المفاوضات بين طرفي الحرب في السودان ستستأنف في جدة برعاية أميركية-سعودية

  • 10/25/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

منذ 15 نيسان/ابريل، أدى النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو إلى سقوط أكثر من تسعة آلاف قتيل، وفق حصيلة للأمم المتحدة، ونزوح أكثر من 5،6 مليون شخص داخل البلاد أو إلى دول مجاورة. ولم تنجح حتى الآن كل محاولات الوساطة، بما فيها الأميركية-السعودية، في إحراز أي تقدم على طريق وقف الحرب، وأقصى ما توصلت اليه هو فترات وقف إطلاق نار قصيرة. وأكد الجيش السوداني في بيان أنه "استجابة لدعوة كريمة من دولتي الوساطة بمنبر جدة (المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية) باستئناف العملية التفاوضية مع ميليشيا الدعم السريع المتمردة، وايمانا من القوات المسلحة السودانية بأن التفاوض من الوسائل التي ربما تنهي الحرب، قبلنا الدعوة بالذهاب إلي جدة". وشدد الجيش على أن "استئناف التفاوض لا يعني توقف معركة الكرامة الوطنية". ولاحقا أفاد بيان لقوات الدعم بوصول وفدها إلى جدة لاستئناف التفاوض "يحدوه الأمل في تحلي الطرف الآخر بالمصداقية والواقعية والإرادة في الوصول إلى حل يوقف الحرب وينهي معاناة شعبنا". وقبل تعليق الجولة الأولى من مفاوضات جدة، ازداد احباط الوسطاء بسبب إحجام الجانبين عن العمل من أجل التوصل إلى هدنة مستدامة. وراى خبراء أن البرهان ودقلو اختارا بدلا من ذلك حرب الاستنزاف، على أمل انتزاع تنازلات أكبر على طاولة التفاوض فيما بعد. وقال مسؤولون أميركيون معنيون بأزمة السودان إن المفاوضات، وهي الأولى منذ انهيار الجهود الدبلوماسية لإنهاء القتال في حزيران/يونيو، ستستأنف الخميس بهدف التوصل إلى وقف إطلاق نار، لكن من السابق لأوانه مناقشة حل سياسي دائم. وأشار مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية طلب عدم كشف هويته إلى أن "الجولة الجديدة ستركز على ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وتحقيق وقف لإطلاق النار وإجراءات أخرى لبناء الثقة". وصرح مسؤول آخر للصحافيين بأن الولايات المتحدة تأمل إجراء مفاوضات بـ"روحية بنّاءة"، لافتا إلى أنه "لا قبول بحل عسكري لهذا النزاع". وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي ساعد في الوساطة في بداية الأزمة، قد وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل المفاوضات خلال زيارته إلى السعودية مؤخرا لبحث الحرب بين إسرائيل وحماس. ويشارك في مفاوضات جدة أيضا ممثلون عن "إيغاد"، التكتل المعني بالتنمية في شرق أفريقيا الذي تقوده كينيا الحليفة الوثيقة للولايات المتحدة. "لا استراحة" من إراقة الدماء وتعتبر الأمم المتحدة أن الحرب في السودان، أحد "أسوأ الكوابيس الانسانية في التاريخ المعاصر" وهي تحقق في احتمال وقوع "ابادة جماعية" في دارفور خلال الشهور الأخيرة. وتسببت الحرب في السودان بتدمير البنية التحتية المترهلة أساسا وإقفال 80% من مستشفيات البلاد ودفع الملايين إلى حافة الجوع. ويحتاج أكثر من نصف السكان إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة، وفق الأمم المتحدة. ويتعرض ملايين الأطفال لأمراض مختلفة، مثل الكوليرا وحمى الضنك والحصبة والملاريا، في حين يواجه النظام الصحي ضغوطا كبيرة بسبب الهجمات والقتال، حسب منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف). وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث "على مدى ستة أشهر، لم ينعم المدنيون -- خاصة في الخرطوم ودارفور وكردفان -- باستراحة من إراقة الدماء والترويع". وفي غرب دارفور، دفعت الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بدوافع اتنية بالمحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق بجرائم حرب محتملة. ووفقا للأمم المتحدة، فإن السودان يمثل الآن أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، حيث اضطر أكثر من 7,1 مليون شخص داخل البلاد إلى ترك منازلهم. وأضاف غريفيث من الأمم المتحدة أنه بعد مرور ستة أشهر على النزاع "تنهار الخدمات الأساسية" و"لا يزال عمال الإغاثة يواجهون عقبات في الوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجون المساعدة". وتشير توقعات جامعة جونز هوبكنز الأميركية إلى أن "ما لا يقل عن 10 آلاف طفل دون سن الخامسة قد يواجهون الموت بحلول نهاية عام 2023". وقبل عامين، قاد البرهان ودقلو انقلابا في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021 عرقل عملية الانتقال إلى الحكم المدني في البلاد، لكنهما بعد ذلك دخلا في صراع على السلطة تحول إلى حرب شاملة في 15 نيسان/أبريل. وحضت الولايات المتحدة على العودة إلى المسار الديموقراطي، لكنها لم توجه دعوات إلى مدنيين للمشاركة في مفاوضات جدة. وقال مسؤول أميركي آخر "إنهم بحاجة إلى مزيد من الوقت للاستعداد وتنظيم أنفسهم داخليا".

مشاركة :