فيها، ونسلمها إلى الأجيال. الكتاب يحتوى على بعض الانطباعات الشخصية والخاصة حول بعض الأشخاص والأماكن التي زارتها كلينتون خلال رحلاتها المختلفة سواء بمفردها أو في صحبة الرئيس أوباما. ومن المؤكد أن هنالك الكثير من الأسرار التي لم تحكها.
مشاركة :